دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تُعتبر منطقة الراس إحدى المناطق التراثية في مدينة دبي الإماراتية، وواحدة من أقدم المناطق التجارية فيها.
وتتمتع المنطقة، الواقعة في ديرة بالتحديد، بقواربها الخشبية التي حُفرت عليها علامات الزمن، وأسواقها المتواضعة التي تبيع مختلف المنتجات، مثل المجوهرات والبهارات الذي يصل عبقها لأنوف المارّة.
وفي سلسلة طغى عليها اللونان الأبيض والأسود، سلّطت المصورة الفوتوغرافية المصرية، فرح أبو السعود، الضوء على العمال الذين يجعلون هذه المنطقة التاريخية كما تبدو عليه اليوم.
وقالت أبو السعود في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية: " كانت غالبية أعمالي (الفوتوغرافية) قبل هذه السلسلة عبارة عن صور بورتريه تُلتَقط في استوديو، وأردت أن أتحدى نفسي لأوثق سلسلة في شوارع الراس تحتوي على عناصر من فن البورتريه، ولكن ذات موضوع عفوي".
عمال الراس المجتهدين
واعتبرت المصورة المصرية هذه السلسلة، التي وثقتها في عام 2019، بمثابة "دراسة لهؤلاء العمال المجتهدين في منطقة الراس"، على حدّ تعبيرها، مع تصوير ها لعاداتهم اليومية من دون ترشيح، أو إعادة تحرير، وبدون مطالبتهم بفعل أي شيء لم يكونوا يفعلونه بشكلٍ طبيعي بالفعل.
وفي الصور التي التقطتها بتقنية التصوير التناظري، يمكن رؤية رجل أثناء وقوفه أمام مياه خور دبي في لحظةٍ من السكون، بينما أخذ بعضهم قسطًا من الراحة على سطح شحنات البضائع المكدسة فوق بعضها البعض.
ووصفت أبو السعود منطقة الراس بكونها منطقة "مليئة بالحياة والطاقة على مدار العام"، موضحة أنها تتميز عن باقي مناطق دبي بـ"مدى بساطتها وتواضعها مقارنةً بمراكز التسوق، أو غيرها من المواقع السياحية الأحدث في المدينة".
وبالنسبة لها، تتمتع منطقة الراس بطابعٍ من شأنه أنّ يُعيدك بالزمن إلى الوراء، وشرحت قائلة: "ستُشعِرك كل زاوية وكأنّك تعيش في قلب دبي التاريخي، لأنّها تقدم لمحة من ماضي المدينة النابض بالحياة، والذي لا يزال يعمل بالطريقة ذاتها حتى يومنا هذا، عندما يرتبط الأمر بتجارة السلع، والتوابل، والذهب".
"منزلهم الأول"
شعر العمال في المنطقة بحماسة كبيرة بشأن فكرة التقاط أبو السعود لصورهم، إذ قالت: "بعضهم كان يأمل أن يتمكن من رؤية الصور، ومشاركتها مع عائلاتهم في بلدان أخرى".
وأكّدت أبو السعود: "كان التعامل معهم بسيطًا جدًا ومباشرًا لأنهم كانوا يتمتعون بالود.. حتى لو لم يتمكنوا من رؤية الصورة بعد ذلك (نظرًا لتصويرها باستخدام الفيلم الذي يحتاج للمعالجة لإظهار الصور)".
ولم تستطع المصورة المصرية التواصل معهم بشكلٍ كامل لعدم إتقانها اللغة الهندية أو الأردية.
وخلال تجربتها بين زوايا منطقة الراس، وعودتها إلى المنطقة مرارًا وتكرارًا لشهر تقريبًا، استنتجت المصورة المصرية أنّ القوارب التي عمل على متنها العمال كانت بمثابة "منزلهم الأول"، حيث كانوا يقضون فيها أشهرًا متتالية قبل الوصول إلى وجهاتهم بغرض التجارة.
وقالت أبو السعود: " كان الهدف الأساسي من هذه الصور يتمثل بعكس حياة هؤلاء العمال، وإظهار تحليهم باللطف، والتواضع، وحب الحياة".