بعد ظهور نجمات مثل دوا ليبا وميغان فوكس بهذا اللون الجريء.. تعرف على التاريخ المفاجئ للشعر الأحمر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ما هو لون العام؟ لا يزال معهد بانتون للألوان يتخذ قراره، ولكن في بعض الأحيان تكون كل الأدلة التي تحتاجها لمعرفة ذلك على قمة رؤوس المشاهير.
في أغسطس/آب، أعادت المغنية بيلي إيليش إحياء تسريحة شعرها التي تٌعرَف بها، وهي عبارة عن خصلات سوداء مع صبغة زاهية عند الجذور. واختارت النجمة اللون الأحمر الكرزي هذه المرة.
وبعد مرور شهر، ظهرت الممثلة ميغان فوكس للمرة الأولى بشعرٍ قرمزي اللون، كما ظهرت نجمة البوب دوا ليبا بخصلات حمراء في أكتوبر/تشرين الأول. كما ظهرت الخصلات الحمراء في عروض أزياء خريف وشتاء عام 2023 لعلامات شملت "بربري"، و"رودارتي"، و"غوتشي"، و"ميسوني".
ولكن لا تُعتَبَر جاذبية الخصلات النارية صيحة عصرية جديدة، فهي تتمتع بتاريخ واسع بشكلٍ مدهش.
ولكن اعتُبِر لون الشعر هذا مخيفًا ومرغوبًا به في الوقت ذاته منذ مئات الأعوام.
وخلال ذروة محاكمات الساحرات في أوروبا في القرن الـ15، اعتُبِر الشعر الأحمر علامة من علامات الشيطان، ودليلاً كفيلاً بقتل صاحبه أحيانًا.
ولطالما اعتُبِرت الخصلات الحمراء مختلفة، بحسب مؤرخة الشَّعر، راشيل جيبسون.
وقالت جيبسون في مقابلة عبر الهاتف: "تم تصوير يهوذا في الإنجيل بامتلاك خصلات حمراء، وبالمثل، كان شعب الغال والاسكتلنديين القدماء، وهم الأفراد الذين كانوا يهاجمون ويغزون (إنجلترا)، يميلون للتمتع بشعر أحمر".
ولذلك كان أصحاب الشعر الأحمر "يمثلون الغزاة" منذ العصور المبكرة، وفقًا لما ذكرته.
ولكن بالنسبة للبعض، كان التفرد الذي يوحي به الشعر الأحمر أمرًا نادرًا وقويًا للغاية.
وخلال فترة حكمها في القرن الـ16، كانت خصلات الملكة إليزابيث الأولى الحمراء المجعدة خيارًا متعمدًا، ولم تكن سمة طبيعية.
ووفقًا لمؤلفة كتاب "الأحمر: تاريخ طبيعي لأصحاب الشعر الأحمر"، جاكي كوليس هارفي، ارتدت إليزابيث الأولى الشعر المستعار معظم حياتها.
وكان بإمكانها اختيار أي لون، ولكنها اختارت اللون البني المائل للحمرة، وقيل إنّها صبغت فرو خيولها باللون ذاته للتماشي مع إطلالتها.
وقالت جيبسون: "عندما جلست إليزابيث الأولى على العرش، كان الشعر الأحمر رائجًا"، وأضافت: "صبغ الرجال والنساء في البلاط شعرهم باللون الأحمر لإظهار ولائهم".
وعلى مر التاريخ، كانت الخصلات الحمراء جزءًا من صيحات الموضة بشكلٍ متكرر.
وفي منتصف وأواخر القرن الـ19، رسم فنانو "ما قبل الرفائيلية" (pre-Raphaelite)، مثل غابرييل روسيتي، حسناوات بخصلات حمراء بشكلٍ حصري تقريبًا، بينما أشار أحد الصحفيين المختصين في الموضة بعام 1923 إلى أنّ لون الشعر هذا اجتاح العاصمة الفرنسية باريس.
ولا يزال جذب الانتباه هو الدافع الأساسي وراء لون الشعر هذا اليوم.
وقالت مصففة شعر المشاهير، جينا باري، لـ CNN في رسالة عبر البريد الإلكتروني: "الأشخاص الذين يرغبون في تجربة الشعر الأحمر لأول مرة يريدون القيام بأمر مثير.. إنّهم يرغبون بإظهار الثقة والتميز وسط حشد من الناس".
ولهذا اللون بالتحديد ميزة اقتصادية للعملاء، بحسب مصففة الشعر المقيمة في شيكاغو، نيكول كينين.
وأوضحت كينين في مقابلة عبر الهاتف أنّه من السهل تحقيق اللون الأحمر مقارنةً بالأشقر، "خاصةً للشعر الغامق بدرجة أكبر، فالاعتناء باللون الأشقر مكلف للغاية".