دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أمضت الفنانة سمارا غولدن شهورًا ترسم الأمعاء بتعرّجاتها، وانتفاخها، مستخدمة ألوان الأحمر الدموي، والأزرق، أو الأصفر الذي يوحي بالمرض.
وهذه الأعمال مصنوعة من الرغوة القابلة للتمدّد، ومغطّاة بالبالونات مماثلة لنقانق مشوّهة متّصلة ببعضها البعض، تزيّن لوحات جدارية.
وتحتضن إحدى التجهيزات أمعاءً متعدّدة الألوان تُحيط بها أشكال بشريّة مصنوعة من الرغوة، وتنتشر على منصّة عاكسة في معرض "Art Basel Miami Beach".
وفي صور لغولدن، تَظهر الفنانة وهي ترسم التفاصيل البشعة بيدها.
وقالت الفنانة لـCNN: "أحببت فكرة الأمعاء باعتبارها كلمة يمكن أن تدلّ على أمور عدة مختلفة"، وشرحت: "يمكن أن يكون لديك حدس، أو يمكنك التمتّع بالشجاعة والجرأة كي تقدم على أمرٍ ما، أو يمكنك أن تبقي مشاعرك لنفسك".
وشرحت غولدن: "إنه يتعلّق بالدور الغرائزي، والمثير للاشمئزاز، لكن المهم الذي تلعبه الأمعاء الفعليّة".
ولا يزال هذا الدور غامضًا.
ورُغم أن أمعاءنا مسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائيّة الأساسيّة، وتحريك الفضلات، إلا أنه تتم أيضًا دراسة ميكروبيوم الأمعاء لما يتمتع به من قدرة على تعديل أدمغتنا، من حالتنا المزاجيّة، إلى الوظائف العصبيّة، والاضطرابات.
ولكن اهتمام غولدن بالنظر نحو الداخل وبعمق، جاء من تركيبٍ أكثر تعقيدًا عُرِض لأوّل مرّة داخل "Night Gallery" بلوس أنجلوس في يناير/كانون الثاني الماضي.
وذلك قبل انتقاله الآن إلى "معرض الفنون في نيو ساوث ويلز" في إطار معرض يُدعى "Dreamhome: Stories of Art and Shelter".
وفي معرض "Guts" هذا، يُغطي التجهيز الفني مستوى واحدًا فقط من هيكلٍ متعدّد المستويات قامت الفنانة ببنائه، وهو يبدو كناطحة سحاب داخل المساحة التي يتواجد فيها.
وعند النظر للأعلى أو للأسفل، تخلق المرايا وهمًا من المستويات اللانهائيّة.
وتستمر طبقات الهيكل، التي تحتضن الأمعاء، وبرك ماء زاهية، وثعابين، وقشريات، وأكوام من الأثاث إلى ما لا نهاية.
وقالت الفنانة: "تأتي الكثير من الرموز في التجهيزات التي أبتكرها من (أمور) أحلم بها، ولا أفهمها بالكامل"، ثم أضافت: "أو أشعر أنها مجرّد لمحات من شيءٍ ما في رؤيتي المحيطيّة".
ولكن أصبح المشهد المعقّد للأمعاء نجم المشروع إلى حدٍ ما.
وعند استذكارها لفترة تحضيرها هذا التجهيز لمعرض "Night Gallery"، قالت الفنانة: "استمتعت حقًا بصنع قسم الأمعاء بها، ولم أستطع التوقّف".
وقضت غولدن نحو نصف عام مع فريق "Night Gallery" لتظهر عناصر وهم ناطحة السحاب الطموح هذا بشكلٍ صحيح، ثم شهرين من العمل في الاستوديو لـ16 ساعة يوميًا بغية تجهيز المعرض في ميامي.
وفي سيدني، عملت الفنانة مع "معرض الفنون في نيو ساوث ويلز" لأربعة أشهر أخرى لجعل المشروع ملائمًا ضمن هذه المساحة بشكلٍ طمس الحدود بين المناطق الداخليّة للمتحف، والتجهيز الفني بذاته.
وشرحت غولدن: "من المفترض أن يبدو (التجهيز) كجزء من الهندسة المعمارية".
ويستمر تجهيز مشروع "Guts" معروضًا في "معرض الفنون في نيو ساوث ويلز" حتّى أواخر عام 2023.