دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اختتمت فعاليات حفل الزفاف الأكثر انتظارًا في الهند لهذا العام يوم الأحد، وذلك بعد احتفال استمر لمدة ثلاثة أيام شهد حضور العديد من المشاهير لمباركة الزوجين الشابين.
وتزوج أنانت أمباني، وهو نجل أغنى رجل في آسيا، من صديقته راديكا ميرشانت في مومباي بحفل فخم حضره العديد من المشاهير مثل كيم وكلوي كارداشيان، ورئيسي الوزراء البريطانيين السابقين، ونجوم الرياضة، وبعض أشهر الأسماء في بوليوود.
وأعقب حفل الزفاف حفل مباركة يوم السبت، حيث تمنى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، للزوجين الشابين وعائلتيهما أطيب التمنيات.
واختتمت احتفالات نهاية الأسبوع يوم الأحد بحفل استقبال فخم، أو "Mangal Utsav" (مهرجان النعيم)، غادر الحاضرون بعده مومباي.
ولم تبخل عائلة أمباني بتكاليف هذا الزفاف، وهي العائلة التي تقف وراء أكبر شركة خاصة في الهند، أي "رليانس" للصناعات المحدودة.
وقد أسّس هذه المجموعة جد أنانت، ويديرها الآن والده موكيش الذي تفوق ثروته 122 مليار دولار، وفقًا لمجلة "فوربس".
واستضاف مركز جيو العالمي للمؤتمرات الذي تملكه عائلة أمباني، فعاليات الزفاف طوال عطلة نهاية الأسبوع.
وتحول المركز الذي يتسع لـ 16 ألف شخص، إلى نسخة مصغّرة عن مدينة فاراناسي الهندية المقدّسة، مع زينة تميزت بتركيبات من الزهور، وأطقم ضيافة باهظة مزينة بالذهب والفضة.
وشهد الحفل على مدار ثلاثة أيام إطلالات متعددة للعروسين والمصممة خصيصًا للاحتفال بتراث البلاد وثقافتها.
وكانت إطلالة العروس من توقيع علامة الأزياء الهندية "أبو جاني سانديب خوسلا"، وتميزت بتطريز "زردوزي" باللون العاجي على الحرير وطرحة بطول 5 أمتار.
وقامت ميرشانت بتبديل إطلالتها بفستان فاخر باللونين الأحمر والذهبي من أجل "vidai"، أي الحفل الذي تقوم فيه العرائس الهنديات بتوديع أقاربهن بشكل رمزي قبل الانضمام إلى عائلة العريس.
وفي هذه الأثناء، وصل أنانت إلى السجادة الحمراء مرتدياً "شرواني" - وهو معطف خارجي بأكمام طويلة - باللون الذهبي مع حذاء رياضي. وفي حفل الزواج، ارتدى أنانت "شرواني" أحمر اللون، مع قلادة خضراء كبيرة.
وفي حفل مباركة يوم السبت، ارتدىت ميرشانت مرة أخرى إطلالة مصممة خصيصا من "أبو جاني سانديب خوسلا"، الذي تعاون مع الفنان والنحات المعاصر جاياسري بورمان لإنشاء زي فريد من نوعه مطرّز بالذهب الحقيقي.
وأوضحت مصممة الأزياء ريا كابور، عبر منصة "إنستغرام"، أن زي ميرشانت يحتفل باجتماع الزوجين "من خلال صور ذات معنى عميق".
وخلال حفل الاستقبال يوم الأحد، امتزجت أزياء الضيوف باللباس الهندي الكلاسيكي والأساليب المعاصرة.
وارتدت ميرشانت مشدًا ذهبيًا معدنيًا من مجموعة ألتا مودا للأزياء الراقية من "دولتشي آند غابانا"، وتنورة ووشاح باللون ذاته من تصميم المصممة الهندية أناميكا خانا.
أشهر من التخطيط
ليس من المعروف على وجه التحديد كم أنفقت عائلة أمباني على الاحتفالات، رغم أن تقديرات البعض أشارت إلى أن المبلغ فاق مئات الملايين من الدولارات.
وعمل المطلعون لعدة أشهر على تحقيق رؤية الزوجين، وتعاونوا مع العائلة لجلب التفاصيل المعقدة، بدءًا من تنسيق الزهور إلى تصميم الديكور.
وقد كُلّف مصمم حفلات الزفاف الشهير بريستون بيلي، الذي تعاون مع مشاهير مثل لاعبة التنس الأمريكية سيرينا ويليامز ولاعب كرة السلة الأمريكي ليبرون جيمس، بإنشاء تركيبات فنية من الزهور من أجل حفل نهاية الأسبوع.
وفي حديثه لـ CNN عبر البريد الإلكتروني قبل حفل الجمعة، أشاد بيلي باهتمام والدة أمباني، نيتا، بالتفاصيل.
وقال بيلي: "لم يكن الأمر أقل من عبقرية خالصة، وهي (نيتا) تركّز حقًا على جلب المواهب الإبداعية الهائلة في الهند إلى العالم من خلال حفلات الزفاف هذه".
وتضمنت إبداعاته النحتية عرضًا عملاقًا لبالونات الهواء الساخن وأكثر من 60 مجسمًا يتخذ شكل حيوانات من الأزهار، بما في ذلك الزرافات، وقرود تجلس على الأشجار داخل المكان، وحصان عملاق مصنوع من الزهور الحمراء والوردية.
النقد والاستدامة
وسيطرت تفاصيل الاحتفالات على عناوين الأخبار المحلية وأثارت ضجة على منصات التواصل الاجتماعي، لكن انتقد الكثيرون في الهند، وهي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، مظاهر البذخ هذه في بلد يعاني من فجوة ثروات صارخة ويعيش فيه الملايين من السكان بحالة من الفقر.
من جانبه، كتب الممثل الكوميدي شاميتا ياداف، الذي يُعرف على منصات التواصل الاجتماعي باسم "The Ranting Gola" أنه "من العار أن يحتفل الناس بعدم المساواة بالدخل في بلد نحتاج فيه إلى إعادة توزيع الثروة".
ورأى البعض أنه بالإضافة إلى التكلفة المالية الهائلة لحفل الزفاف، كانت هناك تكلفة بيئية أخرى، إذ عادةً ما ينتج عن حفل زفاف في الهند، والذي يحضره نحو 300 مدعو ما بين 1.5 إلى 2 طن من النفايات، وحوالي 30 إلى 40 طنًا من انبعاثات الكربون، وذلك وفقَا لما ذكره أشوين مالواد، وهو المؤسس المشارك لشركة "Greenmyna"، الاستشارية لحفلات الزفاف المستدامة، ومقرها مومباي.
وتشمل مصادر الانبعاثات ولائم المأكولات، والطاقة المستخدمة في عروض الإضاءة، والطائرات الخاصة، والرحلات البحرية.