يدان عملاقتان تحتضنان معلما شهيرا بصحراء السعودية..ما سرّهما؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير نورهان الكلاوي
حقيقة أم سراب؟ يدان عملاقتان تحتضنان معلما شهيرا في الصحراء السعودية
01:10
حقيقة أم سراب؟ يدان عملاقتان تحتضنان معلما شهيرا في الصحراء السعودية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بأكثر من 100 مقبرة منحوتة بعناية في قلب التكوينات الصخرية برمال صحراء شبه الجزيرة العربية، يبرز موقع الحجر الأثري كمتحف تاريخي مفتوح في محافظة العُلا، ووجهة فريدة من نوعها نابضة بأسرار حضارات قديمة عمرها آلاف السنين، وهو أول موقع أثري بالمملكة العربية السعودية يندرج ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. 

وفي مشهد جوي مثير للدهشة والرهبة، تظهر  إحدى المقابر النبطية الأثرية في الموقع تحيط بها يدان عملاقتان، وكأنهما تخرجان من رمال الصحراء، فما حقيقتها؟ (شاهد الفيديو أعلاه)

وكشفت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا عن تعاونها مع الفنان الأمريكي ديفيد بوبا في حملة تحمل عنوان "إرثنا مسؤوليتنا"، تهدف إلى تعزيز أهمية الحفاظ على التراث السعودي في محافظة العُلا.

وباستخدام مواد طبيعية من بيئة موقع الحجر الأثري، يقدّم بوبا عملا فنيا مؤقتًا يؤكد على أهمية العناية بالتراث والمحافظة على الآثار  والمواقع التاريخية.

وقال بوبا لموقع CNN بالعربية إنه  أراد أن يشيد بالتاريخ الغني والأهمية الثقافية للمنطقة، وخاصة موقع الحِجر الأثري، موضحًا: "يُعد هذا العمل الفني، في جوهره، بمثابة دعوة وتذكير بأهمية حماية تراثنا المشترك".

ويهدف مشهد اليدين المنبثقتين من الرمال إلى إثارة شعور بالحماية والرعاية، وحث المشاهدين على ضرورة تحمّل مسؤولية مشتركة والتعاون في سبيل الحفاظ على التراث والمواقع التاريخية وأهمية العناية بها. 

وفي البداية، لم يكن من السهل على بوبا الاختيار بين الرموز المختلفة التي يمكن أن تجسد معنى "الرعاية والحماية"، حتى اهتدى في نهاية المطاف إلى شكل اليدين باعتبارهما أقوى تمثيل لتلك الرسالة، وفقا لما قاله.

وأوضح أنه قام بدمج التصميم "مع الأنماط العربية والألوان الصحراوية الدافئة لخلق إحساس بالعصور القديمة والجمال المكتشف، ما يضمن عدم فرض العمل الفني على الموقع".

وحرص بوبا على أن تبدو اليدين وكأنهما تجمعان الرمال تحت الموقع، لترمزان إلى الحماية ومرور الوقت، على غرار رمال الساعة الرملية.

وأضاف أن "هذا العمل بمثابة تذكير بأن هذا الموقع قد يتلاشى، مثل الفعل الفني، إذا لم نهتم به"، موضحًا أنه "باعتباره أول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة، فإنه بمثابة شاهد على براعة وإبداع الحضارة النبطية. إنه أشبه بالنظر عبر نافذة إلى الماضي وأسلوب الحياة القديمة".

ومن أجل إنشاء هذا العمل الفني، استخدم بوبا الأصباغ الطبيعية، ومزجها مع الماء لتكوين ما يسميه "ماء الأرض".

وأشار بوبا إلى أن عملية إنشاء العمل الفني في الموقع استغرقت عدة أسابيع، بدءًا من التخطيط الدقيق وحتى ضربة الفرشاة النهائية.

وتتطلب العمل على كل يد، وتمتد كل منهما لأكثر من 100 متر، اهتمامًا دقيقًا بالتفاصيل والتنسيق مع فريق عمل الفنان، حسبما ذكره.

وأضاف: "آمل أن يكون هذا المشروع بمثابة جسر بين الفن والمجتمع، ودعوة للسكان المحليين ليصبحوا أوصياء على تراثهم من خلال مبادرات مثل حملة إرثنا مسؤوليتنا".

وتُعد المدافن الأثرية في منطقة الحجر متحفًا تاريخيًا مفتوحًا، حيث تتواجد منحوتات حجريّة تكشف عن طقوس ومعتقدات الحضارات القديمة. ويصل عدد المقابر النبطيّة إلى نحو 110 مقبرة أثريّة، دُفن فيها علية القوم من قادة، وفرسان، ومعالجين، وفقا لما ذكره الموقع الرسمي للهيئة السعودية للسياحة "روح السعودية".

وتضم العُلا عدداً من المواقع التاريخية أبرزها موقع الحجر الأثري ودادان التي كانت عاصمة مملكتي دادان ولحيان، والبلدة القديمة ومدينة قرح الأثرية وآلاف المواقع والنقوش القديمة، بالإضافةً إلى معالمها السياحية وبيئتها الطبيعية الخلابة التي باتت مقصدا للسياح من مختلف دول العالم.