دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يجد بعض الأشخاص أن ممارسة الجنس مع الشريك لم تعد ممتعة كما في السابق، وذلك لأسباب عديدة قد ترتبط بالأطفال، والشعور بالإرهاق، والمشاكل التي تطرأ على العلاقة.
قالت الدكتورة فيليس زي، رئيسة قسم طب النوم بكلية فاينبرغ للطب في جامعة نورث وسترن، ومديرة مركز الساعة البيولوجية وطب النوم في مدينة شيكاغو إنه ربما على الشركاء إعادة النظر في عادات النوم لديهم.
وأضافت زي: "لا تكتفِ بالقول ’شريكي ليس مهتمًا‘ أو ’أنا متعب جدًا لدرجة أنني لا أهتم بالرغبة الجنسية‘ أو ’أوه، لقد تقدمت في السن للتو، هذه هي الحال‘". وتابعت: "انظر إلى نفسك، وإلى عادات نومك، وفكر في عادات شريكك أيضًا".
يرتبط النوم السيئ بشكل مباشر بمستويات غير كافية من الهرمونات الجنسية، مثل هرمون التستوستيرون، وإذا كنت تعتقد أن هذا ينطبق على الرجال فقط، فكر بالأمر مجددًا.
ولفتت زي إلى أنّ "الدافع الجنسي لدى الرجال والنساء على حد سواء مرتبط بهرمون التستوستيرون، الذي يزيد من الرغبة الجنسية. يبدأ هرمون التستوستيرون بالارتفاع حوالي الساعة 3 أو 4 صباحًا ويبلغ ذروته في الصباح. وقد أظهرت الدراسات أنه إذا كنت تعاني من اضطراب في النوم، فإن هذه المستويات تنخفض".
وبحسب دراسة أجرتها جمعية انقطاع الطمث في عام 2017، كانت النساء اللواتي تخطين الخمسين من العمر، ويتمتعن بفترة نوم أقل من سبع إلى ثماني ساعات في الليلة، أقل عرضة للإبلاغ عن نشاطهن الجنسي مقارنة بالنساء الأصغر سنًا. ويبدو أن المشكلة تتفاقم مع تقدم العمر حيث يصبح النوم أكثر قيمة.
في الواقع، وجدت تلك الدراسة أن النساء اللواتي فاقت أعمارهنّ الـ70 عامًا، ويتمتعن بفترة نوم أقل من خمس ساعات في الليلة كن أقل عرضة للنشاط الجنسي بنسبة 30٪ ممّن ينمن سبع إلى ثماني ساعات.
كما وجد تحليل للدراسات وضع في عام 2021، أنّ الرجال الذين حُرموا من النوم لديهم مستويات أقل من هرمون التستوستيرون، فيما وجدت دراسة أخرى أنًّ الرجال الذين يعانون من اضطراب النوم لديهم مستويات أدنى من هرمون التستوستيرون وكميات أعلى من الكورتيزول، أي هرمون التوتر.
لكن عندما يصبح النوم أولوية، قد تتحسّن الحياة الجنسية. وجدت دراسة أجريت في عام 2015، حول النوم والجنس لدى طلاب الجامعات، أنّ كل ساعة إضافية من النوم كانت مرتبطة بتحسّن الرغبة الجنسية، وزيادة بنسبة 14٪ بممارسة الجنس في اليوم التالي.
ويعتقد إيان كيرنر، معالج الأزواج المرخص في مدينة نيويورك الأمريكية وكاتب ومساهم مع CNN في موضوع الجنس والعلاقات أنه "من المشروع القول إن المرء متعب جدًا كي يمارس الجنس".
لكن الطريقة التي نفكر بها بالجنس قد تتطلب تغييرًا في المنظور، إذ قال كيرنر: "علينا أيضًا أن ننظر إلى الجنس على أنه ليس مجرد مفتاح ضوء يمكنك تشغيله وإيقافه، بل باعتباره مفتاحًا لضوء خافت، حيث يحتاج الشخص حقًا إلى إنضاج الرغبة الجنسية على نار هادئة".
وتابع أن الأمر "يتطلب تحوّلًا في المواقف. أعتقد أن عليك أن تكون مستعدًا للإثارة التصاعدية، والاستسلام لهذه العملية حتى تسمح للرغبة الجنسية بأن تطفو".
هل تريد المزيد من حياتك الجنسية؟ استعد لإضفاء الإثارة هذا العام بمنظور جديد للنوم.
توقيت النوم الجيد
نحن نحافظ على نظافة أجسامنا، ونغسل بشرتنا وشعرنا، وننظف أسناننا بالفرشاة والخيط. إذا خلدنا إلى النوم واسيقظنا من دون القيام بأي من هذه الأمور في الليل والصباح، فسنكون بحالة من الفوضى قريبًا.
ورأى الخبراء أنّ الأمر عينه ينسحب على النوم، إذ أنه مثلما يختار الشخص ملابسه أو يصفف شعره، فإنه يحتاج أيضَا إلى إعداد جسمه وغرفة نومه للنوم الجيد. لذا، احرص على اتخاذ الخطوات التالية:
- حافظ على غرفة النوم باردة ومظلمة خالية من الضوء الأزرق المنبعث من أجهزة التلفزيون والهواتف الذكية.
- تجنب الأكل أو الشرب قبل حوالي ثلاث ساعات من النوم، لا سيما الكحول، الذي سوف يوقظك في منتصف الليل بمجرد أن يتم استقلابه.
- جرب الموسيقى الهادئة، أو اليوغا، أو التأمل، أو فكر بأخذ حمام دافئ، أو دش للاسترخاء.
ورأت زي أن الأهم من ذلك، التخطيط لفصل عقلك، قائلة: "أوقف العمل، واستعد قبل حوالي ساعة من الذهاب إلى السرير حتى تكون أكثر استرخاءً واستعدادًا للنوم".
من المرجح أيضًا أن تشعر بالاسترخاء الكافي لممارسة الجنس، الأمر الذي يجلب فوائد النوم الخاصة به.
وأوضح كيرنر أن الجنس مفيد بالفعل للنوم، إذ يُطلق الهرمونات والناقلات العصبية التي تعزّز من النوم.
اختبار اضطراب النوم
قد تتداخل اضطرابات النوم أيضًا مع ممارسة الجنس. ويعاني ملايين الأمريكيين من أحد هذه الاضطرابات أو أكثر، وغالبًا ما لا يتم تشخيصها. تم ربط انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم، بضعف الانتصاب لدى الرجال والاضطرابات الجنسية لدى النساء.
بينما أن الشخير هو أحد الأعراض الشائعة لانقطاع التنفس أثناء النوم، فإن الأمر عينه ينطبق على التعرق الليلي، وطحن الأسنان، والصداع الصباحي. كل هذه يمكن أن تكون علامات تحذيرية بضرورة زيارة اختصاصي النوم.