دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- شهدت الفترات بعد عيد الميلاد، وعشية رأس السنة الجديدة، والعطلات الشتوية الأخرى زيادة في نشاط فيروس "كوفيد-19" منذ بداية جائحة كورونا.
ورغم أن العديد من الأشخاص اتخذوا خطوات قبل وأثناء تجمعات العطلات لتقليل خطر الإصابة بهذه الفيروسات، إلا أنّ هناك آخرون شاركوا في تجمعات كبيرة.
ما الذي يمكنهم فعله الآن لتقليل انتقال الفيروس للأشخاص المعرضين للخطر؟ وفي حال ظهرت عليهم الأعراض، ما الذي يجب عليهم مراعاته عند تحديد ما يجب فعله؟
تُجيب طبيبة الطوارئ، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد "ميلكن" للصحة العامة في جامعة "جورج واشنطن"، الدكتورة لينا وين، على هذه الأسئلة.
CNN: ما الخطوات التي يجب على الأشخاص الذين حضروا تجمعات كبيرة خلال موسم العطلات اتخاذها الآن لتقليل انتقال "كوفيد-19" والفيروسات الأخرى إلى أفراد العائلة والأصدقاء المعرضين للخطر؟
الدكتورة لينا وين: مع كثرة نشاط الفيروسات حاليًا، يجب على الأشخاص الذين حضروا تجمعات كبيرة، وشاركوا في الأنشطة بالأماكن المزدحمة الداخلية مع تطبيق الحد الأدنى من الاحتياطات، إدراك أنّ تعرضهم لفيروس كورونا، أو الإنفلونزا، أو الفيروس المخلوي التنفسي، أو عدد من الفيروسات المنتشرة، هو أمر ممكن.
وحتّى إذا لم يشعروا بالقلق بشأن إصابتهم بالمرض، يجب عليهم محاولة تقليل احتمالية نقل هذه الفيروسات إلى الأشخاص المعرضين للخطر الذين كانوا على اتصال وثيق بهم.
وعلى سبيل المثال، فكّر في تأجيل زيارة قريب مقيم في دور رعاية المسنين، أو من خضع لعملية زرع أعضاء، ويستهلك أدوية مثبطة للمناعة.
وفي حال القيام بموعد للزيارة بالفعل، خطط للقيام بها في الهواء الطلق.
وإذا كان من الضروري أن تكون الزيارة في مساحات داخلية، فيجب على الطرفين ارتداء كمامات مناسبة وعالية الجودة، وتجنب تناول الطعام معًا في الداخل.
CNN: ماذا عن إجراء اختبار قبل رؤية الأحبّاء؟
الدكتورة لينا وين: يمكنك إجراء اختبار مستضد منزلي سريع للكشف عن فيروس كورونا. لن يرصد هذا الاختبار جميع حالات الإصابة بفيروس كورونا مئة بالمئة، لكنه قد يساعد في تحديد الأشخاص الذين يتمتعون بحِمل فيروسي مرتفع.
ولكن، تكمن المشكلة في عدم وجود اختبارات منزلية لفيروسات أخرى.
لذلك لن تعني نتيجة اختبار فيروس كورونا سلبية أنّك لست مصابًا بالإنفلونزا، أو الفيروس المخلوي التنفسي، أو مسببات الأمراض المعدية الأخرى أيضًا.
لهذا السبب، من المنطقي اتخاذ الخطوات المذكورة أعلاه عند التعامل مع شخص معرض بشكلٍ خاص للإصابة بأمراض خطيرة ناجمة عن فيروسات الجهاز التنفسي.
CNN: إذا ظهرت الأعراض على شخصٍ ما، هل يجب اختباره على الفور؟ ولماذا؟
الدكتورة لينا وين: ليس من المستغرب أن تظهر على بعض الأشخاص الذين شاركوا في مناسباتٍ كبيرة أعراض مثل السعال، والعطس، والحمى، وما إلى ذلك.
ولا يحتاج كل من يعاني من الأعراض إلى إجراء الاختبار، والسبب الأكثر أهمية لإجراء الاختبار هو ما إذا كان هؤلاء الأشخاص يخططون لاستخدام الأدوية المضادة لفيروسات "كوفيد-19" والإنفلونزا.
وإذا كانت لديهم الأهلية لتلقي العلاج، فيجب عليهم البحث عن الاختبارين والاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بهم لمعرفة كيفية الوصول لهذه الأدوية المضادة للفيروسات.
والسبب الآخر للخضوع للاختبار يتمثل بما إذا كان هؤلاء الأشخاص بالقرب من أفراد معرضين للخطر، ويرغبون في الوصول إلى الأدوية المضادة للفيروسات بأنفسهم، إذا كانت نتائجهم إيجابية.
وإذا كانت نتيجة فحصك إيجابية، فيمكنك إبلاغ الأفراد الذين خالطتهم مؤخرًا.
CNN: متى يجب على الأشخاص طلب الرعاية الطبية؟
الدكتورة لينا وين: تزول غالبية الأعراض الفيروسية وحدها، ما يعني أنّها ستختفي من تلقاء نفسها. ويمكن للأشخاص استخدام العلاجات الداعمة مثل الراحة، واستهلاك السوائل، والأدوية الخافضة للحمى.
ويجب على الأفراد المؤهلين ألا يتأخروا في التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية، إذ من الضروري البدء بتناول الأدوية المضادة للفيروسات في وقتٍ مبكر من إصابتهم بالمرض.
ويشمل ذلك الأفراد المسنين، والأشخاص الذين يعانون من أمراض كامنة مزمنة، والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرضٍ شديد إذا أُصيبوا بهذه الفيروسات.
ويجب على الآخرين المعرضين بشكلٍ خاص للمعاناة من نتائج سلبية ناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي أيضًا الاتصال بمقدمي الرعاية مبكرًا أيضًا لضمان المراقبة الاستباقية، من بينهم الأفراد الذين يعانون من أمراض القلب والرئة الشديدة، وأصحاب المناعة الضعيفة.
CNN: هل يجب على الأشخاص الذين يعانون من الأعراض البقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى العمل أو المدرسة؟ وإلى متى؟
الدكتورة لينا وين: عندما يتعلق الأمر بالعودة إلى العمل والمدرسة، اتّبع الإرشادات في مكان عملك أو مدرستك.
وعلى سبيل المثال، ستطلب الكثير من المدارس عدم عودة الأطفال إليها إلا بعد مرور 24 ساعة على الأقل من الإصابة بالحمى، أثناء عدم تناول الأدوية الخافضة للحمى.