دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- فكرة التعرق في صالة الألعاب الرياضية الصاخبة المليئة بالغرباء أو الخروج تحت أشعة الشمس الحارقة هو أمر غير جذاب، بالنسبة لبعض الأشخاص,
وإذا كنت تشعر بأن هذا يمثل حالتك، وتبحث عن طريقة لتحسين صحتك، فكر في تجربة تمارين الكارديو المريحة.
و"تمارين الكارديو المريحة" هو مصطلح نشرته إحدى المؤثرات على منصات التواصل الاجتماعي تُدعى هوب زوكربرو، وتقيم في مدينة بارادايس، بولاية تكساس الأمريكية.
وفي مقاطع الفيديو الخاصة بها على منصة "تيك توك" التي حصدت 34 مليون إعجاب، غالبًا ما تُرى زوكربرو، وهي على جهاز المشي في غرفة معيشتها، تحيط بها الشموع والأضواء الملونة.
وأثناء ممارستها المشي، تظهر أحيانًا وهي ترتدي البيجامة، وتشاهد التلفاز، وترتشف مشروب القهوة البروتيني المفضل لديها. وبعد نصف ساعة أو نحو ذلك، تكون قد انهت تمرينها.
وقبل ممارسة تمارين الكارديو المريحة هذه، اتبعت زوكربرو خطة تمرين على أصوات الموسيقى الصاخبة لخسارة 100 رطل. ولكن بعد استعادة حوالي نصف هذا الوزن، لم ترغب في العودة إلى نظام مكثف لتحسين صحتها.
وقالت زوكربرو: "أدركت أنني بحاجة إلى تحسين علاقتي بالتمارين الرياضية. لم تعد التمارين الرياضية ممتعة بعد الآن، وكنت أتحرك فقط من أجل إنقاص الوزن، وليس من أجل الشعور بالسعادة أو التمتع بصحة جيدة".
لذلك قامت بجمع أغراضها المفضلة، مثل الشموع والأضواء الملونة والقهوة البروتينية، وبدأت في نزهة بطيئة ومريحة على جهاز المشي الخاص بها في وقت مبكر من صباح أحد الأيام.
وحصد أول مقطع فيديو نشرته على "تيك توك" عن روتين تمارينها الجديد 400 ألف مشاهدة، و هكذا وُلد أسلوب "تمارين الكارديو المريحة".
ولكن هل المشي البطيء والقصير يُعد تمرينا فعالا؟
وأوضح الدكتور ديفيد سابجير، وهو طبيب القلب لدى مجموعة أطباء "أوهايو هيلث" بكولومبوس، في ولاية أوهايو الأمريكية أن "هذه الانطلاقة الأولية تُعد أمرا رائعا".
وتابع: "لا يمكنك الانتقال من 0 إلى 60 على الفور. وبمجرد الحصول على الإندورفين والأدرينالين، فإن ذلك سيسهل دخولك في روتين أكثر انتظامًا ومستوى أكثر كثافة من التمارين".
وفي الواقع، أصبحت زوكربرو الآن تمشي بشكل أسرع وأطول مما كانت عليه في البداية، إذ تقدمت من المشي لمدة 15 أو 20 دقيقة إلى المشي لمدة 45 أو 60 دقيقة، وبمعدل أسرع.
ومن جهته، أشار اختصاصي اللياقة البدنية نيك أوشيبينتي، والأستاذ المساعد بعلم التشريح في جامعة روتجرز في نيوارك، بولاية نيوجيرسي الأمريكية، إلى أن "إيجاد طريقة يسهل الوصول إليها لبدء ممارسة النشاط البدني أمر ممتاز".
وشرح أن ذلك يرجع جزئيًا إلى وجود علاقة عكسية بين عدد الخطوات والوفيات الناجمة من جميع الأسباب، قائلا: "كلما زاد عدد الخطوات التي تتخذها، انخفضت احتمالية وفاتك".
وارتبط استبدال 30 دقيقة يوميًا من النشاط البدني خفيف الكثافة بانخفاض بنسبة 11% في الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وانخفاض بنسبة 24% في وفيات القلب والأوعية الدموية، وفقًا لدراسة أجريت في يناير/ كانون الثاني 2018.
وأظهرت دراسة أخرى عن المشي منخفض الكثافة، نُشرت في فبراير/شباط عام 2019، آثارًا مفيدة على ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ما يشير إلى أنه قد يكون شكلاً مناسبًا من التمارين لإدارة ارتفاع ضغط الدم، خاصة بالنسبة لأولئك الضعفاء أو الذين يعانون من مرض مزمن.
التقدم إلى ما هو أبعد من تمارين الكارديو المريحة
ورغم أن جلسات تمارين الكارديو المريحة تُعد بالتأكيد أفضل من عدم ممارسة التمارين الرياضية على الإطلاق، إلا أنها يجب أن تؤدي إلى نشاط أكثر قوة، حسبما ذكره الخبراء.
ويجب أن يمارس البالغون 150 دقيقة من النشاط البدني متوسط الشدة كل أسبوع، وفقًا لإرشادات النشاط البدني للأمريكيين، التي نشرتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية.
ومن أجل التقدم إلى تمرين معتدل الشدة، اقترح أوشيبينتي الخروج من المنزل وتحديد المدة التي تستغرقها للمشي لمسافة ميل. في المرة القادمة التي تخرج فيها للتنزه، وحاول التغلب على ذلك الوقت. ثم استمر في محاولة تحسين وقتك كل أسبوع.
وقال أوشيبينتي: "لا تعني ممارسة التمارين الرياضية بالضرورة أن تتصبب عرقا من كل مكان وأن تتسارع دقات قلبك، ولكن عليك أن تصل إلى النقطة التي تعمل فيها بجد بما يكفي للحصول على اللياقة البدنية".
ولفت سابجير إلى أن نقل تمارينك إلى الخارج - على الأقل لبعض الوقت - يُعد أمرًا مستحبا، نظرا للفوائد الصحية الهائلة للتواجد في الهواء الطلق.
وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت خلال شهر يناير/ كانون الثاني أن الخروج وسط الطبيعة لثلاث أو أربع مرات خلال الأسبوع كان مرتبطًا بانخفاض استخدام الأدوية لمشاكل مثل ارتفاع ضغط الدم والربو.