دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- محطات مهجورة وقاطرات تزينها علامات الزمن والصدأ، هذا ما ستراه عند تتبع مسار خط سكة حديد الحجاز في السعودية، أو ما تبقى منها بالأحرى. ويمكنك الحصول على نظرة أقرب لهذا المعلم المنسي في الصحراء من خلال هذه الصور التي التُقطت قبل ما يقارب الـ20 عاماً.
وتعكس المشاهد التي ستراها في كتاب المصورة الألمانية أورسولا شولز-دونبرج، "The Land in Between"، العالم الفوضوي والمُتغير الذي نعيش فيه الآن.
ويتضمن كتابها مشاهد من خط سكة الحجاز المنعزلة، والتي يبدو وكأن الرمال ستبتلع بقاياها في أي لحظة.
مشاهد لا زالت غير ملموسة
واليوم، لا يزال بإمكانك رؤية بقايا خط سكة حديد الحجاز وهي تقطع طريقها عبر شمال غرب المملكة بسكك حديد مغطاة بالرمال، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للسياحة السعودية "زوروا السعودية".
وأشارت شولز-دونبرج، التي وثقت الخط في عام 2003، إلى أن المباني التي لا تزال موجودة على طوله كانت "بحالة جيدة جداً"، وفقاً لما قالته في مقابلة مع موقع CNN بالعربية، موضحة: "على طول الرحلة، كانت السكك لا تزال في محلها في بعض الأحيان. وأحياناً، يمكن رؤية هياكل القطارات في الرمال".
وعند توجهها إلى السعودية لتوثيق هذا المعلم في عام 2003، كانت الألمانية تهتم بعدة أشياء، إذ قالت: "كان لدي اهتمام بالتقاط الأشكال المعمارية المعاصرة لمحطات القطار التي بدت لي مثل تماثيل ذات طابع بسيط، ومعزولة في الصحراء".
وإلى جانب ذلك، كانت المصورة مهتمة بالآثار، وطبقات التاريخ التي يحتضنها هذا المعلم الذي لا يزال يبدو وكأنه "غير ملموس" بعد مرور مئة عام تقريباً.
وصُممت سكة حديد الحجاز في الأصل لتسريع سفر الحجاج المسلمين من دمشق، إلى مدينة مكة والمدينة المنورة، ولكنها تحولت إلى مجرد أطلال بعد عقدين من بداية تشغيله، بحسب ما ذكره الموقع الرسمي للسياحة السعودية "زوروا السعودية".
وامتد الخط، الذي بدأ العمل عليه في عام 1900، لمسافة 1,600 كيلومتر من سوريا إلى المدينة المنورة بحلول عام 1908، ومن الجدير بالذكر أنه لم يتم إنشاء المحطة الأخيرة المخطط لها إلى مكة أبداً.
وتم التخلي عن المسار بشكل غير رسمي بحلول عام 1920، بحسب ما ذكره الموقع.
طريق قطعه كثيرون من قبل
واحتاجت شولز-دونبرج إلى عدة أسابيع للعمل على مشروعها في السعودية، وقالت: "سافرنا عبر السيارة، ومع الخيم، وكنا نتوقف على طول الطريق لالتقاط الصور".
ولكن، قبل رحلتها، حرصت الألمانية على دراسة الخرائط لفهم تاريخ المنطقة، وتضاريسها الطبيعية.
وبدأت المصورة هذا المشروع لأنها كانت مهتمة بكيفية تكوين المسارات والطرق من قِبَل الأشخاص الذين يسافرون باتباع المسار ذاته عاماً بعد عام، تماماً مثل خط سكة الحجاز.
وعلى طول الخط، قالت الألمانية إن الفرد يمكن أن يصادف العديد من الكتابات القديمة والرسومات على الحجارة، وحروف آرامية، إضافة إلى لغات غير معروفة، وأكدت: "إنه طريق قطعه الكثير من الأشخاص من قبل".
وواجهت المصورة بعض التحديات عند التقاطها للصور، فقالت: "كان علي أن أحاول التصوير بأكبر قدر من الإمكان عندما يكون الضوء جيداً، وقبل أن تصبح الشمس قوية جداً".
وكانت المصورة تلتقط الصور في وقت باكر جداً في الصباح عند بداية شروق الشمس، أو في وقت متأخر بعد الظهر.