ما هي "وضعية الجمود" عند التعرّض لاعتداء جنسي.. وهل تعني الموافقة؟

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشفت نجمة مسلسل "Law & Order"، ماريسكا هارجيتاي، في مقال شخصي لمجلة "People"، عن تجربتها عندما تعرّضت للاغتصاب في الثلاثينيات من عمرها على يد صديق.

وقالت للمجلة أنّها "دخلت خلالها في وضعية الجمود".

وأوضحت: "كنت مرعوبة.. لم أرغب بأن يتمّ اللجوء إلى العنف.. لقد خرجت من جسدي".

وقالت الدكتورة جيل سالتز، الأستاذة المساعدة بالطب النفسي في مستشفى "نيويورك المشيخية" وكلية "وايل كورنيل" للطب، إن "وضعية الجمود" تكون لا إرادية عند وقوع حدث خطير، ولا مفرّ منه.

ومع ذلك، لا يزال هناك الكثير من التساؤلات حول سبب عدم مقاومة ضحايا الاعتداء الجنسي، ما يؤدي إلى تشويه سمعتهم.

وتحدثت سالتز لـCNN عن "وضعية الجمود" بشكل مُفصّل، وكيفية تعافي الضحايا من الصدمات التي تعرّضوا لها.

ما الذي يُساء فهمه عادةً بشأن "وضعية الجمود"؟

عدد قليل من الأشخاص يعرفون عن "وضعية الجمود".

ولهذا السبب، يقوم ضحايا الاعتداء الجنسي، ومعظمهم من النساء، بلوم أنفسهم لعدم طلب النجدة والمساعدة. 

لكن، هذا لا يعني أنهم سمحوا بحدوث أمر مماثل.

وأوضحت سالتز أنّ اللوم الذاتي يُعد بمثابة صدمة ثانية. وتبقى المرأة صامتة وخجولة، ما يُصعّب مرحلة التعافي من الصدمة الأوّلية.

"وضعية الجمود" لا تعني الموافقة

الاغتصاب هو إصرار شخص يمتلك السلطة والقوة على الطرف الآخر لممارسة الجنس معه رغم عدم موافقته.

وقالت سالتز إنّ الموافقة هي قول لفظي: "نعم، أريد القيام بهذا الفعل معك".

وتبدو الموافقة الجسدية بمثابة مشاركة نشطة ومتحمّسة، وليست استقبالًا سلبيًا لما يفعله شخص ما بك.

لذلك، يجب أن تكون قادرًا على التحدّث، والاستماع، والحصول على جواب إيجابي من الشخص الآخر.

وإذا كنت تعتقد أنك لست بحاجة إلى موافقة شفهية، أو جسدية واضحة، فقد يتم تفسير "وضعية الجمود" بشكل خاطئ!

كيف ساعدت هارجيتاي في نشر الوعي عند مشاركة قصتها؟

أوضحت سالتز: "أُشيد بشخصية مثل هارجيتاي لأنّ الناس يميلون إلى قراءة مقالها أكثر من أدبيات الطب النفسي حول هذا الموضوع". وأشارت إلى أنه سيكون من المفيد لها أن يعترف الجاني لها: "لقد فعلت هذا. أنا آسف". 

من الواضح أن معظم الجناة لن يقولوا هذا أبدًا. لكن إلى حد ما، هذا هو ما يدور حوله النظام القانوني، إذ  يرتبط الأمر بامرأة تقول: "لقد فعلت هذا، وهذا سيكون بمثابة اعتراف بأنك فعلت هذا بي". لكن غالبًا ما تسير الأمور بشكل سيء للغاية، أو لا ترفع  النساء دعوى ضده لمحاكمته أبدًا بسبب وضعية الجمود، لأنهن يعلمن أنه سيتم إلقاء اللوم عليهنّ في قاعة المحكمة.

وإذا فهم الجميع أنّ الجمود هو استجابة عصبية بيولوجية شائعة، أي ليست إرادية، للاعتداء الجنسي، فسيؤثر ذلك على أمور كثيرة.

ونذكر من بينها الملاحقة القضائية، وفهم التداعيات اللاحقة للاعتداء الجنسي على الشخص، كما ستكون الضحية أقل عرضة لإلقاء اللوم على نفسها، وهو أمر مهم حقًا للتعافي بسرعة.

وإذا علم شخص ما أنّ الجمود يعني عدم الموافقة، فسيُحدث ذلك فرقًا كبيرًا.

كيف يستطيع الناجّون معالجة صدماتهم؟

من الضروري رؤية اختصاصي الصحة العقلية على الفور.

وقالت سالتز: "تثقيف الناس حول وضعية الجمود، ومدى طبيعتها، من شأنه أن يحدث فرقًا كبيرًا".

وتعتبر المنظمات، التي تحاول مساعدة الناجين من الاعتداء الجنسي، مصادر جيدة لهذه المعلومات.

وإذا استطعت، تحدث مع الأشخاص الموثوق بهم من حولك والذين يمكنهم تقديم الدعم والمساندة لك.