دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تتمثل فائدة واحدة من جائحة "كوفيد-19" بأن الناس أصبحوا يركزون أكثر على صحتهم وعافيتهم. وينطوي جزء متزايد من هذا التركيز على تمارين الإطالة بواسطة مساعد، وهي صناعة تتطور بسرعة.
وعلى سبيل المثال، كان لشركة "StretchLab" المختصة في تقديم خدمة تمارين الإطالة بواسطة مساعد، ومقرها بولاية كاليفورنيا الأمريكية، 72 موقعًا قبل انتشار الجائحة.
وذكر رئيس "StretchLab" فيردين بيكر أنه اليوم هناك أكثر من 150 استوديو خاص بالشركة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع أكثر من 600 امتياز تجاري قيد التطوير، سواء في الولايات المتحدة أو في الخارج.
وقال بيكر: "بدأ الناس يرون التمدّد كطريقة تتناسب مع الصحة والعافية، على غرار العلاج الطبيعي أو العناية بتقويم العمود الفقري".
وبشكل عام، تتضمن عملية الإطالة ممارسًا مُدرّبًا يمد جسمك في منشأة مخصصة. وتتم عمليات التمدّد يدويًا وباستخدام معدات خاصة. وتكون برامج الإطالة مصممة بحسب الأفراد وأهدافهم، وقد تتضمن زيارات أسبوعية لمدة شهر أو شهرين. وتقدم العديد من المرافق أيضًا فصولًا جماعية وجلسات افتراضية والمزيد.
يعالج الآلام المزمنة والتيبس
وضمن مظلة تمارين الإطالة بواسطة مساعد توجد مرافق متخصصة مثل "Stretch Chi"، التي تركز على طريقة "Ki-Hara" لتمديد مقاومة الجسم، واستوديوهات "Kika Stretch"، التي تستخدم طريقة "Kika"، بناءً على نهج الراقص للمساعدة في تمارين التمدّد.
ويدعي الممارسون أن هناك العديد من الفوائد لتمارين الإطالة بواسطة مساعد، مثل زيادة المرونة، والدورة الدموية، ونطاق الحركة.
وتساعد هذه التمارين كذلك في تقليل الألم، والتيبس، وتقلل من خطر الإصابة.
ويمكن أن تحسن تمارين الإطالة من قوتك الأساسية ووضعية جسمك، وتعزز أدائك الرياضي مع تقليل وقت التعافي. حتى أن تمارين الإطالة توصف بأنها وسيلة لخفض مستويات التوتر لديك، وتحسين نومك، وزيادة طاقتك.
ومع هذه المجموعة الواسعة من الفوائد، ليس من المستغرب أن تتراوح أعمار عملاء "StretchLab" من 4 إلى 90 عامًا، وتشمل أشخاصًا متنوعين مثل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات حركية وأمراض عصبية عضلية، والرياضيين المحترفين.
التوجيه والاتساق
وبينما أن الأشخاص لديهم القدرة على التمدّد بشكل فعال بأنفسهم، وهذا هو الهدف النهائي في العديد من أماكن المساعدة في تمارين التمدّد، فإن هذا لا يحدث عادةً، وفقًا لما قاله جيف برانيجان، الشريك المؤسس ومدير البرامج في "Stretch * d"، وهي شركة أعمال مدعومة مقرها في مدينة نيويورك الأمريكية.
وأشار برانيجان إلى أن الأشخاص يميلون إلى عدم ممارسة تمارين التمدّد، أو يمتدون بطريقة خاطئة، مضيفًا أنهم يميلون إلى البقاء في وضعية لمدة طويلة أو إجبار أنفسهم على اتخاذ أوضاع ليسوا مستعدين لها، مما قد يكون له آثار سلبية على الجسم.
وبالإضافة إلى ذلك، لا يستطيع الأشخاص ببساطة أداء بعض تمارين الإطالة بأنفسهم، ولا يمكنهم تحقيق أقصى قدر من الامتداد كما يستطيع المحترف.
ولم يكن هناك الكثير من الأبحاث حتى الآن حول فعالية الإطالة المساعِدة مقابل الإطالة الفردية.
وتقدم بعض الدراسات التي أجريت نتائج متضاربة أو غير مفيدة.
ماذا يقول العلم؟
وعلى سبيل المثال، وجدت دراسة أولية حول تأثير برنامج التمدّد بواسطة مساعد على كبار السن أنه ساعد في زيادة نطاق حركتهم، وتنقلهم، وقوتهم الوظيفية.
وقالت دراسة أجرتها جامعة ولاية إلينوي الأمريكية إن التيسير العصبي العضلي التحسسي، وهو أسلوب تمدّد محدّد، يحسن مرونة أوتار الركبة سواء أجريت بمساعدة أو بدون مساعدة.
ووجدت دراسة ثالثة، نُشرت في المجلة الدولية للعلاج الطبيعي الرياضي، أن فوائد التمدّد تكون فردية للمجموعة في الدراسة.
ومع ذلك، فهذا لا يعني أنه لا توجد قيمة لتلقي المساعدة خلال تمارين الإطالة والتمدّد.
وقال رامي حشيش، مؤسس المعهد الوطني للميكانيكا الحيوية بولاية كاليفورنيا الأمريكية: "يجد الكثيرون صعوبة ليس فقط في التمسك بروتين تمدّد ثابت ولكن أيضًا بدفع أنفسهم عندما يمارسون تمارين الإطالة. مع وضع ذلك في الاعتبار، إذا كان الذهاب إلى مرافق توفر التمدد المُساعد للحفاظ على ثباتك، فقد يكون ذلك مفيدًا تمامًا".
ليس فقط للتحكم في الألم
وإذا كنت تتساءل عما إذا كان التمدّد المساعد قد يكون مفيدًا لك، فقد أوصى برانيجان بتجربته، حتى إذا كنت لا تعاني من آلام معينة، وذلك لأن الكثير من الناس لديهم مناطق في أجسامهم مشدودة أكثر مما يدركون. وثانيًا، يجلس غالبيتنا لفترات طويلة، وهو مصدر قلق صحي كبير.
ووصف برانيجان"الجلوس لفترات طويلة بالقنبلة الموقوتة".
وحث حشيش على توخي الحذر سواء جرّب الأشخاص التمدّد المساعد لمعالجة إصابة، أو تحسين الحركة، أو لمجرد الفضول.
وقال: "لمجرد أنك تحصل على مساعدة في تمارين الإطالة لا يعني أنه يجب عليك المبالغة في ذلك"، مضيفًا: "لذا تأكد من توصيل ألمك وقيودك باستمرار مع ممارس الإطالة الخاص بك حتى يتمكن من مساعدتك بشكل أفضل".
ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت الإطالة المساعدة مجرد بدعة أخرى، لكن بيكر مقتنع بأنها موجودة لتبقى.
وقد ساعد التمدّد بيكر على الوقوف على قدميه مرة أخرى بعد أن حطمت أربع عمليات جراحية في الركبة آماله في الحصول على مسيرة احترافية في كرة القدم، لذلك فقد جرب فوائدها شخصيًا.
وفي هذا السياق، أوضح بيكر: "إنهم يخبروننا كيف يساعدهم ذلك في حركتهم ومرونتهم، مما يسمح لهم بعد ذلك بممارسة ما يجعلهم سعداء، مثل المشي لمسافات طويلة أو لعب الغولف".