دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تدريب القوة، سواء مارسته مستخدمًا الأوزان، أو الأربطة، أو الآلات، فإنه يُعتبر أمرًا مهمًا لصحتك على المدى الطويل. يُطلق عليه اسم تدريب المقاومة أيضًا، إذ يزيد من قوة العضلات، والقدرة على التحمل، وكثافة العظام.
وذكرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC)، أن هذه التمارين تقلّل من خطر السقوط والكسور مع التقدم في العمر، وتعزّز الحياة المستقلّة.
ولهذا السبب توصي إرشادات النشاط البدني الأمريكيين البالغين بالقيام في أنشطة تقوية العضلات لمدة يومين أو أكثر في الأسبوع، مع تمرين جميع مجموعات العضلات الرئيسية بكثافة معتدلة أو أكبر.
ولسوء الحظ، فإن 30.2% فقط من الأمريكيين يتبعون هذه الإرشادات، وفقًا لتحليل بيانات عام 2017، المنشور في المجلة الأمريكية للطب الوقائي. وفي الدراسة عينها، قال ما يقرب من 60٪ من المشاركين إنهم لم يمارسوا تدريبات القوة أبدًا.
وأوضح الدكتور تومي لوندبرغ، الباحث في التمارين الرياضية بمعهد كارولينسكا في سولنا بالسويد، ومؤلف كتاب "فسيولوجيا تمارين المقاومة" الذي نُشر في أكتوبر/تشرين الأول، أن ذلك لأمر مؤسف، لأن تدريبات المقاومة أهم بكثير مما يدركه غالبية الناس.
وكان لـCNN لقاء مع لوندبيرغ حول أهمية هذ النوع من التمارين، إذ برأيه أن هذه التمارين تساعد على التحكم بشكل أفضل في نسبة الغلوكوز في الدم، خصوصًا إذا كنت تعاني من مرض السكري من النوع 2 أو مقاومة الإنسولين.
وأضاف أنها تُشعر الشخص بالتحسن بسبب خفض مستويات التوتر، والنوم على نحو أفضل. ومع التقدم في العمر، يساعدك العمل بشكل أفضل لممارسة أنشطتك اليومية لفترة أطول من الوقت. كما أنه يساعد على تقليل خطر السقوط.
وأوضح لوندبيرغ أن البيانات تشير إلى أنك قد تكون أقل عرضة لخطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة جراء ممارستك تدريبات القوة، لافتًا إلى أنه في بعض الأحيان نبالغ بتقدير آثار التمارين الرياضية وتدريبات القوة وتأثيرها على أمور مثل طول الحياة، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوصى لوندبرغ بممارسة التمارين الهوائية وتدريبات المقاومة لجميع الأعمار، مع لفت النظر إلى أن تدريب القوة هو الأكثر أهمية للأشخاص الذين تفوق أعمارهم 65 عامًا، لارتباطه بتحسين الأداء البدني، وتقليل حالات السقوط، وتحسين التوازن.
ورأى لوندبيرغ أن البيانات تشير إلى أنّ شريحة كبيرة من المجتمع أصبحت اليوم أكثر خمولًا مقارنة بالماضي. ولكن، يتزايد متوسّط العمر أيضًا، ومتوقّع أن يستمر في الارتفاع خلال العقود التالية. لذلك سيكون لدينا عدد متزايد من كبار السن الذين سيحتاجون إلى تقوية عضلاتهم حتى يتمكنوا من القيام بأنشطتهم اليومية والبقاء مستقلين، وتخفيف العبء عن نظام الرعاية الصحية.
يُعد تدريب القوة عاملًا أساسيًا في العديد من الألعاب الرياضية، التي تحتاج فيها إلى القفز عاليًا، أو التحرك بسرعة، أو إنتاج قوى عالية (مثل الركض السريع أو رمي كرة السلة).
هناك أيضًا أدلة تشير إلى أنه يمكن أن يقلّل هذا النوع من التدريب من خطر إصابات الجسم.
وحول تدريب القوة الأفضل إن كان باستخدام وزن الجسم، أو الأوزان الحرة، أو معدات الصالة الرياضية، أو الأربطة، رأى لوندبيرغ ألا شيء يدل على أن أحد أنواع المعدات أفضل بكثير من الآخر، وأن ذلك يعتمد على الأهداف والشخص.
ويُعتبر مستوى الجهد مهم جدًا أيضًا. ويجب على من يمارس الرياضة أن يشعر بإحساس التعب ويقترب من النقطة التي لا يمكنه عندها القيام بتمرين آخر. لا تحتاج إلى الوصول للفشل بالضرورة، ولكن قم بالتكرار حتى تشعر أن الأمر أصبح ثقيلًا جدًا.