دراسة: جراحة إنقاص الوزن أفضل لمرضى السكري من النوع 2 على المدى الطويل

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلصت دراسة جديدة إلى أنّ جراحة السمنة، أو جراحة فقدان الوزن، تسمح بتحكّم أفضل بنسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري من النوع 2، ولجهة استخدام أدوية أقل على المدى الطويل، مقارنةً بالتعامل مع المرض بواسطة الأدوية مثل الأنسولين والميتفورمين.

وقارنت الدراسة، التي نشرت في مجلة JAMA الثلاثاء، مستويات السكر في الدم وأنظمة الأدوية، لدى 262 مريض سكري من النوع الثاني، تم اختيارهم عشوائيًا للخضوع لعملية جراحية بغية إنقاص الوزن، أو اختيار الإدارة الطبية غير الجراحية بواسطة الأدوية وتغييرات نمط الحياة، وذلك بعد سبعة سنوات إلى 12 سنة.

وكتب الباحثون من جامعة بيتسبرغ ومؤسسات أخرى أنّ المشاركين الذين خضعوا لعملية جراحية لإنقاص الوزن سُجّل لديهم انخفاض كبير في مستويات السكر بالدم، وتناولوا أدوية مرض السكري على نحو أقل من الذين لم يخضعوا لعملية جراحية. وكانوا أيضًا أكثر عرضة للشفاء من  مرض السكري، وذلك لانتفاء  وجود مستويات السكر في الدم مدة ثلاثة أشهر بالحد الأدنى، من دون دواء.

ولفت الدكتور توماس أ. وادن، أستاذ علم النفس والمدير السابق لمركز اضطرابات الوزن والأكل بكلية بيرلمان للطب في جامعة بنسلفانيا، بمقال افتتاحي تزامن مع نشر البحث، إلى أنّ "هذا البحث يقدم أقوى دليل حتى الآن على فعالية جراحة السمنة على المدى الطويل، لتحسين السيطرة على مرض السكري من النوع الثاني". 

وبحسب المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، خلال إجراء جراحة فقدان الوزن يتم تعديل الجهاز الهضمي، وعادةً ما يتم تقليل حجم المعدة، لمساعدة الشخص على إنقاص الوزن.

ورأت الدكتورة مارلين تان، رئيسة عيادة الغدد الصماء في جامعة ستانفورد للرعاية الصحية، غير المشاركة في البحث، في حديث لها مع CNN، أنّ الانخفاض الناتج عن تناول الطعام والتغيرات الهرمونية العصبية يؤدي أيضًا إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، وبالتالي علاج مرض السكري من النوع الثاني.

وأضافت تان: "رغم أنه خيار أكثر تدخلاً من أدوية السكري التقليدية ويشكل التزامًا كبيرًا، إلا أنه أيضًا استثمار في الصحة على المدى الطويل".

وبحسب الدراسة، لا يوصي معظم مقدمي الرعاية الصحية حاليًا بإجراء جراحة لإنقاص الوزن لمرضى السكري من النوع 2، ما لم يكن مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى المريض يبلغ 35 وما فوق.  وأقل من 1٪ من هؤلاء الأشخاص يلجأون لمتابعة العلاج الجراحي.

غير أنّ  وادن أفاد CNN بأنّ النتائج الجديدة تدعم الاستخدام الموسّع لجراحة السمنة لمن لديهم مؤشر كتلة الجسم أدنى من 35، ويعانون من مشكلة في التحكم بنسبة السكر بالدم، من خلال الإدارة الطبية وحدها.

وقال: "آمل أن تشجع هذه النتائج المزيد من شركات التأمين على تغطية جراحة السمنة للمرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2، ومؤشر كتلة الجسم من 30 إلى 34.9. إنه علاج فعال للغاية وطويل الأمد لهؤلاء الأفراد".

وتابعت تان، أنّ الإدارة الطبية غير الجراحية لمرض السكري من النوع الثاني، تتضمّن تغييرات في نمط الحياة مثل تقليل تناول الكربوهيدرات وزيادة التمارين الرياضية واستخدام الأدوية مثل الميتفورمين وأحيانا الأنسولين. الهدف هو خفض الهيموغلوبين A1c، وهو مقياس متوسط مستويات السكر في الدم على مدى ثلاثة أشهر، إلى أقل من 7٪.

وقالت تان: "لقد كان لديّ العديد من المرضى الذين لم يتمكنو من خفض مستوى A1c أقل من 10٪، رغم مئات وحدات الأنسولين يوميًا، ورغم التزامهم. وتابعت: "بعد جراحة السمنة، يمكنهم الحفاظ على مستويات A1c أقل من نطاق مرض السكري من دون أي أدوية. كما لاحظوا أنه مع فقدان الوزن، يمكنهم أن يصبحوا أكثر نشاطًا".

وجاء في الافتتاحية إنّ هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمقارنة النتائج السريرية وفعالية التكلفة لجراحة إنقاص الوزن والجيل الجديد من الأدوية المضادة لمرض السكري، مثل Ozempic وMounjaro.

ولفتت تان إلى أنّ فقدان الوزن بعد الجراحة يعتبر المفتاح لتحسين نتائج مرض السكري، وكذلك صحة القلب. يؤدي فقدان الوزن إلى تحسين استجابة الجسم للأنسولين، ويقلّل الالتهابات، ويساعد على خفض ضغط الدم والكوليسترول. وأضافت أنه يمكن أن يحسن أيضًا التهاب المفاصل حتى يتمكن الناس من ممارسة المزيد من التمارين.

تدعم نتائج هذه الدراسة أيضًا الفوائد الصحية للقلب الناتجة عن جراحة فقدان الوزن. كان لدى الأشخاص في مجموعة الجراحة نسبة أعلى بكثير من الكوليسترول الجيد، وتدني الدهون الثلاثية التي قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

لكنّ تان لفتت إلى أنه رغم الفوائد، فإن الناس غالبا ما يترددون في إجراء جراحة لإنقاص الوزن لأنها عملية جراحية وتترافق مع بعض المخاطر.

ووجدت الدراسة أن فقر الدم (نقص خلايا الدم الحمراء السليمة)، وكسور العظام، ومضاعفات الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والغثيان والقيء، كانت أكثر شيوعا لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة فقدان الوزن.

تنتج هذه المضاعفات المعروفة عن نقص التغذية الذي يمكن أن يحدث عند تعدبل الجهاز الهضمي جراحيًا. وأشارت تان إلى أن الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية يجب عليهم تغيير نظامهم الغذائي وتناول الفيتامينات بانتظام لتجنب هذه المشاكل.

وأضافت أن الأشخاص الذين خضعوا لهذه الجراحة يمكنهم أيضًا استعادة أي وزن فقدوه.

ووجدت الدراسة أن 51% من المشاركين الذين عولجوا جراحيا حققوا الشفاء التام من مرض السكري من النوع 2 بعد عام واحد، لكن 18% فقط استمروا أصحاء بعد سبع سنوات. هذا التراجع بالتعافي بعد الجراحة الذي لوحظ في بحث سابق، ربما مرده إلى مزيج من استعادة الوزن وفقدان الخلايا المنتجة للأنسولين بمرور الوقت، وفقًا للمقال الافتتاحي.

وجاء في الافتتاحية إنه حتى التعافي من مرض السكري على المدى القصير له فوائد من حيث الحد من المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، مثل أمراض العين والكلى والأوعية الدموية الطرفية.