دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- "قدّمتُ لمحة عن قوتّهنّ وصمودهنّ وتضحياتهنّ خلال مرحلة من التاريخ (اللبناني)، بَرَزْنَ فيها كبطلات وسط بيئتهنّ وعائلاتهنّ مع تولّيهنّ أدوارًا جديدة في المجتمع"، هذا ما قالته المصوّرة اللبنانية، كارمن يحشوشي، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
غالبًا ما يتم تسليط الضوء على الرجال في الحروب. لكنّ يحشوشي قرّرت قلب الموازين في سلسلتها الفوتوغرافية "My Mother’s Gun"، أي "بندقية والدتي".
أظهرت من خلالها الأثر الدائم للحرب الأهلية اللبنانية على النساء تحديدًا، والأدوار المحوريّة التي لعبنها وسط الفوضى والدمار.
وبسبب شعورهنّ بفقدان الأمان، وجدت العديد من النساء، لا سيّما في قرية يحشوش اللبنانية، حاجة إلى اقتناء السلاح من أجل حماية أنفسهنّ وعائلاتهنّ من أي خطر يُهدّد سلامتهنّ الشخصية.
ففي الصورة الرئيسية من سلسلتها الفوتوغرافية، نجحت يحشوشي بالتقاط مشهد وحيد لفيكتوريا مع مسدّسها قبل أن تنفد بطارية كاميرتها.
أخرجت فيكتوريا مسدّسها الملفوف بمنديل أصفر من الخزانة، ثمّ جلست على سريرها وحملته بيدها. لم تطلب يحشوشي منّها تعديل وضعيّتها لأنها كانت "مثاليّة"، بحسب المصورة اللبنانية.
رغبت يحشوشي، خلال تصوير سلسلتها الفوتوغرافية المؤلفة من 6 صور، بإظهار هؤلاء النساء كبطلات، لا كضحايا.
وقالت: "في كثير من الأحيان، الحياة ليست كل تجربة مررنا بها، بل ما نُخزّنه من الذكريات التي اخترناها وتمسّكنا بها. الأمر برمّته متّصل بخياراتنا للحظات نتذكّرها".
وتعتبر يحشوشي أنّ التصوير الفوتوغرافي يشكّل محور هذه الفكرة.
ولفتت إلى أنّ ما أرادت التعبير عنه يتمركز حول أهمية العاطفة والذاتية لحظة مشاهدة صورة. قد ترى نفسك في قصتهنّ الشخصية، أو تختبر مشاعرهنّ، أو ستذكّرك بشخص مميز.
وُلدت ونشأت يحشوشي في باماكو، عاصمة جمهورية مالي. في عام 2010، انتقلت إلى لبنان للحصول على درجة البكالوريوس بالتصوير الفوتوغرافي من جامعة سيدة اللويزة.
ورثت يحشوشي حبّ التصوير من والدها الذي كانت تستعير كاميرته في فترة طفولتها، إلى أن امتلكت واحدة خاصة بها في عمر الـ13 عامًا.
وقالت: "في ذلك اليوم، عرفت أنّي أريد أن أصبح مُصوّرة.. كان من الواضح أنّني شخص حالم.. وأطمح للسفر حول العالم والتقاط الصور".