دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سيتعرض نصف عدد سكان العالم لانقطاع الطمث إذا وصلوا إلى منتصف العمر، لكن الأعراض قد تبدأ في الظهور قبل عدة سنوات من هذا التغيير في الحياة.
تبدأ العديد من النساء بتجربة أعراض انقطاع الطمث خلال السنوات التي تسبق فترة ما قبل انقطاع الطمث. وتتضمن الأعراض:
- عدم انتظام الدورة الشهرية
- التعب
- اضطرابات النوم
- الهبات الساخنة
- زيادة الوزن
بينما اعتادت العديد من النساء على التعامل مع أعراضهنّ بمفردهنّ، يتحدث المزيد منهنّ الآن عمّا يشعرن به مع الأصدقاء وفي مجموعات الدعم عبر الإنترنت لمعرفة كل ما يتعلق بالأسئلة أدناه:
- ما هو انقطاع الطمث تحديدًا ومتى يحدث. ما هي الأعراض النموذجية؟
- هل على النساء فحص مستويات الهرمونات لديهنّ؟
- كيف يمكن للنساء التعامل مع زيادة الوزن في فترة انقطاع الطمث؟
- ماذا لو واجهن صعوبة في النوم؟
- إلى أين يتوجّب عليهنّ اللجوء للحصول على المعلومات، وما المصادر التي يجب تجنّبها؟
أجابت الدكتورة لينا وين وهي خبيرة الصحة لدى CNN، وطبيبة طوارئ، وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن. عملت سابقًا كمفوضة صحية في بالتيمور، عن هذه الأسئلة.
CNN: كيف نعرّف عن مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
الدكتورة لينا وين: يُعرَّف انقطاع الطمث بأنه الوقت الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية في حياة المرأة. على وجه التحديد، يحدث انقطاع الطمث عندما يمرّ 12 شهرًا على توقف الدورة الشهرية.
بالنسبة لغالبية النساء، لا تتوقف الدورة الشهرية فجأة، رغم وجود استثناءات مثل انقطاع الطمث عن طريق الجراحة أو بعض العلاجات الطبية التي توقف وظيفة المبيض. هناك فترة انتقالية تمتد من أربع إلى ثماني سنوات قبل انقطاع الطمث عندما تكون مستويات الهرمونات التناسلية في حالة تغير مستمر. وتُعرف هذه المرحلة باسم ما قبل انقطاع الطمث.
CNN: في أي سن يحدث ذلك، انقطاع الطمث وما قبله؟
الدكتورة لينا وين: بحسب مكتب صحة المرأة التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية، تدخل غالبية النساء مرحلة انقطاع الطمث في الأربعينيات والخمسينيات من عمرهن، ومتوسط العمر لديهن يبلغ 52 عامًا.
وسنّ ما قبل انقطاع الطمث يمتد لسنوات عديدة تسبق انقطاع الطمث، لذا فإنّ السن الأكثر شيوعًا لبدء هذه المرحلة عند النساء هو في الأربعينيات من العمر.
CNN: ما هي الأعراض النموذجية لما قبل انقطاع الطمث؟
الدكتورة لينا وين: تعتبر الدورة الشهرية غير المنتظمة إحدى السّمات المميزة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث.
- قد تزيد أو تنقص مدة الدورة الشهرية.
- قد يتغير تواترها أيضًا،
- قد تعاني النساء من غزارة في الدورة الشهرية أو دورة شهرية أخف من قبل.
- قد تغيب الدورة الشهرية، وقد تطول الفترة بين الواحدة والأخرى لأسابيع أو أشهر، لا سيّما عندما تقترب النساء من سن انقطاع الطمث.
- الهبات الساخنة، مظهر آخر شائع لانقطاع الطمث.
- يمكن أن يؤدي التعرق الليلي إلى مشاكل في النوم وضباب الدماغ المصاحب أثناء النهار.
- قد تعاني النساء أيضًا من تقلبات المزاج بسبب تقلب الهرمونات، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم.
- تعاني بعض النساء من جفاف المهبل مع انخفاض مستويات هرمون الاستروجين. يمكن أن يؤدي هذا التغيير إلى جعل الجُماع مؤلمًا. كما يمكن أن يزيد جفاف المهبل أيضًا من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية وسلس البول.
- يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى جفاف الجلد، وترقق الشعر، وزيادة الوزن.
CNN: هل على النساء فحص مستوى الهرمونات لمعرفة إذا كنّ في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
الدكتورة لينا وين: لا يُنصح بهذا الأمر عمومًا.
أولاً:
- انقطاع الطمث تشخيص سريري يتم إجراؤه عندما تغيب الدورة الشهرية لدى امرأة ما لفترة تمتد لـ12 شهرًا.
- لا يوجد اختبار محدد مطلوب لتشخيص انقطاع الطمث أو ما قبل انقطاع الطمث.
ثانيًا:
قد لا يعطي الاختبار إجابة قاطعة. أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، تتقلب مستويات الهرمونات كثيرًا، وقد يبدو الاختبار في يوم ما مختلفًا تمامًا عن اليوم التالي.
هناك ظروف محدودة حيث يكون الاختبار مفيدًا ربما. على سبيل المثال:
- انقطاع الدورة الشهرية لإمرأة أزيل رحمها لكن لم تتم إزالة مبيضيها.
- قد لا تعاني النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية مثل حبوب منع الحمل عن طريق الفم، من تغيرات في الدورة الشهرية، حيث يمكن إخفاء أعراضهن الأخرى بواسطة هذه الهرمونات. قد يرغبن في طريقة ما لمعرفة ما إذا كن قد وصلن إلى سن انقطاع الطمث.
- قد ترغب النساء اللواتي تقل أعمارهن عن 40 عامًا واللواتي توقفت لديهن الدورة الشهرية أيضًا في إجراء اختبار لمعرفة ما إذا كانوا يعانين ممّا يسمى بفشل المبايض المبكر، والمعروف أيضًا باسم قصور المبايض الأولي.
- يمكن إجراء أنواع أخرى من الاختبارات أيضًا. ومجرد أن امرأة ما في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث لا يعني أن جميع أعراضها مردها إلى تغيرات هرمونية. من الضروري أحيانًا استبعاد الأسباب الطبية الأخرى.
CNN: هل زيادة الوزن تصاحب مرحلة ما قبل انقطاع الطمث؟
الدكتورة لينا وين: هذه ظاهرة حقيقية. إذ أن جزء من زيادة الوزن مردّه إلى:
- الشيخوخة، وتباطؤ التمثيل الغذائي، وفقدان كتلة العضلات المترافقة مع الشيخوخة.
- تغيّر هرمون الأستروجين أثناء مرحلة ما قبل انقطاع الطمث قد يتسبب بإعادة توزيع المزيد من الدهون في الجسم حول الجزء الأوسط.
- تغييرات نمط الحياة قد تلعب دورًا أيضًا. مثل الإجهاد، ومسؤوليات العمل، والرعاية، والتعب، إلى انخفاض النشاط البدني، أو قلة الاهتمام بالأنظمة الغذائية المغذية.
هناك بعض الأمور التي قد تساعد على التخفيف من الوزن في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، مثل:
- اتباع نظام غذائي يركز على الأطعمة الكاملة مثل الفاكهة، والخضار، والمكسّرات، واللحوم، والأسماك، والحبوب الكاملة.
- تقليل استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، المرتبطة بالسمنة، والسكري، وأمراض القلب، والسرطان، والخرف ومجموعة كاملة من النتائج الصحية السلبية.
- محاولة الإقلاع عن التدخين وتقييم كمية الكحول المستهلكة، لأنها تضيف إلى السعرات الحرارية الزائدة.
- النشاط البدني المنتظم مهم أيضًا.
- إعطاء الأولوية للنوم، لأنّ قلة النوم المستمرة تشكل عامل خطر لزيادة الوزن.
CNN: للنساء في سن ما قبل انقطاع الطمث اللواتي يعانين من مشاكل في النوم؟
الدكتورة لينا وين: من المهم فهم الأسباب الكامنة وراء قلة النوم. هل تعانين من التعرق الليلي، هل تعانين أيضًا من الهبات الساخنة أثناء النهار؟ إذا كان الأمر كذلك، فهناك علاجات متاحة.
هل تعانين من التوتر والاكتئاب و/أو القلق؟ يجب أيضًا معالجة مشاكل الصحة العقلية. بخلاف ذلك، فإن الالتزام بعادات النوم الجيدة أمر رائع دومًا.
CNN: هل العلاج الهرموني مناسب للنساء في سن ما قبل انقطاع الطمث؟
الدكتورة لينا وين: من المهم التمييز بين العلاج الهرموني الجهازي، أي الذي يتم تطبيقه في جميع أنحاء الجسم، والعلاج الذي يحتوي على هرمونات تستهدف أجزاء معينة من الجسم.
بالنسبة لبعض النساء، يكون العلاج الهرموني الجهازي مناسبًا. مثل النساء اللواتي يعانين من الهبات الساخنة. ويأتي العلاج على شكل حبوب، أو لصقة، أو رذاذ، وما إلى ذلك. يجب على النساء مناقشة أعراضهن ومراجعة أهليتهن مع مقدم الرعاية الأولية.
CNN: ماذا عن الأعراض الأخرى، مثل جفاف المهبل؟ هل يمكن تخفيف ذلك بالعلاج الهرموني المستهدف؟
الدكتورة لينا وين: نعم. هناك مجموعة متنوعة من الأقراص، والكريمات، والحلقات المهبلية التي يمكنها توصيل هرمون الأستروجين مباشرة إلى الأنسجة المهبلية. يمكن أن تساعد هذه الوسائل على تقليل جفاف المهبل والألم أثناء الجماع ومكافحة بعض الأعراض البولية الأخرى.