دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتمتع حقبة التسعينيات بميزةٍ تجعل الأشخاص الذين عايشوها يشعرون بالحنين إلى الماضي.
وينطبق الأمر أيضًا على الفنانة السعودية، هديل محمد، التي تمزج بين الإبداع والتكنولوجيا لتشكيل أعمال فنية رقمية ساحرة.
وفي سلسة من الصور، أعادت محمد تخيّل كيف كانت ستكون عليه حقبة التسعينيات في المملكة العربية السعودية من نواحي مختلفة، ومنها التصاميم الداخلية للمنازل.
وفي مقابلة مع موقع CNN بالعربية، قالت محمد: "كان هناك سحر فريد للديكورات الداخلية للمنازل في التسعينيات، ما جعلها توحي بالدفء والراحة".
وصنعت الفنانة هذه الصور الرقمية باستخدام الذكاء الصناعي، ومن ثم قامت بتحسين التفاصيل الدقيقة، وتعديل العناصر باستخدام برامج فنية خاصة.
"أكثر من مجرد مكان"
وأضافت الفنانة السعودية أنها هدفت إلى تسليط الضوء على طراز الـ"ريترو" (النمط الرّجعي) في المملكة، والذي ربما تلاشى أمام ظهور الصيحات الجديدة، وذلك من خلال الموضة، والديكور الداخلي، والألوان المستخدمة، وأسلوب الحياة خلال تلك الفترة.
وفي الصور التي ابتكرتها، يمكن رؤية التصاميم الداخلية بألوانها الجريئة، والزاهية، بينما تتزين عناصر من السجادات، والأرائك، بأنماط مزخرفة.
وشرحت الفنانة السعودية: "حددت الألوان الخشبية الدافئة والألوان الترابية الغنية الأجواء، وكان السجاد باللون الأحمر الداكن، والأخضر، والبني، بينما كانت الستائر سميكة، وفاخرة، ومصنوعة من الأقمشة الناعمة مثل المخمل، وكانت قطع الأثاث كبيرة الحجم ومريحة".
واستخدمت الفنانة السعودية صورها العائلية القديمة كمصدرٍ للوحي، وشرحت: "لاستعادة جمال وبهجة تلك الحقبة، أعود دائمًا إلى الصور العائلية القديمة من التسعينيات للإلهام. وتنقلني الصور إلى زمن التفاؤل والحيوية الثقافية".
وعند التفكير بالمنزل الذي سكنت فيه خلال فترة التسعينيات في السعودية، أكدت محمد أنه كان "أكثر من مجرد مكان، كان هذا المنزل يمثل العلاقات الحنونة. وكان مكتظًا في الكثير من الأحيان، ولكنه كان يرحب دائمًا بالتجمعات العائلية.. من الأعياد إلى حفلات الزفاف".
وأضافت: "أتذكر عماتي أثناء استماعهنّ إلى أغاني عبد المجيد عبدالله وراشد الماجد، وتبادل الأحاديث حتى ساعة متأخرة من الليل".
وأشارت محمد إلى أن التصميم الداخلي شجع الاتصال الوثيق بين الأفراد عبر الأثاث المريح.
ووجدت الفنانة السعودية أن التصاميم الداخلية اليوم تختلف بشكلٍ كبير عما شهدته في الماضي، وشرحت: "من ملاحظاتي لمنازل اليوم، يبدو أن اتجاهات التصميم الداخلي تتحول نحو جمالية أكثر بساطة وحداثة ذات ألوان محايدة. ويبدو أن هناك ابتعاد عن الدفء والراحة الذي ميز المنازل في التسعينيات".
رغم أنّ أعمالها قد لا تعكس أسلوب حياة جميع الأشخاص في تلك الفترة، إلا أنّ محمد أكّدت: "أنا أنتج ما يثير الحنين إلى مشاعر معينة".