دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تحب المصورة الأمريكية المولودة في روسيا أنستازيا سامويلوفا فيلم "باربي". لم تكتف بارتداء بدلة وردية اللون في افتتاح معرض التصوير الفوتوغرافي الخاص بها في متحف متروبوليتان للفنون في أكتوبر/ تشرين الأول، بل أصرت أيضًا على اصطحاب ابنها المراهق لمشاهدة فيلم غريتا غيرويغ لعام 2023، معتبرة أنه مشاهدة نسوية أساسية.
وقالت سامويلوفا لـCNN التي تقطن في فلوريدا: "هل هو مثالي؟ لا. لكنه يتناول مواضيع معقدة جدًا ومثيرة للجدل".
تتذكّر كيف أوقفت شخصية مارغو روبي الرئيسية، باربي، حلبة الرقص المبهجة عندما تساءلت بصوت عالٍ، "هل تفكرون بالموت؟"
ولفتت سامويلوفا إلى أنّ "هذا حرفيًا ما كنت أحاول توصيله. كل هذا وردي وجذاب، لكننا سنموت".
نالت سامويلوفا التي تعرض أعمالها حاليًا في متحف متروبوليتان للفنون بنيويورك، ومعرض ساتشي في لندن، استحسان النقاد لصورها الدقيقة والمحفزة على القلق، لأنها توثق المناظر الطبيعية الوردية الباستيلية المتداعية في فلوريدا. فسلسلة "منطقة الفيضانات" التي أنتجتها عام 2019، في إشارة إلى التصنيف البيروقراطي المزعج الذي يمكن أن يملي غالبًا الحياة أو الموت، تعد بمثابة سجل سريالي خاص بمنطقة تتدهور في الوقت الحقيقي.
وترسم صور الخرسانة المتشقّقة ذات اللون الشاحب، والمسابح المغمورة بالمياه، وأشجار النخيل المقتلعة، والتماسيح النازحة، صورة جديدة ومزعجة لأزمة المناخ.
تبتعد صور سامويلوفا بشكل كبير عن اللغة البصرية للدببة القطبية الجائعة، وحرائق الغابات المشتعلة التي غالبًا ما تملأ البيئة. وتقول: "كل شيء متشابك. لهذا السبب أعتقد أن عزل تغير المناخ باعتباره أمرًا منفصلًا ومجردًا، وربطه بصريًا بذوبان القمم الجليدية، أمر خطير للغاية لأننا نعيش اللحظة الآن. وكل قرار سياسي سيؤثر علينا استنادًا إلى هذا الأساس اليومي".
انتقلت سامويلوفا إلى فلوريدا في عام 2016، حيث تأثرت بالأحداث الجوية القاسية في الولاية، والبنية التحتية القديمة. بدأت على الفور بتوثيق محيطها الجديد. بعد نحو ثماني سنوات، تبدو "منطقة الفيضانات" أكثر أهمية من أي وقت مضى في أعقاب إعصار ميلتون، العاصفة من الفئة الثالثة التي قتلت أكثر من اثني عشر شخصًا، وتركت أكثر من 2.6 مليون من سكان فلوريدا من دون كهرباء.
كان ميلتون الإعصار الثالث في عام 2024، الذي يضرب الولاية. لكن سامويلوفا لا تطلق على نفسها اسم مصورة بيئية. قالت: "أنا أكره التسميات. أعيش في ميامي واختيار الوسيلة بحد ذاتها بالنسبة لي، يترافق مع مسؤولية التفكير بوقتنا. وإلا، فما الفائدة من التصوير؟".
إن المقاربة الخادعة التي تتبعها في التصوير الرصدي، المعتمد على التلميح والتجاهل، مقصود. فقد منحت سنوات عديدة من تصوير التطرف السياسي، والتجميل، والتفكك البيئي، سامويلوفا الوقت للتفكير في كيفية تغليف الرسائل الكارثية. وتتساءل: "كيف يمكنك توصيل هذه المواضيع المعقدة للغاية وجعلها قابلة للربط؟".
وتابعت: "الجزء الأصعب يتمثّل بعدم جعلها مزعجة". تعال من أجل الأرصفة الوردية التي تميز شوارع ميامي، إسوة بالعديد من السياح، وابق من أجل مشاعر الرعب الوجودي اللاحقة. تقول إن ملعقة سكر تساعد على ابتلاع الدواء. (تغير المناخ) موصوم، وأصبح مثيرًا للانقسام، على الأقل حيث أعيش في الولايات المتحدة، لا سيما في فلوريدا. ومن يدري، ربما يلغى عن قائمة المواضيع الجدالية".
لكن أبعد من تقديم سجل موثق حول فلوريدا في الأزمة، هناك أيضًا رواية حزينة في عملها، ومساحة كبيرة للتفسير الإبداعي. إن هواية سامويلوفا المفضلة تكمن بمطاردة أعمالها الفنية في المعرض، أو الجلوس على مقعد المشاهدة، أو العبور بين الزوار مثل "الشبح"، والاستماع إلى كيفية قراءة الناس لصورها. تقول: "إنه أفضل شعور، ترك العمل مفتوحًا بما يكفي ليتمكن الناس من مناقشته بشروطهم الخاصة من دون تقديم الكثير من السرد التعليمي".
هناك صورة واحدة تحديدًا تستحق التحليل. في سلسلة "التمساح" (2017)، يطفو تمساح فوق المشاهد، معلقًا في مياه خضراء موحلة لاذعة. وفي حين التقطت سامويلوفا الصورة في محمية طبيعية ممسكة بالعدسة على مقربة من حوض التمساح، لا يوجد سياق حقيقي لمحيط الحيوان. يمكن أن يكون في أي مكان، يسبح في شارع مغمور بالمياه، أو يتربص تحت سطح بركة مغمورة بالمياه.
قالت سامويلوفا "إنها قصة رمزية، لأنها تنتهي حقًا في برك الناس مثل هذه"، مضيفة أنه بدا وكأن شهرًا بالكاد مر دون تقرير عن هجوم تمساح "لكن هذه الوحوش كانت هنا منذ الأزل. إنه موطنها الأصلي، لذلك نحن الذين نعتدي عليها، وليس العكس".
ترى سامويلوفا أمرًا "بالارديًا" في صورة التمساح التي اختارتها أيضًا لتكون مقدمة لبطاقة عملها، لا سيّما في ما يتعلق برواية الكاتب البريطاني جيه جي بالارد "العالم الغارق"، التي صدرت عام 1962 وتصوّر الأرض بعد نهاية العالم التي استهلكتها المياه. وقالت: "(التمساح) يصعد فوقك نوعًا ما، وأنت بالفعل في قاع ذلك الخزان". "هذا ما تشعر به في فلوريدا. أعني أننا نجلس هنا اليوم ودرجة الحرارة 29 درجة مئوية (84 درجة فهرنهايت). هذا هو شهر نوفمبر/ تشرين الثاني".
لكن لا يُفترض أن تكون السلسلة، متماهية مع وجهة نظر سامويلوفا الشخصية، متشائمة. قالت لـCNN: "ما زلت غير متفائلة حقًا، لكنني متفائلة".
يستكشف مشروعها التالي، بعنوان "التحولات"، هذا الشعور، بالإضافة إلى التركيز بشكل أساسي على التقاط العديد من حلول المناخ التي يتم تنفيذها بالفعل في جميع أنحاء العالم. "كل شيء له أهميته: من الألواح الشمسية، والأسقف الخضراء، إلى الحدائق الحضرية، والمبادرات المؤسسية".
وقالت: "نحن بحاجة إلى القليل من الأمل".