تقرير يكشف ارتفاع الطلب على علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط خلال جائحة كورونا

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أن الوصفات الطبية، لمنشطات تُستخدم غالبًا لعلاج حالة اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، ارتفعت خلال جائحة كورونا، خاصة بين البالغين.

ويأتي هذا الاكتشاف بينما يوجد نقص في توفّر علاج شائع لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أي "آديرال"، منذ شهور، ويعود ذلك جزئيًا إلى ارتفاع الطلب.

وأصبح تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أكثر شيوعًا خلال العقود الأخيرة، كما أن الوصفات الطبية للأدوية المنشطة، التي غالبًا ما تستخدم لعلاج اضطراب النمو العصبي، تتزايد.

لكن التقرير الجديد، الصادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يسلط الضوء على الارتفاع الأخير في الطلب على العقار وغيره من الأدوية المشابهة.

وبين عامي 2016 و2020، بقيت نسبة السكان الذين حصلوا على وصفة طبية لعقار منشّط ثابتة نسبيًا.

ولكن شهد عام 2021 زيادة ملحوظة، حيث قفزت الوصفات الطبية بأكثر من 10% في غالبية الفئات العمرية.

وبشكل عام، يُظهر تحليل المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها لسجلات التأمين الخاص أن أكثر من 4% من الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و64 عامًا، قد حصلوا على وصفة طبية لمنشطات في عام 2021، وهو ارتفاع من 3.8% في عام 2020.

ويعاني غالبية الأشخاص الذين تُوصف لهم الأدوية المنشطة من تشخيص اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو يعالجون من أعراض الاضطراب.

وعادة ما يتم التعرف إلى حالة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة، وتُعد أكثر انتشارًا بين الذكور، ووجد تحليل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن الوصفات الطبية للأدوية المنشطة كانت أكثر شيوعًا بين الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا.

ومع ذلك، كانت أكبر الزيادات السنوية في عام 2021 بين البالغين، وخاصة النساء في العشرينيات والثلاثينيات من العمر.

وتوجد إرشادات سريرية راسخة لرعاية الأطفال والمراهقين بمرض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، مع مخطط للأعراض التي تُظهر نمطًا مستمرًا من عدم الانتباه أو فرط النشاط والاندفاع.

وبينما أن هناك اعترافًا متزايدًا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين، لا توجد إرشادات مماثلة لهذه الفئة.

وتعد الفجوة في التوجيه للبالغين مصدر قلق للصحة العامة، ويعود ذلك جزئيًا إلى "عدم كفاية الوصول العام إلى مقدمي خدمات الصحة العقلية المدرّبين على تشخيص وإدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه"، وفقًا لما ذكره الباحثون.

وكتبوا أن "تطوير التوصيات السريرية لتشخيص وإدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين يمكن أن يساعد في توجيه وصف المنشطات الآمنة والمناسبة".

ورغم أن المنشطات تقدم "فوائد كبيرة" للأشخاص المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، إلا أن هناك أيضًا أضرارًا محتملة بما في ذلك سوء الاستخدام واستهلاك جرعات زائدة.

وتُظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وفاة نحو 33 ألف شخص بسبب جرعة زائدة من المنشطات النفسية في عام 2021.

ويُعد منشط "ميثامفيتامين" بمثابة عقار أساسي متورط، وقد تضاعفت الوفيات تقريبًا منذ عام 2019.

وعلى صعيد آخر، يثير الارتفاع الحاد في الوصفات الطبية للمنشطات أثناء الجائحة تساؤلات حول دور الرعاية الصحية عن بُعد.

وكان من الممكن أن يؤدي التوسع في الوصول إلى الخدمات الصحية عن بُعد أثناء الجائحة إلى إزالة الحواجز وتشجيع المزيد من الناس على طلب الرعاية، خاصة خلال فترة تفاقمت فيها صراعات الصحة النفسية.

ومع ذلك، كان من الممكن أن تقدم هذه الخدمات إمكانات أكبر للتقييمات غير الكافية أو وصف المنشطات غير المناسبة، وفقًا لما أشار الباحثون إليه.

وكتبوا أن "تقييم السياسات التي تم سنها أثناء الجائحة يمكن أن يحدد فوائد وأضرار تلك السياسات".

وكافح بعض الأشخاص الذين يستخدمون المنشطات لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لعدة أشهر للحصول على وصفاتهم الطبية.

وأعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عن نقص في عقار "آديرال" في 12 أكتوبر/تشرين الأول عام 2022.

وأشارت الوكالة إلى أنّها كانت على اتصال بجميع مصنعي أملاح الأمفيتامين المختلطة، وأن إحدى تلك الشركات كانت "تعاني من تأخيرات مستمرة في التصنيع بشكل متقطع".

وأوضحت الوكالة أنّه "رغم استمرار الشركات المصنعة الأخرى في إنتاج الدواء، لا يوجد عرض كاف لمواصلة تلبية طلب السوق الأمريكية من خلال المصنّعين".

وقال جيم ماكيني، المتحدث باسم الوكالة، لـCNN، الشهر الماضي، إنه تم حل تأخير التصنيع وأن النقص الآن "مدفوع بالطلب".

وعلى موقعها على الإنترنت، ذكرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ثمانية مصنّعين أبلغوا عن نقص في عقار "آديرال".

ويسرد الموقع سبب النقص لبعض إصدارات الدواء، مثل "زيادة الطلب" أو "نقص العنصر النشط".