دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتمتّع بدو سيناء في مصر، مثل العديد من مجتمعات السكان الأصليين في العالم، بالمعرفة القديمة والثريّة التي تناقلتها الأجيال. وتُشكّل خبرتهم بالنباتات معرفة تم تجاهلها لفترة طويلة.
وقامت المصورة المصرية رحاب الدليل بمهمة لإبراز الهوية البدوية والتراث البدوي قبل عدّة أعوام.
وكان "دليل النباتات في جنوب سيناء (منطقة سانت كاترين)" نتاج مجهوداتها، بالتعاون مع المجتمع البدوي في سانت كاترين.
جسر يربط بين الأجيال
وأرادت المصورة المصرية من خلال عملها على هذا الدليل الميداني إنشاء مساحة يتمكّن فيها أفراد المجتمع من سرد قصصهم الخاصة عبر اتصالهم ومعرفتهم العميقة بالأرض، ما يُثبت أهمية مجتمعات السكان الأصليين في العالم.
وأوضحت الدليل في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: "نُقِلت الكثير من المعلومات الموثقة في الدليل الميداني من جيلٍ إلى آخر عبر التاريخ الشفوي. ولكن عندما تتسع الفجوة بين الأجيال لأسباب اقتصادية وثقافية عديدة، يتعرض هذا التاريخ لخطر النسيان".
وتأمل المصورة المصرية أن يُساعد الدليل الميداني في تجنّب حدوث ذلك، وتأجيج حب الأجيال الشابة تجاه الأرض، إذ قالت: "كان الهدف الأساسي للدليل الميداني إنشاء جسر بين الأجيال الأكبر سنًا والشباب في المجتمع. كما أنّها كانت أيضًا فرصتي للتواصل والتعلّم من أصولي البدوية".
ويجدر بالذكر أنّه تم توزيع الدليل الميداني على المجتمع البدوي لتثقيف الأجيال الشابة، واستخدامه تجاريًا أيضًا لبيع النباتات والأعشاب للسياح.
معرفة تم تجاهلها لفترةٍ طويلة
وأثناء العمل على هذا المشروع التعاوني، جمع أفراد المجتمع البدوي النباتات من جميع أرجاء سيناء.
وأوضحت المصورة: "جمعت ووثّقتُ مُدخلاتهم في دليلٍ ميداني لمدّة عامين".
ويتضمن الدليل صورًا لتلك النباتات، ومعلومات عملية عن مكان وزمان العثور عليها، وكيفية جمعها، وفوائدها، واستخداماتها الطبية أيضًا.
وتُعتبر نبتة العجرم من النباتات المفضلة المُدرجة في الدليل بالنسبة للمصورة، إذ يمكن استخدامها كصابون طبيعي عند غسلها تحت الماء الجاري، إذ أوضحت الدليل أنه "عند استخدامها على الوجه من دون شطفه بالماء، فإنّها تتحول إلى واقي من الشمس".
وسلّطت المصورة المصرية أيضًا الضوء على نبتة البعثران التي تُستخدم لتعزيز المناعة.
وسبق وأن استخدمت الدليل هذا المشروع كجزء من تركيبة فنية شاركت فيها بعدّة معارض للاحتفاء بالمعرفة الثرية للشعوب الأصلية التي "تم تجاهلها لفترةٍ طويلة"، على حدّ تعبيرها.
وتفرّع "دليل النباتات في جنوب سيناء" من مشروعٍ أكبر يُدعى "شوق الغريب للي تقطّع سبيله"، والذي يتمحور حول الهوية البدوية، وفكرة الانتماء.