دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعد تناول ما يكفي من الدهون الصحية أمرًا رائعًا لصحة الدماغ والقلب، لكن الأدلة التي توصلت إليها الأبحاث الجديدة تحث على إضافتها إلى نظامك الغذائي، لا سيما أوميغا 3.
وفي بيان صحفي، أفادت يوشين تشانغ، المؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في مجلة "eLife" بأبريل/نيسان: "لقد وجدنا أنّ ارتفاع نسبة أوميغا 6 بالنسبة لأوميغا 3 يرتبط بزيادة خطر الوفاة".
وتشانغ طالبة دكتوراه في قسم علم الأوبئة والإحصاء الحيوي بكلية الصحة العامة في جامعة جورجيا.
وتوجد أحماض أوميغا 3 الدهنية بشكل طبيعي في الأطعمة، ضمنًا الأسماك، لا سيما الأسماك الدهنية مثل السلمون، والتونة، والسردين، إضافةً لبذور الكتان، والجوز، وبذور الشيا، وفي المكملات الغذائية مثل زيت السمك.
أحماض أوميغا 3 الدهنية الثلاثة الرئيسية بحسب معاهد الوطنية للصحة، هي:
- حمض ألفا لينولينيك، أو ALA
- حمض إيكوسابنتاينويك، أو EPA
- وحمض الدوكوساهيكسانويك، المعروف باسم DHA
يجب أن يحصل الجسم على الأحماض الثلاثة من الأطعمة. وتساهم أحماض أوميغا 3 في تحسين صحة القلب، والأوعية الدموية، والرئتين، والجهاز المناعي، ونظام الغدد الصماء.
ومن جهة أخرى، قال الباحثون إنّ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميغا 6 الدهنية، تشمل المكسرات، والبذور، والذرة، وفول الصويا، والزيوت، والمواد الحافظة المنتجة من هذه الأطعمة. ويعتبر حمض اللينوليك هو حمض أوميغا 6 الدهني الأكثر شيوعًا.
وأوضحت تشانغ أنّ "بعض الأدلة تشير إلى أنّ نسبة دهون أوميغا 6 إلى أوميغا 3 المرتفعة، وهو أمر نموذجي في الأنظمة الغذائية الغربية، والتي تكون بنسبة 20: 1 أو حتى أعلى، مقارنة بما يقدر بـ 1: 1 خلال معظم التطور البشري، تساهم في العديد من الأمراض المزمنة، ضمنًا أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، واضطرابات المناعة الذاتية".
وأضافت أنّ نتائج الدراسات السابقة كانت ملتبسة، ولم يبحث سوى عدد قليل منها في دور عدم التوازن في معدل الوفيات. كما أنّ قياس كمية الأحماض الدهنية بدقة أمر صعب، ويعود ذلك جزئيًا إلى الاعتماد على ذاكرة المشاركين الخاصة حول استهلاكهم الغذائي.
ونظرت تشانغ والباحثون الآخرون في الارتباطات بين نسبة أوميغا 3 وأوميغا 6 في بلازما الدم، وهو مقياس أكثر موضوعية، وإضافة للوفاة من أي سبب، تحديدًا من السرطان، أو أمراض القلب والأوعية الدموية، هما السببان الرئيسيان للوفاة في جميع أنحاء العالم.
واستخدموا بيانات تعود لـ85،425 شخصًا شاركوا في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة التي تابعت النتائج الصحية لأكثر من نصف مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عامًا في المملكة المتحدة لمدة عقد على الأقل.
وأجاب المشاركون الذين تم جمع عينات البلازما الخاصة بهم بين عامي 2007 و2010، على استبيانات حول نظامهم الغذائي، ضمنًا إذا كانوا يتناولون مكملات زيت السمك.
وبعد نحو 13 عامًا من المتابعة، وجد الباحثون أن المشاركين الذين يتمتعون بأعلى نسب من أوميغا 6 مقارنة بـأوميغا 3 كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 26%، وأكثر عرضة للوفاة بسبب السرطان بنسبة 14%، وأكثر عرضة بنسبة 31% ليموتوا بأمراض القلب مقارنة بمن لديهم أدنى النسب.
وعند النظر بشكل فردي، تم ربط المستويات العالية من أوميغا 6 وأوميغا 3 بانخفاض خطر الوفاة المبكرة. لكن التأثيرات الوقائية للأوميغا 3 كانت أكبر، وهو ما يفسر على الأرجح "سبب ارتباط وجود نسبة عالية من أوميغا 6 إلى أوميغا 3 بالضرر".
ورغم النتائج، فإنّ الدراسة ليست سوى "لقطة واحدة" في وقت المؤشرات الحيوية والاستهلاك الغذائي من أوميغا 3 و6.
وعند الحديث مع CNN، أفادت الدكتورة لورين آر ساستر، مديرة برنامج "Farm to Clinic"، والأستاذة المساعدة بقسم علوم التغذية في جامعة شرق كارولينا، غير المشاركة في الدراسة، بأنّ "هذا ارتباط ولا يعني السببية".
وأضافت ساستر: "حتى هذه العلاقة لا يمكن دعمها بقوة بسبب العيوب المنهجية في عدم مراعاة المكونات الغذائية الأخرى في النتائج الصحية/ السريرية الشاملة".
إدارة تناول الدهون الصحية
وقالت كريستين كيركباتريك، اختصاصية تغذية مسجلة في "كليفلاند كلينيك"، ومؤلفة كتاب "الصحة التجديدية: اكتشف نوع التمثيل الغذائي لديك وجدّد كبدك مدى الحياة"، إنّه إذا كان التوازن بين أوميغا 6 وأوميغا 3 مرتبطا بالفعل بمخاطر الوفاة المبكرة أكثر ممّا تمتلك الدراسة القدرة على إثباته، فقد يكون ذلك بسبب الوظيفة المحتملة لحمض الأراكيدونيك، وهو حمض أوميغا 6 الدهني.
يتكون حمض الأراكيدونيك عند تحويل الجسم لحمض اللينوليك.
والحمض عبارة عن "لبنة بناء للجزيئات التي يمكن أن تعزز الالتهاب، وتجلط الدم، وانقباض الأوعية الدموية"، وفقًا لـ"Harvard Health".
لكن يمكن أيضًا تحويل هذا الحمض الدهني إلى جزيئات تحارب الالتهابات والجلطات الدموية.
وقالت كيركباتريك إنّ أوميغا 6 ليست سيئة بطبيعتها، لكن تناول الكثير منها قد يلغي العوامل المضادة للالتهابات المرتبطة بالأوميغا 3، لذا فإن "اتباع نهج أكثر توازناً.. قد يكون مناسباً".
وأضافت: "قد يكون مصدر أوميغا 6 أيضًا عاملاً في إلغاء التوازن أيضًا. وقد تحتوي زيوت البذور المعالَجَة أيضًا على كميات عالية من أوميغا 6 على سبيل المثال".
وأفادت كيركباتريك أنّ التركيز على هذا التوازن وزيادة تناولك للأطعمة الغنية بالأوميغا 3 قد يكون أكثر أهمية من مجرد الحد من تلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من أوميغا 6.
وأضافت: "أود أيضًا أن أنظر إلى جودة الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 6 في النظام الغذائي، مع التركيز على الأطعمة الكاملة.. بدلاً من استهلاك المزيد من المنتجات فائقة المعالجة التي قد تحتوي على كميات كبيرة بسبب إضافة زيوت البذور".
إذا كنت ترغب بمعرفة نسبة بلازما الدم من أوميغا 6 مقارنة بـأوميغا 3، اسأل طبيبك عن اختبارها.