في النرويج.. رفع الستار عن نسخة طبق الأصل من "عمود العار" في هونغ كونغ

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- زهاء 25 عامًا، نصب تمثال "عمود العار" شامخًا في حرم جامعة هونغ كونغ، لتكريم ضحايا مذبحة ميدان تيانانمن التي وقعت عام 1989.

وشكّل قرار الجامعة بإزالة التمثال في ديسمبر/ كانون الأول 2021، ضربة كبيرة لمبدأ حرية التعبير في المدينة التي تُعد بين الأماكن القليلة على الأراضي الصينية التي ما برحت تتسامح مع النصب التذكارية للقمع الدموي الذي شهدته بكين.

وفي ذلك الوقت، تعهد ينس غالسكيوت، الفنان الذي أنجز العمل، بأن رمزية التمثال ستستمر.

وكُشف الأربعاء، عن نسخة طبق الأصل بحجم مماثل، لمنحوتة يبلغ ارتفاعها 8 أمتار، في جامعة أوسلو في النرويج.

وقال الفنان الدنماركي لـCNN، بعد وقت قصير من الحفل الذي حضره برلمانيون نرويجيون ونشطاء من هونغ كونغ والفنان الصيني المنشق باديوكاو، إنّ "الرسالة هي أن نظهر للعالم أننا ما زلنا نتحدث عن هونغ كونغ، ولن ننسى هونغ كونغ، ولن ننسى ما تفعله الصين في هونغ كونغ".

تمثال "عمود العار"
سيتم عرض تمثال "عمود العار" الجديد في جامعة أوسلو حتى 20 يونيو/ حزيران. Credit: Credit: Leanna Lunde

وستُعرض المنحوتة الجديدة، التي تمت بالتنسيق بين منظمتي العفو الدولية و"لجنة هونغ كونغ" غير الربحية في النرويج، في حديقة الجامعة لمدة شهر تقريبًا.

ويتمّ التخطيط أيضًا لتنظيم حدث تذكاري في المكان، يقام في 4 يونيو/ حزيران للاحتفال بمرور 33 عامًا على الحملة العسكرية في ميدان تيانانمين، حيث قمعت القوات الصينية المسلحة الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية بعنف.

وأفاد سفين ستولن، عميد جامعة أوسلو، CNN في بيان، أنّ التمثال يتقاطع وقيم الجامعة المتمثلة في "النشاط الطلابي وحرية التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان".

ويتميز التمثال بكتلة من الوجوه الصارخة والأجساد الملتوية، وهو أحد نسخ "عمود العار" الذي أنشأه غالسكيوت منذ عام 1996.

تمثال "عمود العار"
صورة تمثال "عمود العار" في جامعة هونغ كونغ في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2021، قبل وقت قصير من إزالته. Credit: Credit: Louise Delmotte/Getty Images

ووضعت النسخة الأصلية منه في روما، قبل انعقاد قمة منظمة الأغذية والزراعة، من أجل إحياء ذكرى ضحايا الجوع في جميع أنحاء العالم.

وارتفعت نسخ أخرى من هذا العمل في المكسيك والبرازيل، لتكريم أولئك الذين قتلوا في مجزرة أكتيال ومذبحة إلدورادو دوس كاراجاس، على التوالي.

وفي ذلك الوقت، قالت الهيئة الإدارية للجامعة إن قرارها بإزالة العمل "يستند إلى مشورة قانونية خارجية وتقييم للمخاطر".

وكان "عمود العار"، أحد التماثيل السياسية العديدة التي أزالتها المؤسسات الأكاديمية في مدينة هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، خلال فترة الشتاء.

تمثال "عمود العار"
صورة الفنان ينس غالسكيوت في حفل إزاحة الستار، يوم الأربعاء، في أوسلو. Credit: Credit: Leanna Lunde

وقال غالسكيوت إنه لا يزال يحاول استعادة "عمود العار" من هونغ كونغ.

وأضاف الفنان أنه غير متأكد من شكل التمثال حاليًا.

ولكن العمل الفني لا يزال حياً  بنسخة رقمية.

ومن خلال استخدام أكثر من 900 صورة للعمل، أنشأت مجموعة الناشطين "ليدي ليبرتي هونغ كونغ" نسخة ثلاثية الأبعاد للنصب، يمكن تحميلها واستخدامها لإنتاج نسخ مماثلة.

وارتفعت نسخة أصغر من التمثال في بودابست، المجر، في وقت سابق من هذا العام.

وقال غالسكيوت إنه سيكشف النقاب عن تمثال آخر قريبًا في براغ التشيكية.

ويأمل بوضع نصب "عمود العار" المصنوع من البرونز أمام السفارة الصينية في واشنطن العاصمة.

وقال الفنان: "لا يمكن قتل هذا الرمز.. يمكنك فقط أن تجعله أقوى".

وأضاف غالسكيوت أن تمثاله الأخير يبعث رسالة للنرويج، التي يتهمها بتجنب إجراء "الحوار مع الصين".

وحث جون بيدير إغينيس، مدير منظمة العفو الدولية في النرويج، البلاد على أن تكون "أكثر شجاعة وصراحة" تجاه الصين فيما يتعلق بمسائل حقوق الإنسان وحرية التعبير.

وقال إغينيس في بيان صحفي أعلن فيه الكشف عن تمثال غالسكيوت الجديد: "من نواح كثيرة، أظهرت الحكومات النرويجية المختلفة جبنًا مخجلًا تجاه الصين في السنوات الأخيرة".

وأضاف: "يبقى السؤال هو إذا كان النصب التذكاري يمكن أن يذكر السياسيين النرويجيين بالشجاعة المطلوبة عند مواجهة الصين".