دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بيعت ثلاث لوحات لفنان الشارع البريطاني مجهول الهوية، بانكسي، في مزاد علني بمبلغٍ قيمته 2.9 مليون دولار، مع تخصيص عائداته لصالح مستشفى فلسطيني.
ويتألف العمل الفني، الذي يحمل عنوان "إطلالة على البحر الأبيض المتوسط 2017"، من ثلاث لوحات زيتية معدلة تصور مناظر بحرية رومانسية، أضاف إليها فنان الشارع المجهول والناشط السياسي سترات وعوامات النجاة البرتقالية اللون لتسليط الضوء على أزمة المهاجرين إلى أوروبا.
وبحسب دار "سوذبيز" للمزادات، التي أشرفت على بيع اللوحات في مزاد علني يوم الثلاثاء في لندن، فإن "التعديل البصري ... يثير قضية الموت الجماعي في عرض البحر".
وأضافت دار المزادات: "على الرغم من أنها تشكل لوحات "سامية طبيعية "في القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، إلا أن العمل الحالي يقوض توقعات المشاهد لطرح قضية معاصرة صعبة".
وشهد عام 2010 عدداً لا يحصى من اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قوارب وزوارق للهروب من الصراع المسلح أو الاضطرابات الاجتماعية. وبينما وصل العديد منهم إلى دول مثل إيطاليا واليونان، إلا أن أرواح الآلاف منهم زهقت في البحر.
وعرضت لوحات بانكسي، التي جلبت أكثر بكثير من السعر المتوقع، أي بين مليون دولار و1.5 مليون دولار، في بهو فندق "وولد أوف"، الذي افتتحه الفنان في مدينة بيت لحم الفلسطينية في عام 2017، للفت الانتباه إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتم التبرع باللوحات لمؤسسة "ABCD" في بيت لحم، وهي مجموعة غير ربحية تدعم الأطفال الفلسطينيين من ذوي الإعاقة.
وستخصص عائدات المزاد لبناء وحدة علاج للسكتات الدماغية، وشراء معدات إعادة تأهيل الأطفال لصالح مستشفى جمعية بيت لحم العربية للتأهيل، والتي تعد المزود للخدمات الطبية والجراحية وإعادة التأهيل في الأراضي الفلسطينية.
وقد سبق وأن خاطب الفنان المقيم في إنجلترا أزمة المهاجرين في العديد من الأعمال، بما في ذلك لوحة عام 2016 لمؤسس شركة "أبل" الراحل، ستيف جوبز، وهو يمسك بجهاز حاسوب أصلي في يد وحقيبة سوداء ملقاة على كتفه في اليد الأخرى. وظهرت اللوحة في مخيم "كاليه" للاجئين في فرنسا.
وقال بانكسي في ذلك الوقت إن اللوحة تهدف إلى تبديد المفاهيم الخاطئة عن المهاجرين.
وأوضح بانكسي أنه "غالباً ما نعتقد بأن الهجرة تستنزف موارد البلاد، ولكن ستيف جوبز كان نجل مهاجر سوري"، مشيراً إلى أن شركة "أبل" هي الشركة الأكثر ربحية في العالم، فهي تدفع أكثر من 7 مليار دولار سنوياً من الضرائب، وهي موجودة فقط لأنها سمحت بدخول شاب من مدينة حمص في سوريا.