تنقلها لدغة القراد..حساسية طعام غامضة قد تؤثر على مئات الآلاف في أمريكا

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد متلازمة "ألفا-غال" (Alpha-gal) ردة فعل تحسسية تجاه سكر موجود في اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، وهي ناتجة عن لدغة قرادة "لون ستار" (lone star). وقد تكون الآن عاشر أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعًا في الولايات المتحدة.

حيث تؤثر على ما يصل إلى 450 ألف شخص، وفقًا للتقديرات التي نشرتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، الخميس.

قلة الوعي وقلة التشخيص 

ولم يبدأ العلماء في فهم متلازمة "ألفا-غال" إلا مؤخرًا.

وينقل قراد "لون ستار" (اليغموش الأمريكي)، وربما أنواع أخرى من الطفيليات، سكرًا يسمى "ألفا-غال".

وقال الدكتور سكوت كومينز، وهو الرئيس المساعد لقسم الحساسية والمناعة في كلية الطب بجامعة "نورث كارولينا" الذي أمضى حياته المهنية في إجراء البحوث بشأن "ألفا-غال"، والمؤلف المشارك في الدراسات الجديدة التي نشرتها مراكز مكافحة الأمراض: "نعتقد أنّها تتمتّع بإنزيمً في لعابها يمكنه إنتاج ألفا-غال".

وعندما تلدغ هذه القرادة شخصًا ما، يمر "ألفا-غال" عبر الجلد.

يبدو أنّ التعرض بهذه الطريقة يضع الجهاز المسؤول عن الدفاع عن الجسم؛ أي الجهاز المناعي، في حالة تأهب قصوى للسكر الموجود في الثدييات غير الرئيسيات وفي المنتجات المشتقة منها.

ويجب أن يتجنب الأشخاص المصابون بمتلازمة "ألفا-غال" تناول اللحوم الحمراء مثل اللحم البقري، ولحم الضأن، ولحم الخنزیر، ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من المنتجات، مثل الجيلاتين، وأحيانًا مستحضرات التجميل.

يمكن للأشخاص التعايش مع متلازمة "ألفا-غال" من خلال تعديل نمط حياتهم، مع ذلك قد يكون الحصول على التشخيص أمرًا صعبًا لأن العديد من الأطباء ليسوا على دراية بالمتلازمة.

استطلعت دراسة نُشرت، الخميس، في التقرير الأسبوعي للمرض والوفيات الصادر عن مراكز مكافحة الأمراض، 1500 طبيب وممرض ممارس في الولايات المتحدة، ووجدت أن نسبة 42% منهم قالوا إنهم لم يسمعوا أبدًا بهذا النوع من الحساسية، بينما قال ثلث آخر منهم إنهم غير واثقين من قدرتهم على تشخيص المتلازمة، أو التعامل مع مريض مصاب بحساسية "ألفا-غال".

ووجدت استطلاعات لمرضى "ألفا-غال" أن معظمهم يواجهون تأخيرًا كبيرًا عندما يأتي الأمر للمدة بين ظهور الأعراض الأولى وتشخيصهم بالمرض.

لا تشبه "ألفا-غال" حساسية الطعام النموذجية، أي أن ردة الفعل الجسدية تجاه الطعام المسبب للحساسية لا تبدأ بعد ثوانٍ إلى دقائق من تناوله.

وبدلاً من ذلك، يصاب الأشخاص الذين يعانون منها بالمرض بعد 4 إلى 6 ساعات من تناول اللحوم الحمراء أو منتجات الألبان، ولذا هم لا يربطون أعراضهم بما يتناولونه دائمًا.

ويمكن أن تشمل ردود الفعل ظهور طفح جلدي، وضيقا في التنفس، أو حتى حساسية مفرطة مهددة للحياة (التأق).

تزايد الحالات المُشخّصة

استنتج مؤلفو الدراسة وجود 110 ألف حالة مشتبه بها لمتلازمة "ألفا-غال" تم تشخيصها في الولايات المتحدة من 2010 إلى 2022.

مع نقص الوعي بين مقدمي الرعاية الصحية، قام الباحثون بتعديل بياناتهم بظل افتراض أن ما بين 20% و78% من الحالات ربما لا يتم تشخيصها. وقد أدى ذلك إلى تقديرهم أن ما بين 96 ألف و450 ألف أمريكي قد تأثروا بمتلازمة "ألفا-غال" منذ عام 2010.

أشارت مؤلفة الدراسة التي تقود فريق علم الأوبئة لأمراض الكساح لدى مراكز مكافحة الأمراض، جوانا سالزر، إلى أنه من غير الواضح ما إذا كانت الحالات ترتفع بسبب زيادة الوعي والاختبار للمتلازمة أو لسبب آخر، مثل ازدهار مجتمعات القُراد في درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن تغير المناخ.

كما حددت سالزر وفريقها مواقع الاختبارات ذات النتيجة الإيجابية ووجدوا أنها تركزت وسط الولايات المتحدة، وتمتد على مناطق الجنوب، والغرب الأوسط، والأطلسي الأوسط.

وهذه هي المنطقة ذاتها المعروفة بتسبّب قراد "لون ستار" في أمراض أخرى فيها، مثل العدوى البكتيرية، داء إيرليخ.

نشر