دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— حذرت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) الثلاثاء، من تزايد نشاط فيروس الجهاز التنفسي الموسمي "بارفو" (parvovirus B19).
و"بارفو" عبارة عن فيروس شائع ينتشر من طريق الرذاذ التنفسي.
وتعتقد الوكالة أنّ الأجسام المضادة الناجمة عن العدوى تساعد على الحماية من الإصابة مرة أخرى.
ولدى نصف البالغين تقريبًا في الولايات المتحدة مستويات قابلة للرصد من هذه الأجسام المضادة بحلول سن العشرين، ويمتلك أكثر من 70% منهم أجسامًا مضادة بحلول سن الأربعين.
ويميل الأشخاص الذين يعملون في المهن ذات الاتصال الوثيق مع الأطفال، مثل المدارس، والحضانات، كي يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
كما هي الحال مع العديد من أمراض الجهاز التنفسي الأخرى، أدت الجهود المبذولة للحد من انتشار "كوفيد-19" أثناء الجائحة، إلى خفض معدلات الإصابة بفيروس "بارفو" بشكلٍ كبير، وأتى ذلك مع مستوى مماثل من فقدان المناعة.
ونبّهت مراكز مكافحة الأمراض في تحذير لشبكة التنبيه الصحي الثلاثاء، من تلقيها تقارير بشأن ارتفاع معدلات نتائج الاختبارات الإيجابية في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى مجموعة من المضاعفات بين الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرضٍ شديد.
وكانت نسبة الأشخاص الذين يتمتعون بأجسام مضادة جرّاء إصابة حديثة، انخفضت إلى ما دون 3% بين عامي 2022 و2024، بلغت 10% في يونيو/ حزيران، مع وجود أعلى زيادة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات.
وأفادت مراكز مكافحة الأمراض أنها تلقت أيضًا تقارير سردية عن وجود عدد يفوق التوقع من الحالات بين النساء الحوامل، واللواتي عانين من مضاعفات شملت فقر الدم الجنيني الشديد، أو الإجهاض، وزيادة في فقر الدم اللاتنسجي لدى المصابات بمرض الخلايا المنجلية.
ولا تظهر الأعراض على العديد من الأشخاص المصابين بفيروس "بارفو"، لكن عادةً ما يلاحظ من تظهر عليهم الأعراض وجود مرحلتين من المرض.
في المرحلة الأولى التي تبدأ بعد حوالي أسبوع من الإصابة، تظهر عليهم أعراض مثل الحرارة، وآلام العضلات تستمر لخمسة أيام تقريبًا. ويكون الأشخاص أكثر نقلًا للعدوى في هذه الفترة.
في المرحلة الثانية من المرض التي تبدأ بعد أسبوع تقريبًا، عادةً ما يصاب الأطفال بطفح جلدي مميز في الوجه يُسمى غالبًا "طفح الخد المصفوع"، يليه طفح جلدي في الجسم، أو آلام في المفاصل.
وغالبًا ما يعاني البالغون من طفح جلدي في منطقة الجذع، وألم في المفاصل.
ويمكن أن يسبب فيروس "بارفو" مضاعفات خطيرة في مجموعات معينة.
والأشخاص الذين يعانون من حالات انحلال الدم المزمنة، مثل مرض الخلايا المنجلية، أو من يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة قد يصابون بفقر الدم اللاتنسجي، وهو اضطراب دم نادر ومهدد للحياة.
وعندما يأتي الأمر للنساء الحوامل، يمكن أن تؤدي حوالي 5% إلى 10% من الحالات إلى آثار سلبية على الجنين، مثل فقر الدم، أو الاستسقاء، أو الإجهاض.
ولا يوجد لقاح مضاد لفيروس "بارفو"ـ أو علاج محدد سوى تخفيف الأعراض. وتختفي معظم حالات العدوى من تلقاء نفسها.
ومع ارتفاع عدد الحالات، توصي مراكز مكافحة الأمراض الجميع باتباع الاحتياطات العامة لمنع انتشار أمراض الجهاز التنفسي، مثل غسل اليدين بشكلٍ متكرر، والحفاظ على نظافة الأسطح المشتركة، وتغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس.
وبالنسبة للحوامل، أو من يعانون من ضعف الجهاز المناعي، أو اضطراب انحلالي مزمن، توصي الوكالة بارتداء الكمامات عند التواجد حول أشخاص آخرين، والحصول على رعاية طبية فورية عند ظهور الأعراض.