دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يلتقط الأشخاص أكثر من تريليون صورة سنوياً، ينتهي مطاف العديد منها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، بدلاً من شعور الأفراد أنهم أكثر ارتباطاً بالعالم، يلاحظ الباحثون تزايد العزلة الإجتماعية.
ولدى لوحات الـ"بورتريه" متطلبات كثيرة، فهي لا تقتصر على التفاعل معها وجهاً لوجه فقط، إذ أنها تتطلب تفكيراً عميقاً من قبل الفنانين بالأفراد الذين يزينون لوحاتهم، بحسب ما قالته مديرة متحف "ناشيونال بورتريت غاليري" الخاص بمتحف "سميثسونيان"، كيم ساجيت.
وساهمت ساجيت مؤخراً بالعمل على كتاب "The Obama Portraits"، والذي يستكشف تأثير لوحات "البورتريه" للفنانين كاهيندي وايلي، وإيمي شيرالد، بالرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، والسيدة الأولى السابقة ميشيل أوباما.
وتوافد ما يقارب 4 مليون شخص إلى معرض "ناشيونال بورتريت غاليري"، والذي تعمل فيها ساجيت كمديرة، لرؤية اللوحتين، ما ضاعف عدد زوّار المتحف منذ كشف النقاب عن العملين الفنيين في عام 2018.
ولكن، لماذا حصدت هذه الأعمال هذا العدد الكبير من الزوار رغم قدرتهم على رؤية صور هذه اللوحات عبر هواتفهم المحمولة، وأجهزة الحاسوب الخاصة بهم على سبيل المثال؟
وينص نقد فنيّ للوحة وايلي نظرية، مفادها أن الصور الرقمية غير منصفة بحق الألوان الرائعة التي تتميز بها اللوحة.
وقد يكون هذا السبب وراء سفر الملايين لرؤية اللوحة الحقيقية، والسبب وراء احتمال سفر الملايين من الأشخاص الآخرين لرؤيتها في المستقبل أيضاً، وذلك عند نقل اللوحتين في جولة على مستوى الولايات المتحدة ابتداءً من العام المقبل.
وقد يعود السبب أيضاً إلى عمل المتاحف كمساحات يستطيع فيها الأفراد التوقف، والتأمل برفقة الغرباء، بحسب ما قالته ساجيت.
وأشارت ساجيت أيضاً إلى أن رؤية هذين العمليين الفنيين لهاتين الشخصيتين، بدلاً من الصور الفوتوغرافية، إضافةً إلى بدء محادثات مع الأشخاص، تجعل التجربة حقيقية بشكل أكبر.
وقالت ساجيت: "غالباً ما يأخذ الأشخاص صوراً شخصية أمام اللوحات كتذكار لزيارتهم، ولكنني لاحظت باهتمام كيف وضع العديد منهم أجهزتهم بعيداً، وتحدثوا مع بعضهم البعض".
وتُعد قراءة الملصقات، والقيام بجولة مع مرشدين بصحبة أشخاص آخرين جزء من تجربة تفاعلية تتجاوز التكنولوجيا، إضافةً إلى الوقوف في الطابور أيضاً.
وأشارت ساجيت إلى وجود شعور حقيقي بالمودة بين الزوار أثناء انتظارهم لدورهم أمام اللوحات.
وسابقاً، كانت ساجيت تنتقد نفسها بسبب كون المعرض غير متطور من الناحية التقنية مثل نظرائه.
وعلى سبيل المثال، وفرّ المعرض دليلاً صوتياً للزوار، بالإضافة إلى تطبيق مجاني متعدد اللغات، وداعم لضعاف البصر مؤخراً فقط.
ولكن، تدرك ساجيت الآن أن افتقار المتحف للتقنيات قد يكون الجانب الذي يزيد من التجربة الحقيقية بين جدرانه.