دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يواجه كوكب الأرض أوضاعًا جوية متطرفة بشكلٍ متزايد. ويجعلنا ذلك نتساءل عمّا إذا كانت منازلنا، والبُنى التحتية الحالية تستطيع مواجهة ذلك؟
وكشف تقرير للأمم المتحدة من عام 2020 عن تزايد وتيرة الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة، وشدتها أيضاً، وذلك نتيجةً لتغير المناخ، ما أدى إلى إصابة المجتمعات الضعيفة بشكل غير متناسب، وفقاً لما ذكره الموقع الرسمي للمنظمة عبر الإنترنت.
وقد تكون هذه المقصورات الصديقة للبيئة الحل لمواجهة هذا التحدي.
من مستهلكين إلى منتجين
ولن يتوقف الاحتباس الحراري إلا إذا اعتمدنا على طرق جديدة لتغيير الطريقة التي نعيش بها، ودفع ذلك المهندس المعماري الإسباني، كارلوس باوسا، لتصميم مفهوم المقصورات الحيوية، أو ما يُشير إليها بـ"bio-cabins".
وقال باوسا، وهو المؤسس المشارك لـ"Wild design studio Lab"، أو"W-LAB"، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "سألت نفسي: ما هو الهيكل الذي نحتاج إلى تكوينه للحصول على وحدة لموائل منخفضة الكربون يمكنها العمل بظل المناخ المتطرف"؟
وأتت فكرة المشروع من التأمل في كيفية قدرتنا على تعزيز مجتمع صغير يمكن أن يتمتع بالاكتفاء الذاتي، وأن يحصل على موارده الأساسية الخاصة، مثل الماء، والطاقة، والغذاء، وأن يتعامل مع نفاياته، ويؤدي ذلك بالتالي إلى التقليل من تأثيرها على النظام البيئي.
ولا يزال العصر المعماري الحالي الذي نعيشه يعتبر المباني هياكل "مُستهلكة للموارد".
وإذا استطعنا استخدام مساحات المعيشة والعمل الخاصة باعتبارها "منتجة للموارد"، فسيتحول أصحاب المنازل إلى مساهمين نشطين، بدلاً من كونهم مجرد مستهلكين، بحسب ما قاله باوسا.
ما مميزاته؟
وصُممت هذه المقصورات للاستخدام السكني الدائم، أو المؤقت، إذ قال باوسا: "كانت الفكرة العامة هي إنشاء مشروع يمكن أن يعمل بشكل جيد كمجتمع سكني مستدام، أو منتجع سياحي ببصمة كربونية منخفضة في منطقة مناخية دافئة".
وتبدو المقصورات مثل وحدات بسيطة تم ترتيبها لتشكل حلقة تحيط بها النباتات، وعند النظر إليها، فهي تشبه واحة وسط الصحراء.
واستعان الإسباني بالديناميكا الهوائية لتشكيل هيكل المقصورات، وقدرة حوافها الناعمة على مقاومة الهواء، وتقليل الاحتكاك معه، ومع أي إضطرابات خارجية أخرى.
ولتجنب الخرسانة، والمعادن، والسيراميك بقدر الإمكان، واستخدام مواد يمكنها عزل الكربون، يمكن للمفهوم استخدام الصبار، وأشجار النخيل.
ومع ذلك، سيكون من الضروري استخدام بدائل لتلك المواد اعتماداً على الموقع الذي سيُبنى فيه المشروع.
ويستخدم المفهوم الزجاج والظل بشكل استراتيجي لحماية المساحات الداخلية من التعرض المفرط، وتحمي المظلة الخارجية أيضاً الزجاج من ذلك.
ولا يُعد الغطاء النباتي الذي يُحيط بالمقصورات مجرد زينة، إذ أنه وُضع لتقليل تأثير الحرارة، وزيادة مستوى الحماية من الرياح أيضاً.
ويمكن للطاقة المستخدمة في المقصورات أن تأتي من أنظمة الألواح الشمسية، وتوربينات الرياح المثبتة في الخارج، ويساهم ذلك في تحقيق صافي انبعاثات صفرية لثاني أكسيد الكربون.
أما لأولئك الذين يخططون لإقامة طويلة، أو العيش في المقصورة بشكل دائم، ستتوفر لهم مناطق مخصصة للزراعة الداخلية.
وفي هذه المقصورات، سيتمكن المقيمون من استغلال الكثير من الأشياء التي تُهدر عادةً في المنازل التقليدية.
وستساهم أجهزة إنتاج السماد مثلاً بإعادة تدوير النفايات العضوية، وستأتي المياه المستخدمة لري النباتات من المياه الرمادية المُعاد تدويرها، والتكثيف.
ويمكن لهذه المقصورة الحيوية أن تتواجد في مكان معزول، وفي منطقة ذات مناخ مشابه لمناخ البحر الأحمر، أو شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
ومع استمرار جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، يرى باوسا أن المفهوم قد يكون مناسباً لاحتضان الموظفين الذين يرغبون في العمل عن بعد، وبعيداً عن المدن المزدحمة.