دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بالتزامن مع عودة الأطفال إلى المدارس، تسجّل الإصابات بفيروس كورونا ارتفاعًا مجدّدًا. فبحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، زاد معدّل الاستشفاء بنسبة 18% في الأسبوع الأخير. ويشجّع بعض الخبراء على العودة إلى وضع الكمامات، لا سيّما من قبل كبار السن ومن هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة.
واستدعت المخاوف من احتمال انتشار "كوفيد-19" جرّاء التجمّعات الاجتماعية، العديد من الأسئلة المتمحورة حول كيفية الوقاية منه، مثل: ما هي التدابير الوقائية التي يفترض اتخاذها مع عودة الأطفال إلى المدرسة، وهل عليهم وضع الأقنعة؟ وما الاحتياطات التي على العائلات اتخاذها قبل عقد اللقاءات المحتملة كي يحموا أنفسهم من فيروسات كورونا، والأنفلونزا، والفيروس المخلوي التنفسي (المعروف باسم RSV) التي قد تنتشر هذا الخريف؟
وأثارت CNN هذه المواضيع مع الدكتورة ليانا وين، طبيبة الطوارئ، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، التي شغلت سابقًا مركز مفوضة الصحة في بالتيمور.
CNN: ما هي الاحتياطات التي على الناس اتخاذها لحماية أنفسهم من فيروس كورونا؟
د. لينا وين: يعتمد الأمر على ظروف كل شخص على حدة. نحن في مرحلة مختلفة تمامًا مقارنة بالسنتين الأوليين من "كوفيد-19". في هذه المرحلة، من الواضح أنّ فيروس كورونا أصبح متوطّنًا، وبالتالي بين الفيروسات التي يتعيّن علينا مواجهتها. ولحسن الحظ، لدينا العديد من الأدوات للحد من خطورة الإصابة به،و تشمل ضمنًا اللقاحات والعلاجات، إلى خيارات الحد من انتقال الفيروس مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوئة.
والعامل الأساسي الذي يحسم درجة الاحتياطات التي على الفرد اتخاذها يتمثّل بمدى الخطر المحدق بالفرد جراء الإصابة بـ"كوفيد-19". تنخفض فرصة إصابة الأصغر سنًا والأصحاء عمومًا، خصوصًا من سبق وأصيبوا بفيروس كورونا وتلقوا اللقاحات، بالمرض الشديد. لذلك، قد يلجأون إلى ممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين والعطس في مرفقيهم، لكنّهم لن يتخذوا الإجراءات المشدّدة التي اعتُمدت في وقت سابق من الجائحة، مثل وضع الأقنعة، والتباعد الاجتماعي، وتجنّب التجمعات في أماكن مغلقة.
CNN: هل ما زال كبار السن تحديدًا عرضة للخطر؟
وين: نعم. معظم الأشخاص المعرّضين للإصابة بمرض شديد جرّاء فيروس كورونا هم الذين يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق، والذين يعانون من حالات طبية كامنة خطيرة مثل أمراض القلب، وأمراض الرئة، وضعف المناعة. على هذه المجموعة من الناس اتخاذ احتياطات إضافية. بداية، عليهم التأكد من أنهم تلقوا أحدث الجرعات المعززة الخاصة بفيروس كورونا، ذلك أنه بحسب مراكز مكافحة الأمراض، فإنّ أقل من نصف الذين يبلغون من العمر 65 عامًا وما فوق تلقوا الجرعة المعززة ثنائية التكافؤ التي صدرت لأول مرة في خريف عام 2022. والأكيد أن من هم أكبر سنًا ويعانون من أمراض طبية كامنة يجب أن يحصلوا على الجرعة المعزّزة الجديدة لدى صدورها المتوقع الشهر المقبل.
كما على هذه المجموعة التأكد من أنهم مؤهلين للحصول على الدواء المضاد للفيروسات، باكسلوفيد، وأن يكون لديهم خطة لكيفية الوصول إليه من خلال التواصل مع أطبائهم. فالدراسات أظهرت أن باكسلوفيد قد يقلّل من خطر الاستشفاء أو الوفاة بنسبة تصل إلى 80% عند تناوله خلال خمسة أيام من ظهور الأعراض.
كما على هؤلاء اتخاذ احتياطات إضافية لتجنب الإصابة بـ"كوفيد-19"، مثل ارتداء قناع N95 مناسب وعالي الجودة أو ما يعادله في الأماكن المغلقة المكتظة، واختيار التجمعات الخارجية.
CNN: من عليه أيضًا أخذ المزيد من الحذر؟
وين: أعتقد أن فئتين من الأشخاص أيضًا قد يرغبون باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
الأولى: الأشخاص الذين يعيشون مع شخص عرضة للإصابة بالمرض الشديد. على هؤلاء التفكير بإلغاء أو الحد من التجمعات في أماكن مغلقة لتقليل خطر نقل فيروس كورونا إلى أحبائهم الضعفاء. ويجب عليهم أيضًا إجراء الاختبار بانتظام لتقليل خطر انتقال العدوى من دون أعراض.
والثانية: تتمثل بمن هم معرضين للإصابة بكوفيد طويل المدى فعليهم اتخاذ احتياطات لتقليل احتمالية إصابتهم بالفيروس.
CNN: هل على الأطفال ارتداء الكمامات مع عودتهم إلى المدرسة.. وهل يجب وضع الكمامة في المدارس ستكون مطلبًا؟
وين: لا أعتقد أنّ ارتداء الأقنعة في المدارس سيكون مطلبًا. سيبقى كوفيد معنا إلى الأبد، ولن نطلب من الأطفال ارتداء الأقنعة طوال الوقت في الفصل الدراسي، ذلك أنّ انتشار الفيروس لم يبلغ المستوى الذي نحتاج فيه إلى النظر بفرض ارتداء الأقنعة عليهم، وهم عادة من الفئة الأقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة، بشكل عام.
ومع ذلك، قد تكون هناك ظروف قد يلجأ فيها الأهل إلى وضع الأقنعة لأطفالهم بالمدرسة، كما قد يكون لدى المدارس سياسات تطلب من الأطفال ارتداء الأقنعة إذا ظهرت عليهم الأعراض، مثلًا. كما قد يضع الأطفال الذين يرغبون بزيارة كبار بالسن (جد أو جدة) قبل أيام من من الموعد لتقليل خطر الإصابة بـ"كوفيد-19". ويجب على العائلات التي لديهم أطفال يعانون من نقص المناعة أو من حالات طبية كامنة حادة، أن تناقش الأمر مع أطبائهم إذا كان إجراء ارتداء الكمامة مناسبًا، خصوصًا مع زيادة مستويات الفيروس في أشهر الخريف والشتاء.
CNN: بين فيروس كورونا والأنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي (RSV).. كيف تستعد العائلات للتجمّعات المحتملة في وقت لاحق من الخريف؟
وين: على العائلات التخطيط لتلقي الجميع لقاح الأنفلونزا، وأن يُعطى لكل شخص يبلغ من العمر 6 أشهر وما فوق. ويتوقع أن يتم طرح لقاح كوفيد الجديد الشهر المقبل، ويجب على الأفراد الضعفاء التخطيط لتلقيه. وهناك لقاحان جديدان لفيروس RSV للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا وما فوق، بالإضافة إلى خيارات للمرضى الحوامل والأطفال.