دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة بريطانية نشرتها المجلة العلمية "The Lancet"، الأربعاء، أنّ الجيل الأول من اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري "HPV" خفّض معدّل الإصابة بسرطان عنق الرحم بين النساء بنسبة 87%.
وكشف الباحثون أنّه بحلول منتصف عام 2019، سُجّل بين النساء اللواتي تلقين اللقاح انخفاض بمعدل 450 حالة إصابة بسرطان عنق الرحم، وبمعدل 17200 حالة في المرحلة التي تسبق الإصابة بالسرطان.
ودرس باحثون من جامعة "كينغ كوليج لندن" والحكومة البريطانية بيانات سجل السرطان على أساس السكان في المملكة المتحدة، بين كانون الثاني/يناير 2006 وحزيران/يونيو 2019، وقسّموها إلى سبعة مجموعات لإجراء دراسة مقارنة بين النساء اللواتي تلقين اللقاح وغير الملقحات.
وقد راجعوا البيانات التي تشمل اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي "Cervarix"، الذي يحمي من نوعين مختلفين من السرطان، يتسبّبان بالورم الحليمي البشري.
وثمة لقاحات جديدة تحمل اسم العلامة التجارية غاردازيل "Gardasil"، تحمي من سلالات فيروسات أخرى تتسبّب بالسرطان.
وشملت ثلاث مجموعات النساء اللواتي تلقين اللقاح في أعمار متفاوتة. تضمّ المجموعة فتيات في سن 12 و13 سنة، والثانية الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 14 و16 سنة، أما الأخيرة فضمت الفتيات بين 16 و18 سنة.
وبيّنت الدراسة أنّ اللواتي تطعّمن في عمر مبكر جدًّا كنّ الأكثر حماية، فيما انخفض معدّل الإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 62% لدى الشريحة العمرية 14-16 عامًا، وبنسبة 24% بين الملقحات بين 16 و18 عامًا.
وقال الدكتورة كايتس سولدان من وكالة المملكة المتحدة للأمن الصحي، والمؤلفة المشاركة في البحث، إنّ "هذه الدراسة تُعطي الدليل الأولي المباشر عن تأثير حملة التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي في المملكة المتحدة، وتُبيّن تراجعًا كبيرًا في معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم بين مجموعات الفتيات اللواتي تلقين اللقاح".
وتابعت "تُشكّل هذه النتائج خطوة مهمة للحماية المستقبلية من الإصابة بسرطان عنق الرحم. ونأمل أن تشجّع على الإقبال على اللقاح، ذلك أن نجاح برنامج التلقيح يستند ليس فقط على فعالية اللقاح لكن أيضًا على نسبة السكان المطعّمة".
نادرا ما تُصاب النساء صغيرات السن بسرطان عنق الرحم، لذا من المبكر تحديد التأثير الكامل للتحصين ضد فيروس الورم الحليمي على المعدل الإجمالي للإصابة بسرطان عنق الرحم. وكانت المملكة المتحدة أوقفت استخدام اللقاح المضاد لسرطان الورم الحليمي البشري في هذه الدراسة، عام 2012، وتستخدم راهنًا لقاح "غاردازيل" بدلًا من لقاح "سيرفاريكس".
وكانت منظمة الصحة العالمية أطلقت السنة الفائتة الاستراتيجية الدولية لتسريع القضاء على سرطان عنق الرحم. وتجسد هذه الاستراتيجية الالتزام الأول عالميًا للقضاء على السرطان، واضعة نصب عينيها تحقيق هدف تلقيح 90% من الفتيات بالكامل ضد فيروس الورم الحليمي، قبل أن يبلغن 15 عامًا.
وفي كانون الثاني/يناير، أطلق قسم الخدمات الصحية والإنسانية الأمريكي، حملة لتعزيز معدلات التلقيح المضاد لفيروس الورم الحليمي. وقد استهدفت الحملة تحديدًا الولايات التي سجّلت أدنى معدلات تلقيح، بينها ساوث كارولينا، وتكساس، وميسيسيبي الأمريكية.
وكشفت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عام 2021، أنّ ثمة تحسّن في معدلات التلقيح، لكن أقل من نصف الشباب اليافعين في الولايات المتحدة الأمركية تلقوا جرعة واحدة أو اثنتين، وأنّ التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري لم يلحق بمعدلات الإقبال على اللقاحات الأخرى.
وكانت بدأت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها عام 2006، بتوصية إعطاء لقاح HPV للفتيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 11 و12 سنة. وكشف تقرير صادر عن الوكالة أنّ معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم انخفضت على نحو كبير في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن الفضل بذلك يعود للقاح HPV.
وفيروس الورم الحليمي البشري شائع انتقاله جنسيًّا في الولايات المتحدة الأمريكية. وفيما يعرف أنّ المصاب يُشفى تلقائيًا، إلا أن الإصابة به قد تعرّض النساء إلى خطر متزايد للإصابة بسرطان عنق الرحم، وسرطان مؤخرة الحلق، وسرطان الشرج التناسلي.