دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- خلال الندوة الثانية للتصوير الأمريكي اللاتيني في مكسيكو سيتي في العام 1980، قال المصور الفوتوغرافي والسينمائي الكوبي ماريو غارسيا جويا إنه "ليس هناك تعبير أو سلوك يمكنه أن يعبر عن الواقع بشكل مباشر، أفضل من التصوير الفوتوغرافي.. وهذه الوسائل التعبيرية هي فعالة جداً في قارة وحقبة يُعتبر الواقع فيها أمراً مهماً للغاية."
قد يعجبك أيضا.. بانكسي يوجه رسالة لأردوغان.. بجدارية جديدة لدعم فنانة تركية مسجونة
ويبدو أنه في السنوات الأخيرة الماضية، لاحظ العالم أهمية حديث جويا، إذ في العام 2016، أصبح دار فيليبس للمزادات، الأول من نوعه ليضم مجموعة مخصصة للتصوير الفوتوغرافي في أمريكا اللاتينية، ما يعكس اهتمام العالم المتزايد في فنون تلك المنطقة.
ورغم أن خطوة كهذه قد تعتبر مهمة ومؤثرة اليوم، إلّا أن العديد من النقّاد يشعرون بقلق من "حصر" منطقة تمتد من المكسيك إلى جنوب باتاغونيا، وتغطي حوالي 20 دولة يقدر عدد مجموع سكانها بـ640 مليون نسمة، تحت عنوان "التصوير الأمريكي اللاتيني"،" إذ أن ذلك قد يتغاضى عن التعدد الثقافي والفني الموجود في القارة.
ويقول أليكساندر مونتاغ سباري، المدير الفني لمعرض "فوتوفير" الذي دعا مجموعة من الممثلين الدوليين لمناقشة الموضوع: "يميل عالم الفن غالباً للتغاضي عن أحداث تاريخية كاملة من خلال الاعتماد على الخصوصية الجغرافية فقط، ومع أمريكا اللاتينية، هذا أمر خطير جداً، حيث أن المنطقة واسعة جداً ومتنوعة ثقافياً."
قد يهمك أيضا.. ما علاقة الروبوتات وحلوى الدونات بالفن؟
ولا شك، بأن التصوير الفوتوغرافي في المنطقة، تأثر بالعديد من الحالات الاجتماعية مثل الاستعمار، والقمع، وعدم المساواة، والتصنيع، والتي ناقشها العديد من الفنانين الرائدين مثل المكسيكي مانويل ألفاريز برافو، والكولومبي فرنيل فرانكو، والأرجنتينية أدريانا لستيدو، طوال سنوات القرن العشرين. ولكن، يعتقد الكثيرون اليوم أن تداخل هذه المشاكل الاجتماعية وتشابهها، يجب ألّا يحد من ثقافة التصوير في المنطقة ككل.
ويعتقد المصور الفوتوغرافي المكسيكي بابلو أورتيز موناستريو، أن "مصطلح أمريكا اللاتينية كفئة في عالم التصوير، ليس إلّا وهم مختزل يخدم النمط الاستهلاكي لدول العالم الأول."
من ناحية أخرى، يناقش مجمع الفنون، إيدوري ألونسو، أن المصطلح مهم جداً، وخصوصاً أن أمريكا اللاتينية ليست في موقف امتياز، ما يجعل هذا المصطلح مهماً جداً لزيادة الوعي حول تاريخ وفنون المنطقة، التي همّشت كثيراً على مدى التاريخ.
واستطاع فنانو المنطقة في الآونة الأخيرة، بفضل جهود المؤسسات الفنية من حول العالم، إيجاد مكانتهم المحفوظة في عالم الفن، ما رفع من قيمة ثقافة أمريكا اللاتينية، بشكل غير مسبوق.
وأيضا.. هل لديك عين للتفاصيل لتكتشف ما وراء هذه الشعارات المشهورة؟