عقار يجنب مرضى سرطان الثدي المشخص في وقت مبكر من الإصابة مجددًا

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أظهرت دراسة جديدة أنّ العقار الذي يتناوله المرضى المصابين بأكثر أنواع سرطان الثدي شيوعًا، HR + /HER2، في مرحلته المبكرة، قلّل بشكل كبير من خطر معاودة السرطان بعد العلاج.

وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أعطت إذن الاستخدام لعقار "ribociclib"، الذي تم تسويقه تحت الاسم التجاري "Kisqali" في عام 2017، من قبل الأشخاص المصابين بمرض السرطان المنتشر في الجسم، ما يساعدهم على العيش لفترة أطول عن طريق إبطاء نمو المرض وانتشاره.

وتم تقديم نتائج تجربة المرحلة المتأخرة على الأشخاص المصابين بالسرطان في مراحله المبكرة، الجمعة، في إطار انعقاد مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري في مدينة شيكاغو الأمريكية. ولم يتم تحديد الدواء بعد لهذه الفئة من المرضى.

وقال الدكتور شريرام أرادهيه، رئيس التنمية العالمية والمدير الطبي للشركة في مؤتمر صحفي الجمعة، إنه "بعدما رأينا هذه الفائدة، كان منطقيًا تقييم ما إن كانت الفائدة عينها يمكن توسيعها كي تشمل مجموعة من المرضى المصابين بسرطان الثدي الذين ما برحوا في مرحلة مبكرة جدًا من مرضهم".

وتابع أنه "غالبًا ما يتم تشخيص سرطان الثدي في مرحلة مبكرة، لكن في حال اكتُشف في وقت مبكر، أي في المرحلتين الثانية أو الثالثة قبل انتشاره، لا يعني ذلك بالضرورة أنّ هؤلاء المرضى ليسوا عرضة لخطر معاودة الإصابة به".

ووجدت الدراسة أنّ عقار "Kisqali" حسّن النسبة المئوية للأشخاص الذين تعافوا من مرض سرطان الثدي الغازي بنسبة 90.4٪ خلال ثلاث سنوات، مقارنة مع 87.1٪ للأشخاص الذين لم يتناولوا الدواء.

وشملت الآثار الجانبية ارتفاع إنزيمات الكبد، والإسهال، ونقص العدلات (Neutrophenia)، وهي حالة تدل على نقص العدلات الكبير في الجسم، أي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تساعد في مكافحة العدوى.

وقد تكون كلفة الدواء مرتفعة جدًا بالنسبة لبعض المرضى. إذ قد يصل سعره إلى ما يقارب الـ15 ألف دولار شهريًا، وفقًا لتحليل حديث أشار إلى أنه ليس علاجًا فعالًا من حيث الكلفة، حتى في استخدامه الحالي لدى الأشخاص الذين باتوا بمرحلة متقدمة من مرض السرطان.

لكن، يستفيد العديد من الأشخاص من هذا الدواء، إذ يتم تشخيص حوالي 90٪ من مرضى سرطان الثدي في المراحل المبكرة.

وقال الدكتور دينيس ج. سلامون، الباحث الرئيسي في التجربة، ومدير الأبحاث السريرية والتحويلية لدى مركز "UCLA Jonsson" الشامل للسرطان، ورئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لـ"Translational Research in Oncology"، إنّ "هذه النتائج البارزة ستغير بشكل جذري الطريقة التي نعالج بها المرضى الذين شُخّصوا بالمرحلتين الثانية والثالثة من سرطان الثدي المبكر، HR +/ HER2، والذين يحتاجون إلى خيارات جديدة جيدة التحمل تحدّ من معاودة إصابتهم بالسرطان".

وتابع أنّ "معالجة هذه الحاجة لدى عدد كبير من المرضى، قد يساعد في تبسيط قرارات العلاج لمقدمي الرعاية الصحية والحفاظ على العديد من المرضى المعرضين للخطر خالين من السرطان من دون تعطيل حياتهم اليومية",

ولفتت الدكتورة سارة تولاني، اختصاصية أورام الثدي بمعهد دانا فاربر للسرطان، غير المشاركة في الدراسة، إلى أنّ الأطباء رأوا أنّ هذا الأمر يُعد "من أكثر الأخبار إثارة" التي تم تقديمها في مؤتمر هذا العام.

وقالت تولاني: "أعتقد أنه يتوجب علينا التنبّه لهذا الأمر بالتأكيد"، مضيفة أنّ "الحد من المخاطر بنسبة 25٪ أمر جوهري". وتأمل تولاني في الحصول على بيانات طويلة المدى عن هؤلاء المرضى. كما تعتقد أنه كلما تم تعقب المزيد من هؤلاء لفترة أطول، ستكون الفائدة أكبر.

وتابعت تولاني: "أعتقد أن هذا يشير حقًا إلى أنه يمكننا القيام بأداء أفضل لمرضانا".

ورأت الدكتورة أنوباما جويل، الأستاذة المساعدة في الطب وأمراض الدم والأورام الطبية بمركز ماونت سيناي تيش للسرطان، غير المشاركة في الدراسة، أن نتائج التجربة طال انتظارها وتُعتبر "جيدة جدًا".

وتابعت جويل: "أعتقد أن هذه إضافة مهمة للغاية لسعينا نحو محاولة علاج المزيد من مرضى سرطان الثدي".

وأعربت عن اعتقادها بأنّ هذه مساهمة كبيرة في هذا المجال، لأن لدينا هؤلاء المرضى الذين يتعرضون لمخاطر عالية والذين يختبرون خطرًا كبيرًا بسبب معاودة إصابتهم بالمرض.

ورأت جويل أنه رغم أن معدل الشفاء ليس 100٪، إلا أن دواء مثل هذا يمكن أن يحقق الهدف. وأوضحت: "أعتقد أن هذا سيغير المشهد للكثير من المرضى".

وقال الدكتور ألبرتو مونتيرو، مدير برنامج سرطان الثدي في مركز "UH Seidman" للسرطان بأوهايو والأستاذ بكلية الطب في جامعة "كيس ويسترن ريزيرف"، إنه يمثّل "تقدمًا كبيرًا مع نتائج مهمة جدًا"، مضيفًا أن "التقدم في علم الأورام، لا سيّما في مجال سرطان الثدي أمر تدريجي حقًا، ولا بأس بذلك".