إليكم كيف تحوّلت بطلة فيلم "بلوند" إلى أيقونة الإغراء الشقراء مارلين مونرو

ستايل
نشر
8 دقائق قراءة
مارلين مونرو
Credit: Netflix

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما برح عدد قليل من شخصيات ثقافة البوب أحياءً في مخيلاتنا مثل الممثلة الأمريكية مارلين مونرو، وقد لعب جمالها الأيقوني دورًا محوريًا بذلك.

ومنذ اللحظة التي أصبحت فيها "الحسناء شقراء" المثالية لهوليوود، أصبحت سمات مونرو البارزة، قوام الساعة الرملية، والشفاه الحمراء الممتلئة، والرموش الطويلة، والعينان الحالمتان، التعريف بمعاير الأنوثة التي لا تزال تعتبر مثالية على نطاق واسع اليوم.

وحصل هذا الإرث الباقي على تحية خلال حفل "ميت غالا" هذا العام الذي أقيم في نيويورك، عندما أطلّت نجمة تلفزيون الواقع الأمريكية، كيم كارداشيان، مرتديةً ثوبًا من الحرير باللون "النود" (لون البشرة) مغطًى بقطع كريستال، تبلغ قيمته 4.8 مليون دولار، سبق وارتدته مونرو لتغني أغنية "عيد ميلاد سعيد" للرئيس الأمريكي السابق، جون كينيدي، عام 1962.

وكان موضوع حفل "ميت غالا" لهذا العام "التألق الذهبي"، ولا تزال مونرو تعتبر رمزًا لذلك.

مارلين مونرو
مارلين مونرو تقف أمام المصورين خلال صعودها على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية متجهة إلى هوليوود، عام 1956.Credit: Bettmann/Getty Images

والآن، تعمل سيرة حياة جديدة، من إنتاج منصة "نتفليكس"، وبطولة الممثلة الكوبية آنا دي أرماس، على إحياء تعلّق المجتمع بمونرو مرة أخرى، ويرجع الفضل بذلك إلى تحوّل دي أرماس الخارق على الشاشة إلى أيقونة الخمسينيات.

واستنادًا إلى رواية جويس أوتس، التي تحمل الاسم ذاته، فإن فيلم "بلوند" Blonde، أي "شقراء"، الذي عرض لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان البندقية السينمائي في وقت سابق من هذا الشهر، يعتبر سردًا خياليًا لحياة المرأة المولودة باسم نورما جين مورتنسون، والتي اشتهرت باسم مارلين مونرو.

وبدلاً من التكيف التقليدي الذي يركّز على الدقة التاريخية، يقدّم الكاتب والمخرج، أندرو دومينيك، صورةً مثيرة للجدل، وغالبًا ما تكون قاسية، لنضالات مونرو الشخصية والعامة على حد سواء، معتمدًا على نهج غير خطي ومنمّق للغاية يتّبع طفولتها المضطربة، وصعودها إلى النجومية ونزولها المأساوي، ويعيد إنشاء بعض أكثر اللحظات التي لا تنسى من حياتها المهنية على طول الطريق.

مارلين مونرو
في فيلم "بلوند"، تعيد الممثلة الكوبية، آنا دي أرماس، تجسيد مشهد مونرو الأيقوني من فيلم "سنة الحكة السابعة" الذي أنتج عام 1955Credit: Matt Kennedy/Netflix

وفي الفيلم، الذي يكون أحيانًا مذهلًا للغاية في الطريقة التي يشير بها إلى الواقع، يعد تصويره لأسلوب النجمة، والأسلوب الذي أدار به روايتها الشخصية، بين الجوانب الأكثر توطيدًا.

وليس مستغربًا ربما أن يكون التحوّل المذهل في شخصية أرماس ناتج عن إعداد دقيق، وجلسات شعر ومكياج يومية استمرت قرابة ثلاث ساعات وتجاوزت مفهوم الإبهار.

وأجرت كلّ من رتينا روسلر كيروين وجايمي ماكنتوش، رئيسة قسم المكياج ورئيسة قسم الشعر بالفيلم تباعًا، بحثًا مكثفًا للتأكّد من قدرتهما على تحقيق أدق تصوير لإطلالة مونرو التي لا لبس فيها.

وقالت كيروين في مقابلة مع CNN: "لقد حاولنا الوصول إلى كل مورد يمكن أن نجده".

وتابعت: "بدأنا بالسيناريو والصور التي كنا بصدد إعادة إنشائها، ثم انتقلنا إلى الكتب والأفلام ومدونات معجبيها. ولم نتوقف أبدًا.. واصلنا البحث حتى نهاية الفيلم".

وأعيد إنشاء حوالي 100 إطلالة لفيلم "بلوند"، من المجلات التي تتصدر أغلفتها، إلى إطلالاتها على السجادة الحمراء، رغم أنّ أكثر من نصف تلك الإطلالات فقط وصلت إلى النسخة النهائية من الفيلم.

وأشارت ماكنتوش إلى أن الشعر المستعار كان ضروريًا لضمان أنّ دي أرماس، وهي لديها شعر بني في الحياة الواقعية، يمكن أن تغير إطلالتها بسرعة من لقطة إلى أخرى.

وقد كان الشعر المستعار أساسيًا لضمان أن شعر مونرو الأشقر البلاتيني سيظهر بشكلها الصحيح على الكاميرا.

وأوضحت ماكنتوش لـCNN: "استخدمنا خمس باروكات، قمنا بتصميمها خصيصًا لتقليد شعر مارلين وكي تناسب آنا بشكل صحيح".

وقبل النجومية، كان لدى مونرو شعرًا بنيًّا مجعّدًا، لذا صمم روب بيكنز وفريقه صانع الشعر المستعار مثله، باستخدام شعر بشري حقيقي يمكن تصفيفه ليتطابق وتسريحة مونرو.

مارلين مونرو
مونرو تجلس إلى طاولة مأدبة أثناء حفل عشاء لجوائز Photoplay Gold Medal في الخمسينياتCredit: Murray Garrett/Getty Images

وأضافت ماكنتوش: "اخترنا درجات مختلفة من الأشقر لعمل كل باروكة شعر مستعار، ثم قمنا بتلوينها أكثر لتحقيق مزيج مثالي بعد التفتيح".

لضمان إخفاء شعر دي أرماس تمامًا، أضافت كيروين قطعًا اصطناعية حول خط شعرها الطبيعي، واستعملت مساحيق التجميل لتتناسب مع لون بشرتها.

ولفتت كيروين إلى أنّ بقية المكياج تطلب أيضًا عملًا شاقًا، وكانت دي أرماس "على استعداد تام".

وارتدت الممثلة الكوبية عدسات لاصقة زرقاء لإخفاء قزحية عينها الطبيعية، وأضافت الكثير من الرموش الصناعية لجعل عينيها تبدو لوزيتي الشكل أكثر.

وأوضحت كيروين إلى أنها قامت بملء الكثير من طبقات الرموش على أطراف عيني دي أرماس لجعلها أكثر استقامة قليلاً.

كما تم تعديل حاجبي دي أرماس على يد اختصاصي رسم حواجب لتقليلهما وتغيير لونهما إلى الأشقر.

التألق مقابل البساطة 

تلقت جينيفر جونسون، مصممة الأزياء بالفيلم، إرشادات مماثلة عندما بدأت العمل على خزانة ملابس دي أرماس.

ومثل كيروين وماكنتوش، تعاملت جونسون أولاً مع المشروع من منظور بحثي.

وقالت في مقابلة مع CNN: "كان لدى أندرو كمًّا هائلًا من أبحاث الأرشفة والصور، حوالي 800 صفحة وقمت بلصقها جميعًا على مكتبي كما لو كانت ورق حائط، واستوعبت المطلوب نوعًا ما".

ثم بدأت جونسون بتوثيق أسلوب مارلين الخاص وشخصيتها المسرحية بشكل مباشر، وقسّمت أنماط ملابس الأخيرة الأكثر شهرة.

ولفتت إلى أن التحدي الأكبر تمثل بفهم كيفية إعادة إطلالات مونرو بشكل أصيل.

وتحقيقًا لهذه الغاية، تعاونت جونسون مع صاحب مستودع للأزياء عمره قرن في هوليوود، لتتمكن من استنساخ بعض من أشهر إطلالات مونرو، ضمنًا الفستان الوردي من دون حمالات الذي أدت فيه أغنية Diamonds Are a Girl's Best Friend "الألماس هو أفضل صديق للفتاة" بفيلم "الرجال يفضلون الشقراوات"، والفستان الأبيض ذو الثنيات من فيلم عام 1955 The Seven Year Itch "سنة الحكة السابعة".

مارلين مونرو
مونرو توقّع توقيعًا شخصيَا لجندي أمريكي في كوريا، كجزء من برنامج منظمات الخدمة المتحدةCredit: Greg Mathieson/Getty Images

وأوضحت جونسون أن تلك التصمايم الأصلية "كانت رائعة للغاية، وكان من المهم تكريمها بالحصول على القدر ذاته من الجودة".

لكن عندما تعلق الأمر بأزياء مونرو اليومية، أي زي نورما جين الإنسانة، كانت القصة مختلفة.

بعيدًا عن الأضواء، قُلصت خيارات ملابس النجمة بشكل ملحوظ وتركّزت حول بضع القطع التي ارتدتها مرارًا وتكرارًا.

وشرحت جونسون ذلك قائلة: "لقد كانت بسيطة للغاية، كانت مهتمة بأن تؤخذ على محمل الجد كفنانة ومبدعة، وليس كرمز للإثارة، وأرادت أن تعكس ملابسها ذلك".

وفي الفيلم، عندما تجسد شخصية نورما جين، ترتدي الممثلة دي أرماس كنزات سوداء وبنطلونات كابري وكنزات صوفية وفساتين بسيطة.

وهذه تعد مقارنة مذهل، وأداة سرد رئيسية يستخدمها الفيلم لإبراز الانقسام بين رمز الإغراء الذي رآه العالم، أي "الشقراء الغبية" التي أثارت الجاذبية الجنسية، وبين والمرأة التي أُسيء فهمها بسبب هذه الإطلالات.

وبالنسبة إلى جونسون، في نهاية المطاف، فإن أداء دي أرماس مقنع للغاية كونها تجسّد هذه الازدواجية. 

كما ساعد قرار عدم إضافة أطراف صناعية أو حشوات على جسم دي أرماس في إعطاء هذه الصورة مصداقية أكثر.

وأضافت جونسون: "(بالنسبة لآنا) كونها قادرة على استخدام جسدها، أعتقد أنه يجعلها تشعر بأنها أكثر انسجامًا مع شخصية مارلين".

يعرض فيلم "بلوند" على منصة "نتفليكس" بدءًا من 28 سبتمبر/ أيلول الجاري.