دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تختبر الولايات المتحدة الأمريكية موسم سيّء لحشرات القراد بلغ ذروته على الأرجح. ويشدّد الخبراء على ضرورة أخذ الاحتياطات الشخصية للوقاية من ازدياد حالات الأمراض التي تنقلها هذه الحشرات.
وسجّلت الإصابات بمرض لايم، وهي عدوى بكتيرية تتسبّب بها لدغات القرّاد الأسود أو قراد الغزلان، نسبة أعلى بـ17٪ في الأسبوع الأول من شهر يونيو/ حزيران مقارنة مع العام السابق، وفقًا لما ذكرته بيانات شركة تكنولوجيا الرعاية الصحية "Athenahealth". وسُجّل ارتفاع حاد بهذا المرض خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، إذ أشارت الاتجاهات من السنوات الثلاث الماضية إلى أن الذروة الموسمية لهذا العام سجلت تراجعًا قبل عطلة الرابع من يوليو/ تموز.
وتستند النتائج إلى ملايين سجلات المرضى، التي تعادل حوالي خِمس زيارات العيادات في الولايات المتحدة، التي تمثل نسبة الزيارات العيادية لتشخيص مرض لايم.
وقالت إميلي مادير، مديرة برنامج المركز الإقليمي الشمالي الشرقي لتمييز الأمراض المنقولة، إنّ "القراد بالقشرة السوداء يمثّل العدو الأول للصحة العامة ضمن هذه العائلة، لأنه مؤهل لنقل العديد من مسببات الأمراض".
وتابعت أن "هذه الحشرات يمكنها نقل الكثير من الأمراض المختلفة إلى الناس. وهي تنتشر بكثرة في الشمال الشرقي، وأعلى الغرب الأوسط، وساحل المحيط الهادئ. وتفضل العيش في موائل يعيد الناس إنشاءها أو يعيشون فيها".
ومرض لايم ليس العامل المرضي الوحيد المرتبط بالقراد. وتتعقب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) أربعة أنواع من القراد وسبعة من مسببات الأمراض التي يمكنها نشرها في الحد الأدنى.
وكان تقرير للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها صدر في مارس/ آذار، قد حذّر من أن حالات الإصابة بداء البابيزيا آخذة بالازدياد. إذ سجلت حالات المرض الذي ينقله القراد ارتفاعًا بنسبة 25٪ بين عامي 2011 و2019، وقد تشمل أعراضه التي قد تكون قاتلة الحرارة، وآلام العضلات والمفاصل، والصداع.
وأظهرت بيانات المراقبة الأخرى من الوكالة أن لدغات القراد كانت سببًا لأكثر من 100 زيارة لقسم الطوارئ بين كل 100 ألف شخص في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران، وهو معدل أعلى من أي شهر آخر منذ عام 2019.
وقال الخبراء إن مجموعة متنوعة من العوامل تزيد من خطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها القراد. بينها توسّع موطن القراد، وتغير الموائل البشرية.
وينتشر قراد الغزلان في مناطق الشمال والغرب، ويذهب أبعد في الشمال الشرقي والغرب الأوسط للولايات الأمريكية. وقال الدكتور روبرت سميث، طبيب الأمراض المعدية في "MaineHealth" والمدير المشارك لمبادرة مرض لايم في جامعة تافتس، إن قراد لون ستار، الذي يعيش عادة في الجنوب الشرقي، ينتقل أيضًا شمالًا إلى ولايات وسط المحيط الأطلسي.
ولفت إلى أن هناك "مجموعة يزيد انتشارها من نوعين مختلفين من القراد، وهي فعالة جدًا بنقل الأمراض إلى الناس في المناطق الجديدة"، مضيفًا أن "هناك تغيير في المشهد السكني البشري، حيث ينتقل الأشخاص إلى مناطق خضعت لإعادة تشجير وتجزئة".
ويمنح الطقس الأكثر دفئًا حشرات القراد فرصة أكبر لإطالة دورة حياتها أيضًا، ما يمنحها المزيد من الفرص للعثور على مضيفين ونشر المرض.
أما زيادة الوعي على الأمراض التي ينقلها القراد قد تفسر أيضًا جزءًا من الزيادة في تشخيص مرض لايم، لكن الخبراء يشجعون الأطباء والمرضى على إيلاء اهتمام وثيق لأعراضهم.
ولفت سميث إلى أنه "بالنسبة إلى العديد من هذه الأمراض، فإن العرض النموذجي هو ما كنا نظن أنه إنفلونزا الصيف منذ سنوات"، وتابع: "لكن المرضى يأتون وهم يعانون من الحرارة، والصداع، وألم في المفاصل، لا شيء محدد للغاية".
وأضاف: "لذا من المهم، أولاً، أن ندرك أن عددًا من هذه الأمراض قد يكون مماثلًا لأعراض أي مريض يقصد عيادة طبيب. وبعد ذلك، يجب على الناس أن يدركوا ما إذا كانوا في مناطق قد يتعرضون فيها لهذه الحشرة، وبالتالي تدوين أعراض مثل الحرارة، والصداع، وآلام المفاصل التي تظهر بشكل قوي".
وقال الخبراء إن التحكم في أعداد حشرات القراد ليس بالأمر السهل، ما يجعل اليقظة الشخصية أمرًا بالغ الأهمية، لا سيما خلال الـ24 ساعة الأولى من التعرّض المحتمل.