دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت عارضة الأزياء المسلمة، حليمة عدن، يوم الأربعاء، الابتعاد عن عالم الأزياء بالكامل بعد تعرضها لضغوط للتنازل عن معتقداتها الدينية.
ونشرت عدن، وهي أول عارضة أزياء ترتدي الحجاب وزي البوركيني على غلاف مجلة "Sports Illustrated" في إصدار ملابس السباحة ، سلسلة من المنشورات عبر خاصية القصص بحسابها على "انستغرام" تصف فيها الصعوبات التي واجهتها في "الفوضى السامة التي تسمى الموضة".
وفي المنشورات، روت عدن عن تخطي الصلاوات، وارتداء ملابس لم تكن مناسبة لها، وارتداء حجابها بطرق جعلتها تشعر وكأنها تخون قيمها.
وكتبت عدن في إحدى المنشورات : قد يتصلوا بي غداً ولن أخاطر أبداً بالتنازل عن حجابي مرة أخرى حتى مقابل 10 ملايين دولار".
كما تعهدت عدن بعدم المشاركة في عروض الأزياء أو السفر للمشاركة في أسابيع الموضة مرة أخرى، مضيفة أن "هذا هو المكان الذي أتت منه كل الطاقة السيئة".
وتخطت عدن، التي عاشت في مخيم للاجئين الكيني قبل الانتقال إلى الولايات المتحدة، العديد من الحواجز خلال مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، إذ كانت أول امرأة ترتدي الحجاب وتظهر على غلاف مجلة "فوغ" البريطانية، كما كانت واحدة من ثلاث عارضات أزياء محجبات وُضعت صورهن على غلاف مجلة فوغ العربية.
ولكن عملها، والإحساس المثير لكونها رائدة في مجالها، جعلتها تفقد معتقداتها، على حد قول عدن.
ولطالما شجعتها والدتها على الابتعاد، ولكن تطلب الأمر جائحة "كوفيد -19"، التي دفعت عارضة الأزياء إلى البقاء في المنزل وأخذ استراحة من ممارسة عملها بقطاع الأزياء، حتى "أدركت أخيراً أين أخطأت"، بحسب ما كتبته عدن.
ومن بين الحملات التي أعربت عن ندمها للمشاركة فيها كانت جلسة تصوير لأول حجاب الدنيم/الجينز من علامة "أمريكان إيجل"، وقالت عنها :"لماذا سمحت لهم بوضع الجينز على رأسي عندما كنت أرتدي التنانير والفساتين الطويلة فقط ؟"
وكتبت موضحة أنها كانت في ذلك الوقت "يائسة للغاية لأي تجسيد لدرجة أنني فقدت الاتصال بمن أكون".
كما نشرت عدن صورة من جلسة تصوير لمجلة "Glamour" في عام 2017 تظهرها بغطاء أخضر تحت حجابها وريش حول رقبتها.
وكتبت: "عدت إلى غرفتي في الفندق وبكيت بعد جلسة التصوير هذه لأنني كنت أعرف في نفسي أن هذا لم يكن ما أرغب به. ولكنني كنت خائفة جداً من التحدث"، مضيفةً أن هذا صراع شائع عندما تكون أول من يفعل أمراً ما".
ولم ترد "أمريكان إيجل" أو مجلة "Glamour" على طلب CNN للتعليق.
وأشارت عدن أيضاً إلى العديد من الصور الأخرى التي تم التقاطها لها، وعلى الرغم من أنها كانت تغطي رأسها خلال جلسات التصوير تلك، إلا أن الوشاح لم يغطي منطقة الصدر أو تم تصميمه بطريقة أخفت كونه حجاباً عن الأنظار، مضيفةً أن جلسات التصوير هذه كانت "في الأساس تمحو حجابي بالكامل".
"تعال بشكل صحيح أو لا تأت على الإطلاق"
وعلى الرغم من ندمها، أشارت عدن إلى عدد من جلسات التصوير التي شعرت أنها نُفذت باحترام، مثل لقطة غلاف مجلة فوغ العربية إلى جانب عارضتين محجبتين من أصحاب البشرة السمراء،
وأوضحت عدن أنها لا تتخلى عن الموضة تماماً، بل تضع شروطاً لمن يأملون في العمل معها.
وكتبت معلقةً على صورة لها وهي ترتدي حجاباً كاملًا غير مزين، يغطي صدرها وكتفيها: "إذا لم يكن حجابي مرئياً إلى هذا الحد، فلن أشارك".
وعلقت على صورة أخرى مماثلة قائلة: "هذا هو معياري للمضي قدماً إذا كنت ترغب في العمل معي. تعال بشكل صحيح أو لا تأت على الإطلاق. لا أقل ولا أكثر".
وأضافت عدن أن "هذه المساحات كانت في الغالب لأصحاب البشرة البيضاء لذا فأنت بالفعل في وضع غير مؤات لكونك ببساطة في مكان عمل لم يعتبر أبداً شخصاً من خلفيتك. لا يمكننا الاستسلام، ولكن من الجيد أن تظل يقظاً".
وقوبل إعلانها بالدعم والثناء من قبل المشاهير، ومن بيهم ريانا وجيجي حديد.
وكتبت عارضة الأزياء الشهيرة نعومي كامبل معلقةً على أحدث منشور على حساب عدن على "إنستغرام" : "أنا فخورة بك لأنك متمسكة بنزاهتك"، مضيفةً "أنت مصدر نور وفرح حقيقي منذ أن عرفتك. وآمل أن تتقاطع طرقنا بوسط آخر، استمري في التألق."
وولدت عدن، وهي أميركية صومالية، ونشأت في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا، قبل أن تنتقل مع عائلتها إلى الولايات المتحدة في عام 2004 في سن السابعة. وبعد عقد من الزمن، استقرت أسرتها في سانت لويس ميسوري.