ماذا يحصل إذا مارست التمارين الرياضية بالتوازي مع اتباع نظام صحي سيء؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة
gettyimages-1208197061-2.jpg
Credit: CHRISTINA ASSI/AFP via Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد تبدو فكرة تناول أي شيء تريده من دون عواقب بمثابة حلم، خصوصًا إذا أقنعت نفسك أنك سوف تحرق السعرات الحرارية في جسمك خلال جلسة تمارين جهد القلب التالية. وبحسب الخبراء، تكمن حقيقة الأمر بأنه لا يهم إذا كنت تمارس التمارين الرياضية لفترة أطول، أو بكثافة أعلى، لأنه لا يمكن للتمرين أن يعكس نتائج النظام الغذائي السيئ تمامًا.

النحافة لا تعكس نظامًا غذائيًا صحيًا

"السمنة النحيفة" (skinny fat) هي العبارة غير الرسمية المستخدمة على وسائل التواصل الاجتماعي لوصف الشخص الذي يبدو نحيفًا إنما لديه نسبة دهون عالية في الجسم. ويمكن أن يكون لدى الشخص الذي يمارس الرياضة بشكل منتظم القليل من الدهون تحت الجلد، لكن الكثير من الدهون الحشوية، وهذه الطبقة الدهنية أقل وضوحًا لأنها تلتف حول أعضائك.

وحذّر الدكتور كولين كاريكر، عالم وظائف الأعضاء والأستاذ الملحق بالصحة والأداء البشري في جامعة "هاي بوينت" بولاية كارولينا الشمالية، من أن الدهون الحشوية تشكل خطورة أكبر من طبقة الدهون الخارجية. وأن تراكم الدهون الحشوية نتيجة تناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والملح والكربوهيدرات، يمكن أن يؤدي إلى نوع المخاطر عينه الذي يتعرّض له الشخص المصاب بالسمنة.

ويمكن للكميات الكبيرة من الدهون الحشوية المنتشرة في جميع أنحاء الجسم أن تسبّب مرضًا يُعرف باسم تصلّب الشرايين، الذي بموجبه تضيق الشرايين، ويحد هذا الانسداد من تدفق الدم إلى بقية أنسجة الجسم ما يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية.

ويتواجد أيضًا خطر متزايد للوفاة المبكرة إذا كنت تمارس الرياضة وتهمل الأكل الصحي. فقد اكتشف الباحثون في واحدة من أكبر الدراسات التي تبحث في آثار النشاط البدني وجودة النظام الغذائي، أنّ من يمارسون الرياضة بانتظام، ويأكلون أي شيء يرغبون به كانوا أكثر عرضة للوفاة مقارنة بالأشخاص الذين مارسوا الرياضة واتخذوا خيارات غذائية صحية.

لماذا يستحيل تجاوز النظام الغذائي السيئ؟

إذا كنت تتطلع إلى إنقاص الوزن، فالسرّ يكمن بمفهوم "عجز السعرات الحرارية"، أي حرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلك. لكن تناول الأطعمة الدهنية ذات السعرات الحرارية العالية بانتظام قد يشكّل تحديًا. وأوضح كاريكر: "أنت تستهلك سعرات حرارية أكثر من اللازم وسيتعيّن عليك القيام بتمارين أكثر بكثير ممّا يستطيع الشخص تحمّله على المدى الطويل".

وتتمثل إحدى الأفكار في قضاء المزيد من الوقت في ممارسة التمارين أو المشاركة بتمارين أكثر كثافة.

في هذا الخصوص شرحت غريس ديروتشا، اختصاصية التغذية المسجلة والمتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، أنّ هذه الخطة لا تنجح عندما تكون استنفدت طاقتك، ذلك أن الوجبات السريعة والمشروبات السكرية مليئة بالسعرات الحرارية الفارغة.

والأطعمة المصنعة مثل الصودا والحلوى، تحتوي على القليل من العناصر الغذائية أو لا تحتوي على أي مواد مغذية. مع نقص الفيتامينات، والبروتينات، والألياف، التي تشعرك بالشبع، سيكون من الصعب التفكير في ممارسة التمارين الرياضية وأنت تشعر بالجوع المستمر. وأضافت ديروتشا أنّ "الأشخاص الذين لا يتّبعون نظام طعام مغذي يشعرون عادة بجوع مستمر وبتقلب المزاج، ولن يكون لديهم الدافع عينه لممارسة الرياضة".

الاعتدال هو المفتاح

ولا يعني التمتّع بصحة جيدة أنّ عليك التخلي عن جميع الأطعمة التي تستمتع بتناولها. ولفتت ديروتشا إلى أنّ الناس يميلون إلى تشويه سمعة بعض الأطعمة، والشعور كأنك لا تستطيع تناول سكر أو كربوهيدرات، ما قد يؤسّس لعلاقة غير سليمة مع الطعام.

وعوض الشعور بالذنب جرّاء تناولك طعامًا جاهزًا الليلة الماضية، أو طلب الحلوى، نصحت كارولين سوزي، اختصاصية تغذية مسجلة ومتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية، بإعادة تشكيل وجهة نظرك.

وقالت إن التفكير بالطعام لا يجب أن يكون محدودًا فقط بعدد السعرات الحرارية، بل بنوع الطاقة الذي يمكن أن يوفره لك. إذا كان لديك ما يكفي من الألياف اليوم، فانظر إلى المكان الذي تضيف فيه المزيد من البروتين، أو أوميغا 3، أو الكربوهيدرات الصحية.

وتابعت أنه "ليس طعامًا جيدًا أم سيئًا. إنه مجرد وقود. عندما تنظر إلى الأمر من وجهة نظر الإضافة بدلاً من وجهة نظر التقييد، فهو أسلوب حياة صحي أكثر لتزويد نفسك بالوقود".