عمّان، الأردن (CNN)-- أهدى ملك الأردن عبد الله الثاني نجله الأكبر وولي عهد الأردن الأمير الحسين، خلال مأدبة الغداء التي أقامها في مضارب بني هاشم احتفالا بزفافه، سيفا هاشميا تقليديًا مصنوعًا من فولاذ الجوهر والفضة المصاغة يدويًا، في نسخة طبق الأصل عن سيف الملك عبد الله الأول المؤسس، الذي صُنع بالحجاز في عام 1916.
والسيف الذي لفت اهتمام متابعي احتفالات الزفاف الملكي، صُنّع في مشغل الأسلحة التقليدية في الديوان الملكي الهاشمي، واستغرق نحو 6 أشهر، بإشراف مسؤول المشغل إسلام محمد النصيرات وبمشاركة أردنيين اثنين من خبراء تصنيع السيوف التقليدية هما عبد الله الغزاوي وعبد الرحمن جعفر.
ويعتبر السيف أول "سيف منسوخ من نوعه يُصنع في الأردن"، وتطلّبت صناعته العودة إلى إجراء دراسات تاريخية معمقة، ليكون مطابقا للأصل.
ويقول النصيرات في حديث خاص لموقع CNN بالعربية، إن صناعة السيف الهاشمي تمت في مشغل الأسلحة التقليدية الملكي في الديوان الملكي، وتأسس بأمر من الملك عبدالله الثاني في عام 2011، بغرض إحياء صناعة الأسلحة التقليدية التي كانت تُصنع بالبلاد بالطرق التقليدية القديمة على مدار مختلف الحضارات ومنذ آلاف السنين، ومن هذه الأسلحة السيف، والشبرية الأردنية، والجنبية، والقامة الشركسية، والخنجر الروماني، وكذلك السيف الروماني وغيرها.
وعن المواد التي صُنع منها السيف وأسباب اختيار الحديد المستخرج من الجبال المحيطة بقلعة عجلون التاريخية شمال الأردن، أوضح النصيرات أن "السيف صُنع من فولاذ الجوهر والفضة المصاغة يدويا على مراحل تشكيل مختلفة بالإضافة الى الخشب والجلد الطبيعي، واستُخدم الحديد المستخرج من جبال عجلون في صناعة السيف لأهميته التاريخية بالنسبة للعرب والمسلمين، وتحديدا في زمن صلاح الدين الأيوبي، حيث اشتهرت السيوف بصلابتها وحدتها".
وحول ما يميّز السيف بنسخته التقليدية الجديدة، بيّن النصيرات أن سيف ولي عهد الأردن صُنع بالفنون والتقنيات اليدوية ذاتها، التي استُخدمت في صناعة سيف الملك المؤسس عبد الله الأول، موضحًا: "بفارق أنه تم استخراج الحديد من أرض الأردن في جبال عجلون، وتمت صناعته بأيد أردنية".
وكشف النصيرات عن أنه تمت صناعة كل جزء من السيف من الصفر الخام، وليس من مواد مصنعة. بدءاً من الحديد ومراحل عمله الطويلة حتى ينتج فولاذ جوهر مصقول ومعالج.
وبعد صناعة الغمد الخشبي وتلبيسه بالجلد الطبيعي، تمت صياغة الفضة الخام لصناعة المقبض وواقي السيف وأجزاء الغمد بأسلوب التشكيل اليدوي، وبعدها كانت عملية النقش اليدوي.
وفيما يتعلق بنقش الآية القرآنية على نصل السيف (إن ينصركم الله فلا غالب لكم)، أشار النصيرات إلى أنه "بطلب من الملك عبد الله الثاني تمت إضافة الآية القرآنية منقوشة على نصل السيف، وهي دلالة على التزام اّل هاشم بالعهد والحفاظ على الأمانة والعدل والدين".
واختير النصيرات للإشراف على تصنيع السيف، للتأكد من استمرارية العمل حسب الخطة الزمنية الموضوعة، مشيرا إلى أن العمل أنجز بمشاركة أساسية من عبد الرحمن جعفر وهو فني خبير في صناعة فولاذ الجوهر منذ 22 عاما، وعبدالله الغزاوي، لخبرته الطويلة في صناعة السيوف والخناجر التقليدية منذ 25 عاما .
ورأى النصيرات، أن أبرز التحديات المتعلقة بصناعة الأسلحة التقليدية اليوم، يتمثل بعدم وجود مراجع تاريخية متخصصة في مجال صناعة السيوف العربية الإسلامية، إلى جانب ضعف اهتمام عامة الناس بتاريخ السيف ودوره البارز في الحضارة العربية الإسلامية أسوة بباقي الشعوب والحضارات.