احذر من فرط ترطيب الجسم..ما هي الكمية المسموح بشربها من الماء؟

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أنّ "زجاجات مياه الدعم العاطفي" عالقة بجانبنا ولن تذهب إلى أي مكان، سواءً كانت عبارة عن كوب جديد من علامة "ستانلي" المرغوب بها، أو قنينة بلاستيكية قديمة يبلغ عمرها عقدًا من الزمن.

ووجود الماء بجانبك دائمًا أمر جيد لتتذكر الحفاظ على ترطيب الجسم، ولكن في بعض الأحيان قد يؤدي التعلق بزجاجة ماء إلى هوس بالترطيب وما يترتب عليه من عواقب صحية خطيرة إذا تم التمادي به، وفقًا لخبراء طبيين.

وقال طبيب أمراض الكِلى في عيادة "مايو كلينيك"، في ولاية مينيسوتا الأمريكية، الدكتور كامبيز كالانتاري: "ليس من السهل إرباك كليتيك. ولكن هناك حالات يكون فيها الأشخاص مهووسين بشرب الماء.. نحن نتحدث عن شرب 10 أو 15 لترًا من الماء".

فيما يلي بعض النصائح حول تحديد كمية المياه التي تحتاج إلى وضعها في قنينة الشرب الخاصة بك، وما يمكن أن يحدث عند الإفراط في الترطيب.

يصعب الوصول لمرحلة الإفراط في الترطيب ولكن الأمر ممكن

وتُعتبر كمية الماء التي يجب أن يشربها المرء في يومٍ واحد بمثابة سؤال قديم ليست له إجابة واحدة تناسب الجميع، إذ يعتمد الأمر على عوامل مثل صحة الشخص، وحجمه، وموقعه، وأنواع الأنشطة التي يمارسها خلال اليوم.

وتوصي الأكاديمية الوطنية للطب بشرب الرجال والنساء 3.7 لتر و2.7 لتر من الماء على التوالي يوميًا.

ويمثل ذلك كمية المياه المُستهلَكة من جميع الأطعمة والمشروبات على مدار اليوم.

ومن جهة أخرى، يلتزم الكثيرون بالنصائح الشائعة المتمثلة في شرب 8 أكواب من الماء يوميًا (1.9 لتر)، وهو أمر يسهل تذكره، وعادةً ما يحافظ على مستوى جيّد من الترطيب لدى الشخص، بحسب ما ذكرته عيادة "مايو كلينيك".

وتُضيف العيادة أنّ بعض الأشخاص قد يحتاجون إلى شرب كميات أقل، بينما يحتاج آخرون إلى كميات أكثر.

وليست هناك حاجة لإجبار نفسك على شرب كمية أكبر من الماء ممّا تشعر أنّك بحاجة إليه، أو جلب زجاجة ماء معك إلا إذا كنت تخطط لممارسة الرياضة، أو قضاء بعض الوقت في الخارج والتعرض للحرارة، ما قد يسبب فقدان السوائل بسبب العرق، وفقًا لما ذكره كالانتاري.

وقال كالانتاري إنّه إذا كان الشخص يشرب الكثير من الماء، ففي غالبية الحالات، تفرز الكِلى السوائل الزائدة، ما يؤدي إلى تبول الشخص كثيرًا.

وإذا لم تتمكن الكِلى من التخلص من الماء الزائد، إمّا بسبب حالة مزمنة مثل أمراض الكِلى، أو بسبب وجود ضغط شديد عليها، عندها تنشأ مشاكل قد تتطلب زيارة المستشفى في الحالات الحرجة.

وأشار كالانتاري إلى وجود حدود لكمية السوائل التي تستطيع الكِلى التخلص منها إذا لم يتناول الشخص ما يكفي من الطعام خلال اليوم.

وبالنسبة لغالبية الأشخاص، فإنه من شأن شرب كمية كافية من الماء لملء زجاجتين بسعة 1.2 لتر خلال 10 ساعات، خلق نطاق آمن لتجنب الجفاف والإفراط في شرب السوائل، وفقًا لأخصائي الطب الباطني في مستشفى "Cedars-Sinai" بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية، الدكتور ريان بوبر.

التسمم المائي

يحدث التسمم المائي عند وجود الكثير من السوائل بحيث لا يمكن إزالة الفائض عن طريق التعرق أو التبول، ويسبب ذلك نقص الصوديوم في الدم، وهي حالة يكون فيها مستوى الصوديوم في الدم أقل من المعدل الطبيعي.

وإلى جانب التبول الزائد، أشار بوبر إلى أنّ أعراض التسمم المائي قد تشمل الانفعال، والخمول، وسهولة تشتّت الانتباه، أو الارتباك، والتقيؤ، والغثيان.

كما أنّه قد يؤدي إلى حدوث نوبات، والدخول في غيبوبة، أو حتّى الموت في غالبية الحالات الحرجة.

وتحدث حالات الإفراط في الترطيب بسبب شرب الكثير من الماء في فترةٍ زمنية قصيرة، أو شرب الكثير من الماء على مدى بضعة أيام، مثل لترين إلى 3 لترات في الساعة، أو 10 لترات في اليوم.

وعادةً ما تُحل الحالات الخفيفة من تلقاء نفسها بمجرد توقف الشخص عن شرب الكثير من الماء، بحسب بوبر، وتفرز الكِلى الفائض في غضون أيام قليلة.

وعانت الممثلة بروك شيلدز من هذه الحالة في سبتمبر/أيلول الماضي عندما تعرضت لنوبة بسبب شرب الكثير من الماء. 

وذهبت شيلدز إلى المستشفى، حيث شُخِّصت بانخفاض نسبة الصوديوم في الدم.

وافترض الباحثون أيضًا أنّ الفنان القتالي والممثل، بروس لي، توفي بسبب نقص الصوديوم في الدم، وفقًا لدراسة أُجريت في مارس/آذار من عام 2022. 

وأشار التقرير إلى أنّ "استهلاك الممثل كميات كبيرة من السوائل بشكلٍ مزمن"، إضافةً لاستخدام الماريجوانا التي قد تزيد الشعور العطش، والأدوية الموصوفة، والكحول، كلها عوامل يمكن أن تؤثر على الكِلى.

نشر