دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بلمسة مفعمة بالهدوء، يحوّل هذا المصور الفوتوغرافي شوّق الناس المتأصّل لإيقاع أكثر سكينة إلى صور أشبه بلوحات فنية آسرة.
ويضفي المنظور الفريد للفنان البصري السويدي، ماركوس سيدربيرغ، حياة لكل ما يحيط بنا، وذلك من خلال التفاعل الحيوي بين الألوان والتناقضات والاستخدام البليغ للمساحة السلبية.
وفي مقابلة مع CNN بالعربية، يقول: "بالنسبة لي، يتعلق الأمر بمحاولة التعبير قدر الإمكان، بأقل قدر ممكن من المساحة".
ويرى سيدربيرغ أن الصورة البسيطة ما هي إلا صورة نظيفة بها الكثير من المساحة السلبية، ولكنها مثيرة للاهتمام، ويجب أن تخبرنا بأمر ما أو تثير فضول المشاهد.
وبينما يحاول العديد من المصورين إدخال أكبر قدر ممكن في الإطار، يسعى سيدربيرغ إلى إخراج أكبر قدر ممكن من الإطار، حسبما ذكره.
ويشرح: "يجب أن تكون المساحة السلبية متوازنة، كمشاهد يجب أن تفهم على الفور ما العنصر الذي يجب أن تركّز عليه، فليس مقدار المساحة السلبية هو ما يجعل الصورة البسيطة رائعة، بل التوازن".
ويضيف: "بالنسبة لي، إنه أيضًا توازن بين الواقع والخيال".
ونظرا لأنه كثير السفر، يحمل سيدربيرغ الكاميرا معه في كل مكان، مشيرا إلى أن الأماكن المفضلة لديه للتصوير هي إيطاليا واليونان، حيث وفرة من المنازل الملونة.
ويرى أن وجهات مثل مدينة دبي لا تخل من أشكال العمارة المذهلة.
ويوضح أسلوب التصوير الخاص به قائلا: "نظرا لوجود الكثير من المساحات السلبية في أعمالي، فإن ذلك يجعل الألوان أكثر حيوية وإثارة للاهتمام".
ومن أجل أختيار مواضيعه، يقوم سيدربيرغ بالتفكير بعدة وجهات نظر، سواء أكان يختار لونا أو مبنى بشكل عام، ثم يسأل نفسه هل هو عنصر بارز؟ هل يجذب العين حتى يضعه داخل الإطار؟ وقد يكون هيكلا معماريًا وقد يكون مجرد ظلال أو خطوط.
ويقول: "أحب العمارة الحديثة كما هو الحال في دبي، ولكن أحب أيضًا المباني القديمة ذات الروح. أنا أيضًا أحب النوافذ، وأعتقد أنها معبّرة للغاية".
وأما عن رسالة سيدربيرغ، فيقول: "نحن نعيش جميعًا في عصر من التشتيت والتدّخل المستمر. ومن خلال تجسيد الشعور بالهدوء، أحاول أن أترجم حاجة المجتمع الملحّة لوتيرة أبطأ إلى صور بسيطة".
ويضيف: "من خلال صوري، أحاول ليس فقط أن أجعل المشاهد يشعر بالفضول، بل أروي أيضًا قصة قصيرة. والقيام بذلك من خلال المساحة السلبية يمكن أن يشكل تحديًا حقيقيًا في بعض الأحيان!".
وقد نالت صور سيدربيرغ الثناء والإعجاب من قبل متابعيه على منصة "إنستغرام"، الذين وجدوا أعماله مثيرة للهدوء والراحة.