دراسة: السرطان يُصيب أكثر البالغين في الـ30 من عمرهم والنساء الأصغر سنًا.. ما السبب؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أظهرت دراسة جديدة زيادة في عدد البالغين الأصغر سنًا الذين تمّ تشخيصهم بأنواع محددة من السرطان في الولايات المتحدة. ويبدو أنّ سبب الزيادة مردّه إلى أمراض السرطان التي تصيب النساء في وقت مبكر، والبالغين في الثلاثينيّات من العمر.

ونظرت دراسة مموّلة من الحكومة، ببيانات 17 من سجلات المعهد الوطني للسرطان، أي في ما يزيد عن 500 ألف حالة إصابة مبكرة بالسرطان، أو أمراض السرطان المُشخّصة لدى مرضى تقل أعمارهم عن 50 عامًا، بين عامي 2010 و2019.

ووجدت الدراسة أنّ حالات الإصابة المبكرة للسرطان ازدادت خلال ذلك العقد بمتوسط بلغ 0.28% سنويًا.

ونُشرِت الدراسة في مجلة "JAMA Network Open"، الأربعاء.

ويبدو أنّ هذا التغيّير مردّه إلى أن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان لدى النساء الأصغر سنًا بنسبة 0.67% سنويًا.

وفي الوقت عينه، انخفضت تلك المعدلات لدى الرجال بنسبة 0.37% كل عام.

وأشارت الدراسة إلى رصد 34،233 حالة إصابة مبكرة بالسرطان بين النساء في عام 2010، و35،721 حالة في عام 2019، أي ما يعادل زيادة قدرها 4.35%.

وبين الرجال، تراجع العدد من 21،818 حالة في عام 2010، إلى 20،747 حالة في عام 2019، ما يعادل تراجعًا بنسبة 4.91%.

ووجدت الدراسة أنّ معدل تشخيص الإصابة بالسرطان زاد لدى البالغين في الثلاثينيّات من العمر على مدار العقد الماضي، لكنّه ظل مستقرًا لدى الفئات العمريّة الأخرى التي تقلّ أعمارهم عن 50 عامًا.

وفي الوقت عينه، سجّل ​معدل الإصابة بالسرطان لدى البالغين الذين يبلغون من العمر 50 عامًا وما فوق، تراجعًا.

وعند النظر إلى اتجاهات السرطان لدى البالغين الأصغر سنًا بحسب العِرق، وجد الباحثون أنّ الحالات المبكّرة لمرض السرطان ارتفعت بشكلٍ أسرع بين الأشخاص الذين يُصنّفون في إطار الأمريكيين الأصليّين، أو سكان ألاسكا الأصليّين، والآسيويّين، والأشخاص ذوي الأصول الإسبانيّة.

وكمتوسط، ظلّت معدلات نمو حالات السرطان المبكرة مستقرة لدى الأشخاص البيض، بينما انخفضت لدى الأشخاص ذات البشرة الداكنة بين عامي 2010 و2019.

وشملت أنواع السرطانات التي سجلت أعلى عدد من الحالات المبكرة المُشخّصة في عام 2019، سرطان الثدي (12،649 حالة)، والغدة الدرقيّة (5،869 حالة)، والقولون والمستقيم (4،097 حالة).

ولوحِظ أكبر قدر من الزيادات في حالات الإصابة المبكرة بسرطانات الزائدة الدوديّة، إذ أنّها ارتفعت بنسبة 252%، وسرطانات القنوات الصفراويّة التي ارتفعت بنسبة 142%، وسرطان الرّحم الذي زاد بنسبة 76%.

وكانت معدلات الإصابة بالسرطانات المبكرة في الجهاز الهضمي الأسرع نموًا من عام 2010 إلى عام 2019، حيث زادت بنسبة 15% تقريبًا.

ولدى أستاذ علم الأورام والأوبئة في جامعة "جونز هوبكنز"، الدكتور أوتيس براولي، بعض النظريات حول أسباب ارتفاع المعدلات.

وقال أوتيس: "السبب الأكبر للإصابة بمرض السرطان في الولايات المتحدة حاليًا هو التدخين، ولكن معدلاته تراجعت منذ ستينيّات القرن المنصرم".

وأضاف أوتيس: "في العامين المقبلين، لن يكون السبب الأكبر للإصابة بمرض السرطان في الولايات المتحدة السمنة، بل السمنة المفرطة واستهلاك الكثير من السعرات الحراريّة، وعدم ممارسة ما يكفي من التمارين الرياضيّة.. يقول حدسي أنّ جزءًا كبيرًا من هذا الاتجاه متصل بأسلوب الحياة، أو قد يكون مدفوعًا بزيادة استهلاك السعرات الحراريّة، وزيادة السّمنة، وعدم ممارسة التمارين الرياضيّة بشكلٍ كافٍ".

ووفقًا لأوتيس، قد يعود السبب الآخر المحتمل إلى تعاطي الكحول، مشيرًا إلى وجود "ارتفاع في أمراض السرطان المرتبطة بالكحول في الأعوام القليلة الماضية".