دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعد العاصمة الإماراتية أبوظبي موطناً لبعض أبرز التصاميم المعمارية، التي تجسد مفاهيم الحداثة والعمارة المستقبلية من حول العالم. وفي هذه السلسلة، يسلّط المصور الضوء على التفاصيل المعمارية المميزة لأهم المباني في أبوظبي ضمن مشروعه الذي يعكس مشهد العمارة في دولة الإمارات.
ويقول المصور الهندي، الحائز على عدد من الجوائز، ساجين ساسيدهاران، لموقع CNN بالعربية، إن مشروعه، الذي يحمل عنوان "Uncluttered sobriety"، أو "صلابة واضحة"، يعد بمثابة تعبير عن ردة فعله العاطفية تجاه مشهد العمارة في دولة الإمارات.
ويوضح ساسيدهاران أن الصور المعروضة في هذه السلسلة المستمرة ما هي إلا نتيجة نظرته إلى الموضوع، أي المباني، بمنظور مختلف وتصوره المسبق لإنشاء الصور وتقديمها بشكل فني من أجل تحقيق المتعة البصرية.
وتعكس الصور، التي وثقها المصور خلال السنوات الثلاث الماضية، في أبوظبي وأماكن أخرى في البلاد، أسلوبه المميز والخاص بالتقاط الحد الأدنى من التكوينات والمعالجة بتقنية فريدة من نوعها تبرز النتيجة النهائية بطريقة صافية وواضحة.
ويرى ساسيدهاران أن كل صورة تروي قصة تربط بين شخصين، أي المصور والمشاهد.
ويقول ساسيدهاران: "قبل أن أضع الكاميرا، أسأل نفسي دوماً عن الغرض من إنشاء هذا المشهد وكيف يمكنني جعل العالم يرى ما هو غير مرئي".
وعند تطلعه إلى البناءٍ كموضوع، يبحث ساسيدهاران عن الأشكال، أو الأنماط، أو الظلال المثيرة للاهتمام، وهو ما وجده في عمارة أبوظبي الاستثنائية، بحسب ما قاله.
ويشير ساسيدهاران إلى أن عمارة أبوظبي تزخر بالأمثلة التي تجسد طراز العمارة العالمية الحديثة، مضيفاً أنه وجد في مبانيها الشهيرة الإيقاع المعماري الفريد والملهم.
ويقول المصور الذي يتخذ من دبي مقراً له، إنه عند زيارة أبوظبي، تنتابه رغبة قوية في التقاط العديد من الصور، وقد أدى هذا الدافع إلى سلسلة مخصصة لأبرز المباني في أبوظبي ضمن مشروعه.
وتضمنت هذه السلسلة أشهر المباني وأبرزها في مدينة أبوظبي، والتي تثير الإعجاب بأسلوب عمارتها المبدع، ومن بينها جامع الشيخ زايد الكبير، ومتحف اللوفر أبوظبي، وجسر الشيخ زايد، وجسر المقطع، ومقر مبنى الدار، وأفق جزيرة الريم، وصرح زايد المؤسس مع إطلالة على أبراج الاتحاد.
أما عن استخدامه لتقنية التصوير أحادي اللون، فيشرح ساسيدهاران أن التصوير بالأبيض والأسود يعد، في أفضل حالاته، بمثابة عمل فني، ويعتبره العديد من المصورين من بين أنقى أشكال التصوير الفوتوغرافي.
كما يشير المصور إلى أن اللون يعد مصدر إلهاء، إذ يجذب الانتباه بعيداً عن لبنات البناء المرئية، والتباين اللوني، بالأشكال، والتماثل، والإضاءة، والتي تعد أهم مقومات التصوير المعماري.
ومن ناحية أخرى، يوضح ساسيدهاران أن فكرة المشروع تدور حول تحويل مشهد عادي إلى قطعة فنية فريدة من أجل تحقيق المتعة البصرية للمشاهد، وتوفر تقنية المعالجة بالأسود والأبيض وسيلةً لتحقيق رؤيته دون فقدان الجوهر الأساسي.
أما عن أسلوب العمارة في أبوظبي، يقول ساسيدهاران إنه من الصعب تصديق أن مدينة أبوظبي كانت قديماً قرية صيد متواضعة، إذ أصبحت العاصمة الإماراتية على مدى الأعوام الماضية مركزاً يحتضن العمارة العالمية المعاصرة، حيث تهيمن الأبراج المذهلة في الأفق.
وبصفته مصوراً من هواة العمارة الحديثة، يرى ساسيدهاران أن أبوظبي، بأبراجها وجسورها وهياكلها، تعد بمثابة جنة معمارية تقدم فرصاً لا متناهيه للمصورين.
وبالنسبة إلى ساسيدهاران، فإن صورة أفق جزيرة الريم هي المفضلة لديه ضمن السلسلة المخصصة لأشهر مباني العاصمة أبوظبي.
ويوضح ساسيدهاران سبب اختياره قائلاً: " ما زلت أتذكر ذلك الصباح عندما قمت بالتقاط هذه الصورة، كانت السماء رمادية مذهلة بسحب منخفضة، تشبه في شكلها حلوى القطن الضخمة، وكنت أتجول في شوارع جزيرة الريم عندما شاهدت تلك السحب المنخفضة المعلقة تمر عبر مجموعة من المباني. وقررت فجأة أن أتوقف وألا أفوت فرصة التقاط هذا الجمال، حيث كانت المباني مغطاة جزئياً بسحب بيضاء ثلجية جميلة".
ويشير ساسيدهاران إلى أنه كان لديه وقت قصير فقط لإلتقاط هذا التكوين الكلاسيكي البسيط، إذ كانت الغيوم تتحرك، مضيفاً: "كنت محظوظاً في الحصول على هذه النتيجة".