الإجهاض.. كيف أثّر على حياة نساء لجأن إليه بإرادتهن؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عندما اكتشفت سام بلاكلي أنها حامل، كوّمت ستارة الحمّام، ووضعتها في فمها كي تتمكّن من الصراخ بأعلى صوتها، من دون أن يصل صوتها إلى من يتشاركن معها المنزل.

واتخذت بلاكلي قرار الإجهاض، وشعرت أن العلاج الذي كانت تخضع له من أثر صدمة الاعتداء ساعدها على اتخاذ هذا القرار، لا سيما أن المعتدي استمر بملاحقتها حتى منزلها.

وقالت لـCNN: "لو لم أتمكّن من الإجهاض عام 2017، لما كنت هنا اليوم. كنت أعيش اضطرابات عاطفية". وأضافت: "لم أكن لأتصور أني سأستمر في حمل طفل مغتصِب في أحشائي".

وتنتظر بلاكلي وكثيرات غيرها، نتيجة جلسة المحكمة العليا في الولايات المتحدة بشأن الوصول إلى الإجهاض، حيث بدأت المرافعات الشفوية يوم الأربعاء. ويُطلب من القضاة دعم حظر ميسيسيبي لعمليات الإجهاض بعد 15 أسبوعًا.

ويمكن لقرار المحكمة أن يلغي قرار رو ضد ويد، وهو القرار التاريخي لعام 1973 الذي يقضي بالإجهاض على الصعيد الوطني قبل أن يصبح الإجهاض قابلاً للتطبيق، والذي يمكن أن يحدث في حوالي 24 أسبوعًا من الحمل.

وليس كل إجهاض سببه التعرّض للاغتصاب، لكن بلاكلي قالت إن ما يغضبها عدم قدرة النساء على اتخاذ قرارهنّ بأنفسهن في شأن الاستمرار في الحمل.

ميغان

بعدما أجهضت ميغان جيفو، استقلت سيارة أجرة عادت بها إلى المنزل. كانت ترتدي ملابس رياضية رمادية اللون. تمددت على سريرها وشعرت براحة كبيرة.

كانت في السادسة عشر من عمرها، وقد توفي أحد والديها، وعليه علمت أنها غير جاهزة ليكون لديها طفل.

وقالت جييفو لـCNN إن "الإجهاض هو ما أردته منذ اللحظة التي عرفت أنني حامل"، مُوضحة أن "تطلب الأمر بعض الوقت حتى أكتشف كيف سيحدث ذلك".

ورغم أنها ترعرعت في عائلة تؤيّد هذا الخيار، إلا أن وصمة العار المحيطة بالإجهاض وحمل المراهقات أثار قلقها من أنها لن تلقى الدعم، فما كان عليها إلا أن بحثت عن آلية حتى تجهض بمفردها.

كانت هناك نساء صغيرات السن حملن من دون تخطيط لذلك، وفي وسعهن تربية طفل ويُردن ذلك، بحسب جييفو. لكن اليوم بعد أن صارت أمًا، ترى بوضوح أكبر ما رأته حينها: مدى صعوبة نقص موارد الدعم الذي يجعل اختيار أن تكون أماً مراهقة تحديًا كبيرًا. وتابعت: "أشعر براحة كبيرة الآن، عند النظر إلى حياتي وإلى أطفالي، وأنني تمكنت من الإجهاض، لأن حياتي كانت لتكون مختلفة تمامًا".

كينيا

وتنادي كينيا مارتن ابنتها البالغة من العمر 21 سنة "أفضل صديقة مفلسة" وترى أنها مثالية. لكنها أيضًا شفافة مع طفلتها البالغة، وأعلمتها أنها مرّت بوقت عصيب فكرت خلاله بوضع حد لحملها.

وقالت مارتن: "قدرتي على الإجهاض مكنتني حقيقة من أن أكون أمًّا أفضل... حين يحين الوقت لأن تكون ابنتي في مأمن، من خلال الإقدام على هذه القرارات المهمة في الحياة، في إمكانها القيام بذلك من دون الشعور بأنها مجبرة على ذلك. وهي تدرك أنني سأدعمها مهما كان خيارها".

مارتن كانت في المرحلة الثانوية، وكانت تعرّفت للتو إلى أحدهم حين حملت بابنتها. تحدثت بالأمر مع والديها لمناقشة احتمالات الإبقاء على حملها أو الإجهاض.

لكن ما أثار قلقها هو أنها لا تعلم الرجل الذي ستتشارك معه تربية طفلتها على نحو كاف، كما أن عليها التخلّي عن دراستها الثانوية من أجل طفلتها، وهذا ليس الوقت المستقر ماديًا في حياتها الذي يسمح لها بإعطاء الحياة لطفل.

وقالت مارتن: "حياة الأمومة كانت مظلمة في البداية"، مضيفة: "لم أتمتّع بها إلا حين تقدمت أكثر بالعمر".

وسريعًا ما بدأ والد ابنتها بمعاملتها على نحو سيئ. وحين حملت مرة ثانية عرفت مارتن أن عليها ترك الوالد ووضع حد لهذا الحمل، الأمر الذي يمكّنها من أن تكون الأم التي تعتقد أنّ ابنتها تستحقها.

وعمليًا عادت مارتن إلى المدرسة وبدأت العمل كمرشدة في عيادة خاصة بالإجهاض.

وهناك تمكنت من مساعدة النساء على التحدث عن خياراتهن ودعمهن حتى يدركن أن ما يقرّرنَه هو خيارهنّ.

ستيفاني

وعندما بلغت الـ17 عامًا، كانت ستيفاني، تعمل منذ ثلاث سنوات، وعادت إلى الدراسة في الثانوية، وكانت المترجمة لوالديها، وكانت بمثابة والدة أخرى لإخوتها، كما أجهضت بعد تعرّضها لاغتصاب.

وقصدت والديها حين احتاجت وأخبرتهم بما حدث. وعندما عادت إلى المنزل بعدما أجهضت، رماها والدها بوصفة حبوب منع الحمل ووبخها.

وبعد سنتين، حملت مجدّدًا، وعرفت أنه لا يسعها العودة إلى منزل العائلة طلبًا للمساعدة. لكن، في ولاية فلوريدا الأمريكية تحتاج القاصر للحصول على موافقة أهلها حتى تجهض.

ووجدت على "ياهو (Yahoo)" أجوبة تفيد بأنه في إمكانها السعي للحصول على إذن قضائي، تسمح لها المحكمة بموجبه الإجهاض من دون علم والديها.

وقالت ستيفاني إن "الصورة التي أردتها لحياتي كانت واضحة... أردت فقط أن أبلغ 18 سنة، فيمكنني حينها الخروج من منزل أهلي، ومساعدة أمي على ترك والدي السييء، فلا نعيش ما كنّا نختبره بعد ذلك".

ومنذ ذلك الحين تخرّجت وحازت على إجازتين، وشهادة ماجيستير في العمل الاجتماعي في سنّ الـ 23 من عمرها. وهي تعيش حاليًا من دون ندم.