دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تتميز الأبراج الموجودة في صور بيتر شتاينهاور، المكسوة بأغطية ملونة من ألوان الأزرق والأخضر والأصفر، بجودة شبه منحوتة. وقد تخدم هذه الواجهات المؤقتة غرضًا عمليًا، إلا أن ألوانها النابضة بالحياة وأسطحها الهندسية تنتج تباينًا ساحرًا مع الأفق المحيط.
ويعد مشهد المباني المكسوة بأغطية مصنوعة من النايلون اللامع شائعًا في مدينة هونغ كونغ، إذ تستخدم شركات البناء النسيج لمنع الحطام من السقوط على الأرض. ويواصل العمال أيضًا استخدام السقالات المصنوعة من الخيزران، والتي تُستخدم كإطار للأغطية الملونة.
وقام المصور الأمريكي بيتر شتاينهاور بتوثيق مواقع البناء هذه لأكثر من 20 عامًا، ويشير إليها باسم "الشرنقات"، في إشارة إلى التحول الذي تتعرض له المباني عندما تكون مغطاة.
وتقدم تركيبات شتاينهاور المتنوعة منظورًا جديدًا لواحدة من أكثر مدن العالم جاذبية، تتمثل في لقطات ليلية وصور واسعة للسياق الحضري ولقطات مقربة تظهر أغطية النايلون المتموجة في مهب الريح.
وقال شتاينهاور في مقابلة عبر الهاتف: "أحب الاقتراب والعثور على العناصر الرسومية"، مضيفًا: "إذا نظرت إلى سقالات الخيزران أثناء صعودها، فهناك نمط وتصميم لها، لذلك هناك كل أنواع عناصر التصميم وأنظمة الألوان التي تتفاعل جميعها مع بعضها البعض".
وأوضح شتاينهاور إن شغفه بهذه الظاهرة حدث "على الفور" عند وصوله لأول مرة إلى هونغ كونغ عام 1994.
ويتذكر عندما رأى كتلة برج مكسوة بأغطية صفراء قائلًا: "كنت أقف في طابور لسيارات الأجرة (في المطار) وكنت أحدق في هذا الشيء".
ويتابع: "كانت نهاية اليوم، وكان الضوء يبرزه من هذه الزاوية الرائعة، إنها دائمًا خامة جديدة تمامًا، لذلك كانت هناك ألوان نابضة بالحياة وجميلة. لقد كان الأمر مذهلاً للغاية، وأعتقد أنه كان بمثابة عمل فني عملاق".
وبعد مرور نحو 13 عامًا من التقاط مجموعة الصور الأولى، عاد شتاينهاور إلى هونغ كونغ بدوام كامل واستأنف مشروعه.
وبعد أن كانت طريقة التوثيق بالأبيض والأسود في البداية، قرر شتاينهاور تبديل التنسيق من أجل التقاط الألوان الزاهية لأغطية المباني.
وأشار شتاينهاور إلى أنه كان دائمًا ينجذب نحو اللون، موضحًا "يمكن أن تكون هونغ كونغ مدينة أحادية اللون للغاية، فالرطوبة والتلوث يؤديان إلى تآكل الطلاء وكتم صوت كل شيء. ولكن عندما تضع هذا الشيء الضخم باللون الأزرق أو الأخضر أو الأبيض وسط كل ذلك، فإنه ينبثق - إنه يقفز من الصفحة".
وبغض النظر عن مدى جاذبيتها من بعيد، تخفي واجهات القماش حقيقة متسخة ومغبرة، ويعرف شتاينهاور ذلك جيدًا، إذ شهد تجربة "الشرنقة" عندما خضع مبنى شقته للتجديد.
وأوضح شتاينهاور: "لقد كرهتها، وكانت هناك آلات ثقب الصخور، وكان الأطفال يبكون طوال الوقت، لم نكن نتمكن من النوم".
وتابع: "كان هناك غطاء أخضر حول نوافذنا، ولأن الشمس عادة تدخل من النوافذ، كان هذا الضوء الأخضر يتغلغل في غرفة المعيشة وغرفة النوم طوال ساعات النهار".
وأضاف: "لا يوجد سوى عدد قليل من صوري حيث أعرض في الواقع ما يحدث على مستوى الأرض، لأن الموقع في حالة من الفوضى، وهو قيد الإنشاء".
ومع ذلك، فإنه يحتفظ بشعور من الدهشة في ممارسة موثقة لصور لهونغ كونغ، والتي تعود إلى أكثر من 150 عامًا، مشيرًا إلى أنها "شكل فني حقيقي، وهو شكل لا يمارس إلا في هونغ كونغ فقط، على هذا النطاق بشكل خاص، إنها عملية رائعة".