دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- حقق مبيع زوج من جرار الأسماك النادرة تعودان إلى عهد أسرة مينغ في القرن السادس عشر، 9.6 مليون جنيه إسترليني (12.5 مليون دولار) في مزاد، محطمتين بذلك التقدير البالغ مليون جنيه إسترليني (1.3 مليون دولار).
وبحسب بيان صادر عن دار "سوذبي" للمزادات الأربعاء، أشعلت جرّتا الخزف، المصنوعة للإمبراطور جياجينغ، حرب مزايدة استمرت 20 دقيقة بين أكثر من 10 جامعي تحف قبل بيعها في النهاية إلى جامع خاص في آسيا.
وأفادت دار المزادات أنّ "هذه النتيجة الرائعة تجعلها أغلى عمل فني صيني يتم بيعه في مزاد على مستوى العالم هذا العام".
وتمثّل جزء من جاذبية المجموعة حقيقة أنّ هذا هو أول عرض لزوج كامل من جرار الأسماك ذات الأغطية في مزاد.
لا يوجد سوى زوج آخر مغطيان ومعروفان ويتم الحفاظ عليهما معًا، وهما يتواجدان في متحف "غيميه" بباريس.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ثلاث جرار فردية معروفة لا تزال تحتفظ بأغطيتها، موجودة ضمن مجموعات خاصة.
وبحسب دار "سوذبي"، تم الاحتفاظ بهذا الزوج ضمن مجموعة عائلية ألمانية لمدة قرن على الأقل.
ولفتت دار المزادات إلى أنّ "نجاتهم لا تقل عن كونها معجزة، حيث تم نقل الجرار إلى مكان آمن مع مجموعة الأعمال الفنية للعائلة أثناء الحرب العالمية الثانية، قبل تدمير منزل العائلة في فيسبادن".
صُنعت الجرار في عهد الإمبراطور جياجينغ 1522 - 1566)، وعكست تقدمًا كبيرًا في إنتاج الخزف، بحسب دار "سوذبيز"، التي سلطت الضوء على "عَظَمة جرار السمك التي أُنتِجت خلال هذه الفترة".
تتميز الجرار بأسماك الشبوط الذهبية التي تظهر وهي تطفو في برك غنية باللوتس والنباتات الأخرى.
وأشارت دار المزادات إلى أنّ "الإمبراطور كان طاويًا متديّنًا، وأنّ الأسماك لعبت دورًا مهمًا في الفكر الطاوي كصورة ترمز للتحرّر من القيود. فقد اعتُبرت رموزًا لحياة سعيدة خالية من الهموم ومتناغمة مع الطبيعة".
وأكد نيكولاس تشاو، رئيس قسم الأعمال الفنية الصينية لدى دار "سوذبي" للمزادات في آسيا، لـCNN، في مقابلة أجريت معه عام 2017، أنّ سوق الخزف الصيني يشهد إقبالًا منذ بعض الوقت.
وقال: "ما شهدناه منذ الصعود الكبير للاقتصاد الصيني، وخصوصًا منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، يمثّل زيادة مذهلة بالأسعار في هذا المجال".
وأضاف تشاو أنّ "لديك كل هذه الثروة الجديدة في الصين، وأفراد من أصحاب الثروات الكبيرة جدًا الذين يتوقون بشدة لاستعادة ماضيهم".
كما أوضح تشاو أهمية صناعة الخزف في التاريخ الصيني.
وقال: "لطالما احتلت صناعة الخزف مكانة مهمة في الصين، رغم وجود تقاليد في أماكن أخرى، في الشرق الأوسط، وفي أوروبا، فإنّ التاريخ في الصين يعود لآلاف السنين".
وأكّد: "لقد صقل الصينيون التكنولوجيا بمرور الوقت وتقدّمهم لا مثيل له في أي مكان آخر في العالم".