أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- قد تملك السيارات ذاتية القيادة أحدث أنواع التكنولوجيا وأكثرها تطوراً وتعقيداً، لكن قد يتوجب غسلها بالشكل اليدوي التقليدي.
فرغم التطور الهائل الذي شهدته صناعة غسيل السيارات، إلا أن السيارات الذكية قد تتطلب لمسة بشرية للحفاظ على أدائها.
فهنالك مجموعة من المشاكل التي قد تتضمن وضع هذه السيارات بالمغاسل الأوتوماتيكية، وفقاً لما يشير إليه الخبراء.
فمثلاً قد تؤدي بقايا الصابون أو رذاذ الماء بعد جفافه إلى التشويش على عدسات السيارات الذكية، كما يمكن للفراشي القاسية التي ألفناها بمغاسل السيارات الأوتوماتيكية أن تؤثر على أجهزة الاستشعار للسيارات الذكية ما قد يؤدي إلى اختلال دقتها وانعدام التوازن فيما بينها، بل وقد يتحول الوضع إلى الأسوأ، إذ يمكن لأجهزة الاستشعار أن تنكسر، والتي قد تبلغ قيمتها أكثر من 100 ألف دولار.
"وايمو" و"أوبر" تتوصلان لتسوية قضائية بمجال السيارت ذاتية القيادة
كما سيتطلب تنظيف الهيكل الخارجي للسيارات ذاتية القيادة أكثر من تلك التقليدية، لأنه يتوجب أن تزال أي عوائق أمام أجهزة الاستشعار، فالغبار والحشرات الميتة ومخلّفات الطيور أو بقع المياه يمكنها التأثير على قدرة السيارة بالحفاظ على معايير الأمان.
وقد أحيلت لشركة "Avis" المتخصصة بالاعتناء بأساطيل ضخمة من السيارات، مهمة تنظيف شاحنات شركة "وايمو" ذاتية القيادة، وتعبئتها بالوقود، "وايمو" هي شركة فرعية لشركة الأم التي تتبع إليها "غوغل".
وقد عدّلت "Avis" ثلاثاً من فروعها في منطقة "فينكس" الأمريكية للاعتناء بالشاحنات من موديل "Chrysler Pacifica"، وقد ذكر مدير الابتكار بالشركة أرثر أوردونا لـ CNN إن العملية تتطلب "عناية كبيرة وتركيزاً"، مضيفاً "نحن نوفر لهم مستوى رائداً من الخدمة لا أعتقد بأن أي شركة بقطاع السيارات تحظى بها."
لكن أوردونا لم يذكر كيفية غسل الشركة للمركبات ذاتية القيادة، إلا أن شركة "Aptiv" و"تويوتا" "Drive.AI" و"أوبر وصفت لـ CNN باستخدامها قماشاً بألياف ضئيلة "microfiber" بإضافة الكحول أو المياه أو منظفات الزجاج.
وبالظروف الجوية الباردة أو المثلجة تقوم "أوبر" بإضافة منظفات زجاج السيارات ورشها على عدسات الكاميرا وتستخدم نفخة قوية من الهواء للتخلص من أي بقايا للمنظفات.
من داخل ساحة المعركة ضد قرصنة السيارات ذاتية القيادة
وتستخدم "تويوتا" الكحول بقطعة قماش لتنظيفات عدسات سياراتها الذكية، وفي بعض الأحيان قد تلجأ لمناديل التنظيف المبلّلة، أما شركة "May Mobility" الناشئة فتستخدم الماء فقط على قطعة قماش لتنظيف سياراتها الذكية.
وفي الوقت ذاته، تلجأ بعض الشركات مثل "Cruise" وهي مجموعة متخصصة بالقيادة الذاتية وتابعة لشركة "جنرال موتورز" إلى تصميم أدوات متخصصة لتنظيف عدسات سياراتها الذكية، وهذا قد يخفف من عبء الحاجة إلى التنظيف اليدوي.
أما شركة "Seeva" فتطوّر تكنولوجيا مماثلة بنظام يعمل على رفع حرارة سائل التنظيف لأكثر من 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية) لترشها على سطح السيارة وتتخلص من أي حشرات أو تراب أو جليد.
ولكن ومع كثرة أجهزة الاستشعار داخل السيارات الذكية، فإن الرئيسة التنفيذية لشركة "Seeva"، دايان لاسينغر، لا تتخيل بأن مثل هذه الطرق ستتمكن من تنظيفها جميعاً أو حتى تنظيف الرادار أو ما يعرف باسم "LiDAR" فهي كلمة لاختصار جملة"Light Detection and Ranging" ، أي "تحديد الضوء والمدى"، وهو استخدام أشعة الليزر لقياس المسافة بين الأجسام ويمكن استخدامها لصنع صور ثلاثية الأبعاد عنها، وهذا أمر أساسي في تطوير القيادة الذاتية.
وتوقعت لاسينغر بأن الابتعاد عن التنظيف اليدوي للسيارات الذكية سيتطلب بعض الوقت.