دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تكون لحظات ثمينة تلك التي تبدأ فيها نهارك بفنجان قهوة ساخن أو كوب من الشاي غني بالكافيين، ولكن تأثير هذا الأمر سلبي على الأجنة، وفق ما بيّنت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "JAMA Network Open"، الإثنين.
وخلصت الدراسة إلى أنّ الأطفال الذين تعرضوا لكميات قليلة من الكافيين قبل الولادة، كانوا أقصر قامة كمعدل وسطي لدى بلوغهم الرابعة من عمرهم مقارنة مع أطفال أمهات لم يستهلكن الكافيين أثناء الحمل. واتسعت هذه الفجوة لدى بلوغ الأطفال 8 سنوات، بحسب ما ذكرته الدكتورة جيسيكا غليسون، المؤلفة الرئيسة، وعالمة الأوبئة للفترة المحيطة بالولادة.
وقالت غليسون، الباحثة الزميلة في معهد يونيس كينيدي شرايفر الوطني لصحة الطفل والتنمية البشرية: "للتوضيح، هذه ليست اختلافات كبيرة بالطول، لكن ثمة تباينات صغيرة لجهة الطول بين أطفال الأمهات اللواتي استهلكن الكافيين أثناء الحمل".
وتوصي الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد حاليًا، بالحد من استهلاك الكافيين إلى أقل من 200 ملليغرام يوميًا أثناء الحمل.
ولفتت غليسون إلى أنّ التباين الموجود في أحدث دراسة لوحظ حتى بين الأطفال الذين احتست أمهاتهنّ كمية أدنى من نصف فنجان قهوة يوميًا خلال الحمل، أي أقل بكثير من الإرشادات الحالية.
ورأى الدكتور غافين بيريرا، أستاذ علم الأوبئة والإحصاء الحيوي في جامعة كيرتن بأستراليا، غير المشارك في الدراسة، أنّه ليس واضحًا إذا كانت هذه الدراسة تُظهر العلاقة السببية بين استهلاك الأم للكافيين وطول الطفل، على نحو قاطع.
وتابع بيريرا في بيان لمركز ساينس ميديا أنه "يمكن تفسير الارتباط الذي لوحظ في هذه الدراسة من خلال وجود سبب شائع لكل من استهلاك الكافيين وتقييد النمو، مثل الفقر، والتوتر، والعوامل الغذائية".
لماذا القلق من قصر القامة؟
وإذا استمر قصر النمو من مرحلة الطفولة المبكرة حتى مرحلة البلوغ، فثمة فرصة أن يواجه هؤلاء الأطفال مخاطر تبعات التمثيل الغذائي القلبية السيئة، مثل أمراض القلب والسكري، التي ترتبط بقصر القامة عادة.
وأوضحت غليسون أنه لا وجود حتى الآن لطريقة تساعد في معرفة ما إذا كان الاختلاف سيستمر حتى مرحلة البلوغ، وأن هذا النوع من الدراسات التي تركز على النتائج السكانية، لا يجب أن يسبّب الذعر لدى العائلات الفردية.
وأشارت غليسون إلى أنه يتعيّن، عوض ذلك، أخذ هذه المستويات والاتجاهات السكانية بالتوازي مع الأبحاث الأخرى التي تقوم بها منظمات أخرى لإعادة تقييم توصياتها.
وأضافت غليسون أنه في الماضي، وُضعت دراسات غير متّسقة حول أثر تناول الكافيين خلال الحمل على الجنين، لكن الأدلة توحّدت في السنوات الأخيرة.
وكان تحليل تلوي أجري عام 2015، راجع جميع الأبحاث الحالية، توصّل إلى أن ثمة علاقة بين استهلاك الكافيين وحجم الولادة الأصغر. وكشفت دراسة أجريت عام 2020، أنه لا يوجد مستوى آمن من الكافيين للجنين النامي.
كيفية تقليص كمية استهلاك الكافيين
وبالإضافة إلى التخوّف الذي حذّرت منه غليسون، قد يرغب بعض الأشخاص بتقليل تناول الكافيين، ثم يكتشفون أنّ القول أسهل من الفعل.
ويجب تذكّر أنّ الكافيين موجود في القهوة، والشاي، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، وكذلك في الكاكاو، وألواح الشوكولا. كما أنه موجود في الوجبات الخفيفة المدعمة، وبعض ألواح الطاقة، وحتى بعض مسكنات الألم.
وكانت دراسة أجرتها جامعة جونز هوبكنز عام 2016، توصلت إلى أنه كان من المفيد عندما حدّد الأفراد المواقف أو الحالات المزاجية التي سيلجأون خلالها على الأرجح إلى تناول الكافيين بغية تجنب المواقف التي تثير الرغبة الشديدة، خصوصًا خلال الأسابيع القليلة الأولى من تعديل استهلاك الكافيين. ويمكن لشاربي الكافيين أيضًا أن يضعوا خطة لكيفية التصرف لدى شعورهم بالرغبة الشديدة، مثل أخذ استراحة استرخاء لمدة خمس دقائق تتضمن تمارين التنفس العميق.