دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في 19 سبتمبر/ أيلول من العام 2022، أي بعد ثلاثة أيام على وفاة مهسا أميني التي أرسلتها شرطة الآداب الإيرانية إلى "مركز إعادة تثقيف"، بزعم انتهاكها لقواعد اللباس الصارمة في البلاد، أُلقِيَ القبض على المصورة يلدا مويري وضربها وسجنها.
كانت تلتقط صوراً للاحتجاجات في العاصمة طهران، وهي جزء من حركة أوسع تقودها النساء، التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد، على خلفية وفاة أميني البالغة من العمر 22 عامًا.
تم الإفراج عن مؤيري بكفالة في ديسمبر/ كانون الأول، في انتظار استدعائها لبدء عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات بتهم مناهضة للدولة.
وفي شهر يناير/ كانون الثاني، نُشِر مقطع فيديو لمويري عبر وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بها تظهر فيه وهي تجوب الشوارع مرتدية زيٍّ برتقالي اللون وتعلن عقوبتها.
وكانت مويري مُنحت قبل 16 عامًا، الإذن بمتابعة عمليات الشرطة الإيرانية التي تستهدف النساء اللواتي لم يلتزمن بقوانين الحجاب الإلزامي في البلاد.
وفي كتاب "مساحة التنفس"، الذي حررته المديرة الفنية وصاحبة المعارض أناهيتا غبيان اتهادي، تبدو النساء خائفات وغاضبات. وتحجب بعضهنّ وجوههنّ بأيديهنّ، أثناء وضعهن في شاحنات الشرطة.
وقالت اتهادي عن صور مويري التي التقطت في العامين 2006 و2007: "تم اعتقال النساء لأسباب مختلفة: وضع الحجاب بشكل سيّء، أو وضع مساحيق تجميلية على نحو بارز للغاية، أو ارتداء ملابس تعتبر ضيّقة جدًا".
ويجمع الكتاب، الذي نشرته شركة Thames & Hudson، بين أعمال 23 مصورة إيرانية التقطن صورهنّ على مدار ثلاثة عقود.
وتم إصداره خلال أسابيع من إعادة الانتشار «الرسمية» لشرطة الأخلاق الإيرانية في أعقاب الاحتجاجات واسعة النطاق التي أثارتها وفاة أميني، وما تلاها من اعتقالات، وإعدام للعديد من الشباب في جميع أنحاء البلاد.
التصوير الفوتوغرافي كوسيلة للتقدم
وقالت غبيان اتهادي لـCNN، عن الاحتجاجات: "نحن نعيش لحظة تاريخية للمرأة الإيرانية".
وتابعت: "عندما ننظر إلى الوضع العالمي، يمكننا أن نلاحظ حاليًا وعيًا أكبر لجهة المساواة بين الجنسين والمواضيع الاجتماعية الأخرى.. ما يهمّنا هو التقدم الذي تمّ إحرازه والمضي قدمًا، على الصعيد الفني وعلى نطاق أوسع".
ومنذ العام 2001، أدارت غبيان اتهادي معرض Silk Road في طهران، وهو أول مكان مخصص للتصوير الفوتوغرافي المعاصر في إيران، حيث عرض العديد من المساهمين في الكتاب أعمالهم فيه سابقًا.
وقالت عن المعرض: "كان التصوير الفوتوغرافي هامشيًا إلى حد كبير في العام 2001، ومن الصعب حتى اليوم الادّعاء بأنّ التصوير الفوتوغرافي بات جزءًا مقبولًا ضمن المشهد الفني بإيران.. لذلك، واجه بعض الصعوبات بداية لإيجاد مكان يحتضنه"، في إشارة إلى صالة العرض.
وأوضحت: "يعتبر نشر هذا الكتاب أهم وأكثر استدامة من إقامة أي معرض فردي".
وأضافت غيبان اتهادي: "يُسعدني أنه يُمثّل زاوية جديدة من التصوير الفوتوغرافي الإيراني، كما يجمع مجموعة من الفنانات لأول مرة.. هؤلاء النساء، من مختلف الخلفيات والمجالات، ابتكرن أعمالًا مهمة تروي قصة عن إيران ويساهمن في كتابة تاريخها الفوتوغرافي".
وفي حين أن عمل المصورات متنوع من الناحية الأسلوبية، إلّا أنه متّحد في روايته الغنية للقصص واستكشاف مواضيع مثل المساواة بين الجنسين، والبيئة، والحنين إلى الماضي، والألفة، والحرب.
وأوضحت غيبان اتهادي أن الكتاب ليس مرتبًا بحسب التسلسل الزمني أو الموضوع. والهدف من ذلك هو التنقل بين الأجيال.
وتابعت: "الهدف من الكفاح الفني الذي تواجهه المصوّرات التعبير عن أنفسهن ببساطة، وتأمين مساحة للتنفس".