دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اكتشف علماء الآثار الذين يعملون في وسط العاصمة البريطانية لندن، مدفنًا يحتوي على سرير خشبي استُخدم في جنازة رومانية.
وعثر فريق من متحف لندن للآثار (MOLA) على هذا الاكتشاف بالقرب من جسر هولبورن، في قلب وسط لندن، على عمق ستة أمتار (20 قدمًا) تحت مستوى الشارع الحديث.
وتُعَد صور الأسرّة المستخدمة في الجنازات، شائعة بالفن الروماني. لكنّ السرير الذي عُثر عليه في هذا الموقع، حافظ عليه الطين الرطب في قعر النهر الجوفي "ريفر فليت"، وهو أول نموذج كامل من نوعه يُكتشف في بريطانيا.
وصُنع السرير من خشب البلوط عالي الجودة، ويتميّز بأقدام منحوتة، ومفاصل مثبتة بأوتاد خشبية صغيرة. ويذكّر بالأثاث المسطّح المعاصر في يومنا هذا، كما تمّ تفكيكه قبل وضعه داخل القبر.
وأفادت هيذر نايت، مسؤولة المشروع لدى متحف لندن للآثار، في بيان لها، أنّ مستوى الحفظ للاكتشافات الخشبية "أذهلنا حقًا".
وقال مايكل مارشال، متخصص الاكتشافات لدى MOLA، لـCNN إنّ "الأثاث الخشبي الروماني لا يبقى إلا في ظل ظروف استثنائية"، مضيفًا أن السرير فريد من نوعه "من حيث تفكيكه ووضعه على الأرض بالكامل".
هذه الاكتشافات الرومانية عُثر عليها في أحدث الطبقات التي تم العمل عليها بهذا الجزء من الموقع، عبر تاريخ لندن. وبحسب ما ذكرته وزارة الشؤون البلدية، كشفت الحفريات أيضًا عن وجود مقبرة أخرى في الموقع تعود للقرن السادس عشر.
وعقب الدمار الذي خلفه حريق لندن الكبير في عام 1666، شهد الموقع انبثاق حياة جديدة، مع بناء المنازل، والمتاجر، وحانة، استُبدلت جميعها في ما بعد بمستودعات فيكتورية.
ونصً آخر تعديل طرأ على الموقع بتحويله إلى مكاتب لشركة المحاماة العالمية "Hogan Lovells"، التي تعتزم عرض بعض الاكتشافات الأثرية.
وبالإضافة إلى بقايا الهياكل العظمية، استخرج علماء الآثار أيضًا مقتنيات شخصية من الموقع الروماني، مثل الخرز، وقنينة زجاجية، ومصباح مزخرف.
وأوضح مارشال أنّ اكتشاف مثل هذه القطع الأثرية بالمثوى الأخير لبعض السكان الرومان الأوائل في لندن، يسمح لعلماء الآثار بمواصلة استكشاف الدور الذي لعبه الأثاث في الجنازات الرومانية، ويسلّط ضوءًا جديدًا على مثل هذه الطقوس.
وتأتي أحدث الاكتشافات في أعقاب اكتشاف ضريح روماني "نادر للغاية" العام الماضي، أسفل موقع بناء في جنوب لندن، على مقربة من الضفة الجنوبية لنهر التايمز.