نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قد تثير أفلام الخيال العلمي من هوليوود عن الروبوتات المتوحشة مخاوفنا، ولكن العديد من التهديدات التي نواجهها اليوم وعلى أرض الواقع، ليست خيالاً بل مشكلتها الأكبر تتمثل بارتباطها بالماضي.
وقد لا تملك البرمجيات والأجهزة القديمة السحر ذاته مقارنة بالروبوتات القاتلة، إلا أن البرمجيات الخبيثة والتكنولوجيا القديمة قد تتسبب لآثار مدمّرة لأصحابها.
فالهجوم الخبيث الذي ضرب دولاً مختلفة الأسبوع الماضي، وهجوم "وانا كراي" الذي ضرب العالم الشهر الماضي، هما دليلان ثابتان على ما ورد أعلاه، لكن المشكلة الأكبر هي أن التكنولوجيا الحديثة قائمة بالأساس على برمجيات تحوي العديد من الثغرات والمواقع التي تحتاج التصليح، يقول ويندي ناثر، الخبير في شركة "Duo Security" للأمن الإلكتروني:" لقد أسسنا شبكة معقدة للغاية وسيصعب علينا أن نديرها كمجتمع موحّد، إنه أساس هش يجب علينا تنظيفه وإعادة تأسيسه مرة أخرى."
قد يهمك.. يوروبول: لا يمكن التخلّص من الهجوم الإلكتروني الأخير
أنظمة أساسية مهددة بالخطر
إن الهجومين الإلكترونيين اللذين وقعا مؤخراً استغلا ثغرات في أنظمة تشغيل "ويندوز" غير المحدّثة، ورغم أن "مايكروسوفت" نشرت تصليحات للثغرات "Patches" في مارس/آذار الماضي، لكن لم تلتزم كافة المؤسسات والشركات بتطبيق تلك التعديلات بأنظمتها، حتى أن عدداً من أكبر العلامات التجارية لم تسلم من وقع الهجوم الأخير.
ويقول إريك تشاين، من شركة "Symantec Security Response": "إن فكرة تأثير القراصنة على العالم المادي والبنية التحتي، مثل أنظمة البنوك والمستشفيات والمحطات توليد الطاقة، لم تعد نظريات علمية فحسب، نحن نشهد هذا اليوم."
فعلى سبيل المثال تمكن قراصنة روس من تعطيل محطة توفير الطاقة الكهربائية في أوكرانيا في عامي 2015 و2016، كما أن عمليات مراقبة الإشعاعات المتسربة من محطة "تشيرنوبل" النووية توقفت بفعل هجوم الأسبوع الماضي، ما أدى إلى إتمام المراقبة يدوياً، (التفاصيل: محطة "تشيرنوبل" النووية تتعرض لهجوم إلكتروني)
التهديدات الأمنية المخبأة
ورغم أن هجمات "بيتيا" و"وانا كراي" و"ميراي" احتلت عناوين الانباء، إلا أن العديد من الهجمات لا تلاحظ، إذ تشير وزارة العدل الأمريكية إن العالم شهد أكثر من أربعة آلاف هجوم يومياً العام الماضي.
وأظهر مسح للرأي أجرته شركة "Farsight Security" بأن 49 في المائة من خبراء الأمن الإلكتروني شهدوا هجمات مماثلة لـ "وانا كراي" لكن لم يسمع عنها العامة، و79 في المائة منهم قالوا إنه وقع ثلاث مرات العام الماضي.
وفي الهجمات الأخيرة استخدم القراصنة أداة اسمها "EternalBlue" والتي قيل بأنها تسرّبت من وكالة الأمن القومي الأمريكية، وهذا التسريب ضم أدوات أخرى أحدها اسمه "DoublePulsar" ورغم أن "مايكروسوفت" وفرت إصلاحات لكلا الأداتين، إلا أن 12 ألف خدمة لا تزال مصابة بـ "DoublePulsar"، غلا أن هجوم "وانا كراي" أدى إلى انخفاض الكمبيوترات المهددة إلى 10 آلاف.
أيضاً.. ما هو الهجوم الإلكتروني الذي يجتاح العالم؟ وكيف يختلف عن "وانا كراي"؟
ما الذي يتوجب علينا فعله؟
الخبر السار هنا يكمن بأنه لا يزال أمامكم فرصة لحماية معلوماتكم، وهذا يتمثل أولاً بتحديث أنظمة تشغيلكم، وتغيير كلمات السر المولّدة تلقائياً واستخدام عاملَيْن لتأكيد الهوية
كما أن السلطات الأمريكية والعديد من الحكومات حول العالم بدأت التركيز على الأمن الإلكتروني، بعقد ورشات تدريبية للحفاظ على الامن الإلكتروني للأفراد والمؤسسات والشركات على حد سواء.