دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- مجموعة أسئلة لطالما طاردته خلال نشأته في العاصمة اللبنانية، بيروت، وكان يأخذه كل سؤال إلى سلسلة متفرعة من الأسئلة الأخرى حول هوية الإنسان وانتمائه.
بعد زيارة المصور وصانع الأفلام اللبناني، إيلي كمال، لإحدى محطات القطار المهجورة بالبلاد، خلال عمله على فيلم قصير عام 2010، لاحظ إيلي أنه لا يزال يشغلها موظفون برواتب شهرية، رغم أن القطار قد توقف منذ أكثر من 30 عاماً.
وهذه المصادفة الغريبة قد دفعت المصور اللبناني إلى الانغماس في تاريخ القطارات، بحثاً عن أجوبة لأسئلة كانت قد زُرعت في عقل إيلي كمال.
وبدوره، استخدم إيلي كمال هذه السكك الحديدية المهملة في لبنان وما تبقى من بنيتها المهجورة كنقطة انطلاق لتصوير فيلمه الخاص، الذي يعرف باسم "Beirut Terminus"، أي "بيروت المحطة الأخيرة".
ومنذ أن كان المصور اللبناني طفلاً صغيراً، اعتاد اللعب على السكك الحديدية المهجورة، التي تجاور منزله. ففي حديثه مع موقع CNN بالعربية، قال إيلي كمال: "السكك الحديدية تشبه البلاد كثيراً، فهي إحدى وسائل المواصلات التي تختفي مع مرور الأيام، تماماً مثل الجسد الذي قطعت عروقه وتوقف الدم عن الضخ، لتستهلكه الغنغرينا ببطء".
ووجدت السكك الحديدية في البلاد حتى قبل وجود لبنان الحالية، أي خلال فترة الإمبراطورية العثمانية. ففي عام 1895، تم إنشاء أول سكة حديدية، بينما وقع الاستقلال عام 1943.
وفي وقت الحرب الأهلية، توقفت جميع القطارات بشكل رسمي عام 1975، عدا جزء صغير من أحد الخطوط التي استخدمت بشكل خاص حتى عام 1997.
وهناك خطان رئيسيان من السكك الحديدية، أحدهما يعبر من الشمال إلى الجنوب، بينما يعبر الخط الثاني من الشرق إلى الغرب، أي من العراق إلى سوريا ولبنان.
ولم يخل فيلم إيلي كامل من التحديات، التي رافقته خلال رحلة تصويره "بيروت المحطة الأخيرة"، منها جمع الأموال ورصد السكك الحديدية بشكل سريع قبل زوالها.
وبدوره، أوضح المصور اللبناني أن بعض السكك الحديدية وجدت في مناطق عسكرية أو محظورة، يصعب الوصول إليها، منوهاً أن "العديد من الأماكن التي رأيتها في الفيلم، لم تعد موجودة اليوم".
وكان المصور اللبناني قد عمل مع زملائه كفريق واحد لإيجاد اللغة السينمائية المناسبة للفيلم. وبدوره، أراد إيلي كمال أن يقدم بلاده دون وجود العنصر البشري.
وبالنسبة إلى ردود الفعل التي جاءت حول فيلم "بيروت المحطة الأخيرة"، فنال إعجاب العديد من الأشخاص، كما تمت مراجعته بشكل دقيق من قبل عدد من النقاد.