دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أحد الألغاز الكبيرة المتصلة بأدوية GLP-1 الشهيرة لإنقاص الوزن، يتمثّل بماهية سبب خسارة بعض الأشخاص 20% أو أكثر من وزن الجسم الأولي عند استخدام الأدوية، بينما بالكاد يتزحزح وزن الآخرين.
وجدت إحدى الدراسات أن حوالي 1 من كل 7 أشخاص استخدموا عقار سيماغلوتايد المعتمد لإنقاص الوزن تحت الاسم التجاري "Wegovy"، لأكثر من عام ولم يفقدوا أكثر من 5% من وزنهم الأولي، ما يشير إلى أنّ الدواء لم يكن ناجحًا معهم.
والآن، توصلت أبحاث إلى أنّ الإجابة قد تكمن في جينات الشخص.
فقد أظهرت الدراسة أنّ اختبارًا جديدًا يحدد درجة المخاطر الجينية قد يكون قادرًا على مساعدة الأشخاص على معرفة ما إذا كان من المحتمل انخفاض وزنهم في حال استخدموا أدوية إنقاص الوزن عن طريق الحقن.
وقال الدكتور أندريس أكوستا، طبيب الجهاز الهضمي والباحث لدى "مايو كلينيك" الذي ساعد بتطوير الاختبار: "نعتقد أنّ الاختبار سيكون قادرًا على توضيح من سيتمكن من إنقاص الوزن، ويمكننا التنبؤ بدقة تصل إلى 95% من سيفقد أكثر من 5% بواسطة هذا الاختبار الجيني".
ولفت أكوستا إلى أنّ هذه الأدوية ليست رخيصة. ولا تخضع لتغطية التأمين دومًا، وفي حال شملتها التغطية، تكون قيمة المدفوعات المشتركة مرتفعة.
والقدرة على التنبؤ بما إذا كانت الأدوية ستعمل أم لا يمكن أن تنقذ الأشخاص من الكثير من الإحباط والمصاريف.
تم تطوير اختبار"MyPhenome" من قِبَل باحثين في "مايو كلينيك"، وتم ترخيصه العام الماضي من قبل شركة تدعى "Phenomic Sciences".
ويكلف الاختبار 350 دولارًا، ويجب طلبه من مقدم الرعاية الصحية.
ويبحث الاختبار عن 6 آلاف تغيير في 22 جينًا في مسار الإشارة لهرمون "GLP-1"، ويستخدم النتائج لتحديد درجة خطر كل فرد وتصنيفه إمّا كشخص يتّسم بـ "أمعاء جائعة" موجبة أو سالبة.
ويتمتع أصحاب "الأمعاء الجائعة" الموجبة باستجابات طبيعية للإشارات الهرمونية في الدماغ، في حين أنّ أصحاب "الأمعاء الجائعة" السالبة لا يُبدون استجابة جيدة للإشارات الهرمونية من المعدة، والتي تخبر الدماغ بالتوقف عن الأكل.
ولفت أكوستا إلى أنّ الاختبار يصنف هؤلاء الأشخاص على أنهم يعانون من دماغ جائع، وقد يحتاجون إلى أنواع مختلفة من التدخلات لإنقاص الوزن، مثل جراحة السمنة.
وفي دراسة صغيرة حديثة أُجريت على 84 شخصًا مسجلين في سجل فقدان الوزن لدى "مايو كلينيك"، أجرى الباحثون الاختبار على عينات الدم أو اللعاب المخزنة.
وبعد 9 أشهر من استخدام عقار "سيماغلوتايد"، فقد الأشخاص الذين تم تصنيفهم على أنهم يمتلكون أمعاءً جائعة موجبة وزنًا أكبر بكثير من أولئك الذين يتمتعون بأمعاء جائعة سالبة.
بعد عام، فقد الأشخاص المصنفون ضمن فئة الأمعاء الجائعة الموجبة، ما متوسطه 19% من وزنهم الأولي، أو ضعف ذلك في المتوسط، مقارنةً بـ10% من إجمالي وزن الجسم الذي فقده الأشخاص الذين صنفهم الاختبار على أنهم يمتلكون أمعاءً جائعة سالبة.
ومن المقرر تقديم الدراسة خلال مؤتمر أسبوع أمراض الجهاز الهضمي في العاصمة واشنطن.
وهي لم تخضع بعد لمراجعة خبراء خارجيين، ولم تُنشر في مجلة طبية، لذا تعتبر استنتاجاتها أولية.
وأوضح أكوستا: "نحن نحتاج إلى اختبار هذه الاستنتاجات في تجربة عشوائية مزدوجة التعمية، وخاضعة للتحكم الوهمي أجريناها على أدوية أخرى"، فذلك هو "أعلى معيار ذهبي"، وفقًا له.