دراسة: علاج اضطراب فرط الحركة بالأدوية مرتبط بانخفاض خطر الوفاة

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يتعرّض الأشخاص الذين يعانون من اﺿﻄﺮاب ﻓﺮط اﻟﺤﺮﻛﺔ وﺗﺸﺘﺖ اﻻﻧﺘﺒﺎه إلى خطر متزايد للوفاة المبكرة وغيرها من النتائج الصحية الضارة، لكن، أشارت دراسة كبيرة أجريت خارج السويد إلى أن علاج الاضطراب بالأدوية، يمكن أن يساعد في تقليل خطر الوفاة الإجمالي للمرضى.

وحدد الباحثون نحو 150 ألف مقيم سويدي، تتراوح أعمارهم بين 6 و64 عامًا، شخّصت إصابتهم باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في وقت ما بين عامي 2007 و2018، وتتبعوا حالات الوفيات التي حدثت خلال عامين من التشخيص.

ووجدوا أن هناك 48 حالة وفاة لكل 10 آلاف شخص مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، ولم يتلقوا الدواء مقارنة بـ 39 حالة وفاة لكل 10 آلاف شخص تلقوا الدواء - وهو يُعد انخفاضا بنسبة 19% في خطر الوفاة لمدة عامين.

ورأى الخبراء أن التقرير الجديد يؤكد على أهمية تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في الوقت المناسب، ويضيف اعتبارات مهمة للأطباء لمناقشتها مع المرضى الذين يقررون كيفية إدارة الاضطراب لديهم.

وفي الولايات المتحدة، يزيد الأمر أيضًا من ضرورة معالجة النقص في عقار "أديرال"، والأدوية المنشّطة الأخرى المستخدمة منذ أكتوبر/ تشرين الأول عام 2022.

ويعاني ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. 

وفي عام 2021، قامت نسبة 4% من الأشخاص، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و54 عامًا، بملء استمارة وصفة طبية لطلب منشط، وفقًا لتحليل فيدرالي لسجلات التأمين الخاصة. 

وارتفعت الوصفات الطبية لأدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه خلال جائحة "كوفيد-19"، خاصة بين الشباب والنساء.

وكتب خبراء من معهد ولاية نيويورك للطب النفسي ومركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا، في مقال افتتاحي مماثل حول الدراسة الجديدة، وكلاهما نُشر في دورية الجمعية الطبية الأمريكية أن المعالجة الناقصة لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لا يخلو من العواقب.

والعلاج بأدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يقلل بشكل خاص من خطر الوفاة لأسباب "غير طبيعية"، بما في ذلك الإصابة العرضية، والانتحار، والتسمم العرضي مثل جرعة زائدة من المخدرات. ووجدت الدراسة أن هذا ينطبق بشكل خاص على الرجال.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية والحالات العصبية مثل الاكتئاب، أو القلق، أو إساءة استخدام المواد أو تعاطيها، أو اضطرابات الأكل، أو الصرع، أو اضطرابات السلوك، أو التشنج اللاإرادي.

وكتب مؤلفو الدراسة أن دواء اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه قد يخفف من "الأعراض الأساسية للاضطراب والأمراض النفسية المصاحبة له، ما يؤدي إلى تحسين التحكّم في الدوافع واتخاذ القرار، وفي النهاية يقلل من وقوع أحداث مميتة، خاصة بين تلك الناجمة عن التسمم العرضي".

ورغم أن أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه تُعد قصيرة المفعول نسبيًا، إلا أن الخبراء يقولون إنه من المهم النظر في النتائج الأوسع إلى جانب الفوائد المباشرة.

من جانبه، قال جون ميتشل، وهو الأستاذ المشارك في الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ديوك: "عندما نفكر في العلاج، فإننا نفكر في معالجة الآثار السلبية للاضطراب الذي يحدث الآن، ولكننا نريد أيضًا أن نفكر في الصورة على المدى الطويل أيضًا".

وأضاف ميتشل، الذي يركز بحثه على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: "قد نتمكن في الواقع من التأثير على معدل الوفيات عندما نحدد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل صحيح، ونعالجه".

وعندما يتعلق الأمر بالأسباب "الطبيعية" للوفاة مثل الحالات الطبية، وجدت الدراسة الجديدة أن الدواء لم يؤثر بشكل كبير على الوفيات بين مرضى اضطراب فرط الحركة، وتشتت الانتباه.

وكتب مؤلفو الدراسة أن هذه النتيجة "مطمئنة" في بعض النواحي، خاصة في ضوء الأبحاث الحديثة الأخرى التي أثارت مخاوف بشأن التأثيرات طويلة المدى التي قد تحدثها أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه على صحة القلب.

ولم تتتبع الدراسة الجديدة مدى استمرار التزام مرضى اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالأدوية الموصوفة لهم، ولم يتم أخذ عوامل نمط الحياة الأخرى وجوانب الرعاية التي يمكن أن تؤثر على النتائج في الاعتبار.

ولهذه الأسباب، لا يمكن اعتبار العلاقة التي تم تحديدها بين العلاج بالأدوية وانخفاض خطر الوفاة سببًا ونتيجة مباشرة.

ورغم أن الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في السويد متاحة أيضًا في الولايات المتحدة، إلا أنه "توجد عوائق كبيرة أمام الوصول إلى الخدمات الطبية والنفسية، خاصة بين السكان الذين يعانون من نقص الموارد" في نظام الرعاية الصحية الأمريكي، حسبما كتبه الخبراء.